[مفهوم الفناء عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله]
ـ[علي 56]ــــــــ[29 - 07 - 04, 08:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى الدين
أما بعد:
فهذا كتاب عن مفهوم الفناء عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله استخرجته من مجموع الفتاوى وهو في الأصل صار مصطلحا صوفيا
وقد تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن جميع أنواع الفناء وهي:
بمعنى الموت قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (26) سورة الرحمن
وتكلم عن الفناء أي الباحة الواسعة للأرض
ثم تكلم عن الفناء عند الصوفية ((وهو المقصود بكتابنا هذا)) فقال رحمه الله:
[الفناء] الذي يوجد في كلام الصوفية يفسر بثلاثة أمور:
أحدها: فناء القلب عن إرادة ما سوى الرب، والتوكل عليه وعبادته، وما يتبع ذلك، فهذا حق صحيح وهو محض التوحيد والإخلاص، وهو في الحقيقة عبادة القلب، وتوكله، واستعانته، وتألهه وإنابته، وتوجهه إلى اللّه وحده لا شريك له، وما يتبع ذلك من المعارف والأحوال. وليس لأحد خروج عن هذا.
وهذا هو القلب السليم الذي قال اللّه فيه: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] وهو سلامة القلب عن الاعتقادات الفاسدة، والإرادات الفاسدة، وما يتبع ذلك.
/وهذا [الفناء] لا ينافيه البقاء، بل يجتمع هو والبقاء فيكون العبد فانيًا عن إرادة ما سواه، وإن كان شاعرًا باللّه وبالسوى، وترجمته قول: لا إله إلا اللّه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:) لا إله إلا اللّه، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن) وهذا في الجملة هو أول الدين وآخره.
الأمر الثاني: فناء القلب عن شهود ما سوى الرب، فذاك فناء عن الإرادة، وهذا فناء عن الشهادة، ذاك فناء عن عبادة الغير والتوكل عليه، وهذا فناء عن العلم بالغير والنظر إليه، فهذا الفناء فيه نقص، فإن شهود الحقائق على ما هي عليه، وهو شهود الرب مدبرًا العبادة، آمرًا بشرائعه، أكمل من شهود وجوده، أو صفة من صفاته، أو اسم من أسمائه، والفناء بذلك عن شهود ما سوى ذلك.
ولهذا كان الصحابة أكمل شهودًا من أن ينقصهم شهود للحق مجملًا عن شهوده مفصلًا، ولكن عرض كثير من هذا لكثير من المتأخرين من هذه الأمة. كما عرض لهم عند تجلي بعض الحقائق؛ الموت والغشي والصياح والاضطراب، وذلك لضعف القلب عن شهود الحقائق على ما هي عليه، وعن شهود التفرقة في الجمع، والكثرة في الوحدة، حتى اختلفوا في إمكان ذلك، وكثير منهم يرى أنه لا يمكن سوى ذلك لما رأى أنه إذا ذكر الخلق أو الأمر اشتغل عن الخالق الآمر. وإذا عورض بالنبي / صلى الله عليه وسلم وخلفائه ادعى الاختصاص، أو أعرض عن الجواب أو تحير في الأمر. 0000
الثالث: فناء عن وجود السوى: بمعنى أنه يرى أن اللّه هو الوجود، وأنه لا وجود لسواه، لا به ولا بغيره، وهذا القول والحال للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوني ونحوهم الذين يجعلون الحقيقة أنه عين الموجودات وحقيقة الكائنات، وأنه / لا وجود لغيره، لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل**
وكما قيل في قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] فإنهم لو أرادوا ذلك لكان ذلك هو الشهود الصحيح، لكنهم يريدون أنه هو عين الموجودات، فهذا كفر وضلال. ربما تمسك أصحابه بألفاظ متشابهة توجد في كلام بعض المشايخ، كما تمسك النصارى بألفاظ متشابهة تروى عن المسيح، ويرجعون إلى وجد فاسد أو قياس فاسد. فتدبر هذا التقسيم فإنه بيان الصراط المستقيم.
***************
وفي هذا الكتاب تفصيل لذلك ورد على المبتدعين و والاتحاديين والحلوليين
***********
أسال الله تعالى أن يجعلنا من المتفانين في خدمة دينه آمين
أبو حمزة الشامي
12 جمادى الآخرة 1425 هـ الموافق 29/ 7/2004 م
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[06 - 08 - 04, 05:25 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[علي 56]ــــــــ[13 - 08 - 04, 09:07 م]ـ
أخي شهاب الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنت كذلك جزاك الله خيرا
أخوكم أبو حمزة الشامي
27 جمادى الآخرة 1425 هـ
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[17 - 08 - 04, 08:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا