ومن هذا الصنف ما كتبه لؤي عبد الرحمن أبو نبهان في بحثه بعنوان "الاتجاه العقلي في نقد الحديث دراسة مقارنة تطبيقية" وهي رسالة دكتوراه في جامعة اليرموك غير منشورة تناول فيها الباحث الاتجاهات العقلية في النقد لدى المحدّثين، وبين فيها مكانة العقل واستخداماته لدى النقاد، وتعرض لموضوع المناهج الفكرية المعاصرة في اتهاماتها لأهل الحديث بعدم استخدام العقل، ولكن لم يتطرق إلى المناهج الفكرية الحداثية في تعاطيها مع الحديث النبوي، فكانت الدراسة تستجلي التراث أكثر من كونها تناقش الفكر الحداثي المعاصر وغايتها الوقوف على الاتجاه العقلي للمحدثين.
وسوى ذلك لم أجد من كتب في الموضوع -بضوء اطلاعي- مما استلزم الكتابة فيه لملء فراغ قد يكون موجودا في هذا الجانب من المكتبة الإسلامية.
خطة البحث:
قسمت بحثي هذا إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة على النحو التالي:
الفصل الأول: وهو الفصل التمهيدي وهو بعنوان: الحداثة العربية المفهوم والنشأة ومصادرها من التراث. وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: مفهوم الحداثة ومفهوم الخطاب الإسلامي.
المبحث الثاني: نشأة الحداثة العربية وتطورها.
المبحث الثالث: نقد الحداثة ونقد الخطاب الإسلامي.
المبحث الرابع: الحداثة العربية ومصادرها من التراث الإسلامي.
الفصل الثاني: بعنوان: الحداثة وإنكار السنة:
وفيه أربعة مباحث التالية:
- المبحث الأول: نفي صفة الوحي عن السنة النبوية.
- المبحث الثاني: إنكار المكانة التشريعية للسنة النبوية.
- المبحث الثالث: إنكار الثبوت التاريخي للسنة.
- المبحث الرابع: نفي عدالة الصحابة والطعن بمدارات الرواية.
الفصل الثالث: الحداثة وإعادة نقد السنة:
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: رفض القراءة الإسلامية للنصوص ورفض منهج أهل الحديث النقدي
المبحث الثاني: النقد الداخلي والنقد الخارجي.
المبحث الثالث: إعادة نقد السنة بعرضها على القرآن.
المبحث الرابع: إعادة نقد السنة بعرضها على روح الإسلام والقيم العليا للمجتمع.
الفصل الرابع: الأدوات الحداثية لنقد السنة والنص عموما:
وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: القراءة البنيوية لنقد السنة والنص عموما.
المبحث الثاني: القراءة التاريخية لنقد السنة والنص عموما.
المبحث الثالث: التأويل والهرمينيوطيقا.
المبحث الرابع: القراءة التفكيكية لنقد السنة والنص عمومما.
المبحث الخامس: الاستشهاد بالشاذ والمستبعد من التراث.
الخاتمة: وذكرت فيها أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج وخرجت بتوصيات.
وكان من ضمن هذه الدراسة أربعة فصول أخر تم حذفها اختصارا وهي: المنطلقات الفكرية للحداثة العربية، وفصل المصادر المعرفية للحداثة .. حيث تم إثبات الجزء المتعلق بالمصادر من التراث فقط في المبحث الأخير من الفصل الأول هنا، وفصل بعنوان: تفكيك المعتقدات والقيم والثوابت، وكان الفصل الأخير دراسة تطبيقية لبيان صحة النظرة التاريخية عند بعض الحداثيين فكان بعنوان: أثر الهرمسية في مدرسة الجزيرة الفراتية الحديثية .. حيث قمت بدراسة أثر الفكر الهرمسي الغنوصي الذي ذكر الجابري أنه كان منتشرا في تلك المنطقة ودراسة مدى تأثر أحاديث تلك المدرسة بالمذهب الغنوصي الهرمسي لبيان صحة المنهج التاريخي من عدمه .. ولكن تم حذف هذه الفصول الأربعة من هذه الدراسة اختصارا سائلا المولى أن يعين على إخراجها في قابل الأيام.
وختاما .....
هذا جهد المقل يضعه الباحث على مشرحة النقد، سائلا المولى عز شأنه وتقدست أسراره، وعظمت رحمته وتجلى بغفرانه، أن يتقبله وأن يجزيه بالإحسان إحسانا، وبالتقصير عفوا وغفرانا. فإن كان أحسن فذلك بفضل الله ومنته عليه، وإن أساء فذلك من حظ النفس وعمل الشيطان سائلا المولى العفو والغفران.
والباحث لا يزعم بأنه قد أغلق باب البحث في هذا الميدان من خلفه، ولكن حسبه طرق موضوعا يستحق البحث والدراسة –من وجهة نظره- وسار دربا شائكا متشعبا تشعب العقول والمدارك، ولكن حسبه أن يذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يرميها به المخالفون، ليسهم في هذا الميدان العظيم، عسى أن يكون هذا البحث شافعا له يوم الدين. سائلا الله عز وجل القبول وأن يلهمنا الرشاد وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر، وأن يستعملنا ولا يستبدلنا وأن يجعلنا من العاملين العالمين.
¥