تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التميمي يقول سمعت عبد الله بن علي يقول سمعت الحصري يقول في بعض كلامه إيش أعمل بسماع ينقطع إذا انقطع من يستمع منه ينبغي أن يكون سماعك سماعا متصلا غير منقطع # وقال الحصري ينبغي أن يكون ظمأ دائم وشرب دائم فكلما ازداد شربه ازداد ظمؤه # قلت هذا الكلام فيه عيب لأهل هذا السماع وبيان أن المؤمن عمله دائم ليس بمنقطع كما قال النبي ص أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه فيكون اجتماع قلبه لمعاني القرآن دائما غير منقطع لا يزال عطشانا طالبا شاربا

# كما قال تعالى لنبيه ^ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ^ [سورة الحجر 99] وقال الحسن البصري لم يجعل الله لعبده المؤمن أجلا دون الموت وقد اعتقد بعض الغالطين من هؤلاء ان المعنى اعبد ربك حتى تحصل لك المعرفة ثم اترك العبادة وهذا جهل وضلال بأجماع الأمة بل اليقين هنا كاليقين في قوله ^ حتى أتانا اليقين ^ [سورة المدثر 47] # في الصحيح لما مات عثمان بن مظعون قال النبي ص أما عثمان فقد أتاه اليقين من ربه والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي # فأما اليقين الذي هو صفة العبد فذاك قد فعله من حين عبد ربه ولا تصح العبادة إلا به وإن كان له درجات متفاوتة # قال تعالى آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين إلى قوله وبالآخرة هم يوقنون [سورة البقرة 1 4]

# وقال وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون [سورة السجدة 24] # وقال عن الكفار وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندرى ما الساعة إن تظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين [سورة الجاثية 32] # قال أبو القاسم وجاء عن مجاهد في تفسير قوله تعالى ^ فهم في روضة يحبرون ^ [سورة الروم 15] أنه السماع من الحور العين بأصوات شهية نحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا # وهذا فيه أنهم ينعمون في الآخرة بالسماع وقد تقدم الكلام على هذا وأن التنعم بالشئ في الآخرة لا يقتضي أن يكون عملا حسنا أو مباحا في الدنيا # وقال وقيل السماع نداء والوجد قصد # وهذا كلام مطلق فإن المستمع يناديه ما يستمعه بحق تارة وبباطل أخرى والواجد هو قاصد يجيب المنادي الذي قد يدعو إلى حق وقد يدعو إلى باطل فإن الواجد تجد في نفسه إرادة وقصدا

# قال وسمعت محمد بن الحسين يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول قلوب أهل الحق قلوب حاضرة وأسماعهم أسماع مفتوحة # وهذا كلام حسن قال تعالى ^ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ^ [سورة ق 37] قالوا وهو حاضر القلب ليس بغائبه ووصف الله الكفار بأنهم صم بكم عمي لا يسمعون ولا يعقلون وأن في آذانهم وقرا وأنه ختم على قلوبهم وعلى سمعهم # قال وسمعته يعني أبا عبد الرحمن يقول سمعت الأستاذ أبا سهل الصعلوكي يقول المستمع بين استتار وتجل فالاستتار يوجب التلهيب والتجلي يورث الترويح والاستتار يتولد منه حركات المريدين وهو محل الضعف والعجز والتجلي يتولد منه سكون الواصلين وهو محل الاستقامة والتمكن وذلك

صفة الحضرة ليس فيها إلا الذبول تحت موارد الهيبة قال تعالى ^ فلما حضروه قالوا أنصتوا ^ [سورة الأحقاف 29] # قلت هذا كلام على أحوال أهل السماع وهو مطلق في السماع الشرعي والبدعي لكنه إلى وصف حال المحدث أقرب وهو وصف لبعض أحوالهم فإن أحوالهم أضعاف ذلك وأما الاستدلال بالآية ففيه كلام ليس هذا موضعه # قال وقال أبو عثمان الحيري السماع على ثلاثة أوجه فوجه منها للمريدين والمبتدئين يستدعون بذلك الأحوال الشريفة ويخشى عليهم في ذلك الفتنة والمراءاة # والثاني للصادقين يطلبون الزيادة في أحوالهم ويستمعون من ذلك ما يوافق أوقاتهم # والثالث لأهل الاستقامة من العارفين وهؤلاء لا يختارون على الله فيما يرد على قلوبهم من الحركة والسكون # قلت هذا الكلام مطلق في السماع يتناول القسمين

فصل في محبة الجمال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير