ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 03 - 03, 04:36 ص]ـ
كما آل رصيد منها إلى خزانات أخرى كخزانة الزاوية العياشية وخزانة مسجد مدينة "بزو" التي عثر فيها على النسخة الوحيدة لكتاب "البرصان والعرجان والعميان والحولان" للجاحظ ت255هـ.
بعد هذا العرض المختصر عن العوامل والظروف التي عملت على إنشاء المكتبات وتجميع أرصدة المخطوطات في المغرب، نرى الآن كيف تم تنظيمها وفهرستها قديما وحديثا.
إن كتب التراث والحضارة التي تشير إلى خزانات الكتب إشارات عابرة لا تحدثنا عن أنظمة هذه الخزانات إلا نادرا وعندما تتعرض لذلك فإنها تقتصر على ذكر اسم القيم عليها وذكر بعض محتوياتها من غير أن تتجاوزهما إلى الحديث عن عملية الفهرسة التي هي موضوع البحث.
وعلى الرغم من جهود المغاربة القدماء في محاولة فهرسة المخطوطات فإنها لا تعدو أن تكون قوائم و لوائح لا تخضع لأي نظام أو ترتيب، والواقع فإن الفهرسة بدأت مع بداية الخزانة المنظمة في المجتمع المغربي في العصر الحديث. وأول فهرس من هذا الصنف، جدير بالإشارة إليه، هو الفهرس الذي وضعه المستشرق الفرنسي (ألفرد بل) Alfred Bel لمجموعة خزانة القرويين في مطلع هذا القرن.
وسنتتبع الآن الفهارس التي وضعت حتى الآن لمختلف الخزانات المغربية، حسب التقسيم الثلاثي الذي اقترحناه في مقدمة هذا البحث ثم نتبعه الحديث
عن المناهج المتبعة في الفهرسة وتقييمنا لها ثم نختم بموقفنا من الفهرسة وبعرض بعض المقترحات، لتقويم هذه العملية التقنية والعلمية في آن واحد.
1 – الخزانة الملكية:
أشرنا آنفا إلى أن المصادر لم تفصح عن ذكر فهارس الخزانة الملكية إلا ما أشارت إليه من لوائح تفتقر إلى كل المواصفات التي تتميز بها الفهرسة الحديثة، ويبقى أن أول محاولة وضعت لترتيب مخطوطات الخزانة الملكية (14) وفهرستها تلكم التي قام بها العلامة محمد الفاسي، من خلال البحث الذي نشره عام 1964 بمجلة البحث العلمي بعنوان: "الخزانة السلطانية وبعض نفائسها": بعد مقدمة موجزة عن تاريخ المكتبات المغربية عموما و المكتبات الملكية خصوصا.
أشار المؤلف إلى الدور الرئيسي الذي لعبته هذه المؤسسات في حفظ التراث، مع عرض لعدد من نوادر الخزانة محيلا على بروكلمان وليفي بروفنسال وحاجي خليفة.
وقد كان الترتيب الذي وضعه محمد الفاسي لهذه الخزانة على الشكل التالي:
- وصف بعض النوادر والنفائس.
- السيرة النبوية.
- الجغرافية.
- الرحلات.
- الأنساب.
- تاريخ المغرب العربي.
- التراجم.
- القرآن الكريم.
- القراءات.
- التجويد.
- علوم القرآن.
- التفسير.
- الطب.
- علم الفلك.
- الفقه.
- اللغة.
- النحو والصرف.
- العلوم الطبيعية.
- الموسيقى.
وقد نشر محمد الفاسي عددا من المقالات في نفس المجلة وصف خلالها هذه المخطوطات ورتبها حسب الفنون المشار إليها أعلاه (15).
وقد تلا هذه الأبحاث كتاب محمد المنوني بعنوان: منتخبات من نوادر المخطوطات، نشر عام 1978 بتقديم مدير الخزانة عبد الرحمن الفاسي. حاول الفقيه المنوني أن يختار من نوادر المكتبة، بعض مؤلفات الملوك والسلاطين، وما كتبه الأندلسيون والسودانيون والمشارقة، وما كتب بالخط الكوفي، وقد ذكر بعض المخطوطات التي لها قيمة ببليوغرافية مع عرض موجز لمحتوى المخطوط. وتشكل الكتب المختارة الفنون التالية:
المصاحف، التفسير، الحديث، السيرة، الفقه
وملحقاته، الكلام، اللغة والنحو، الأدب، التاريخ، الأنساب، التراجم، الجغرافية والرحلات، السياسة، الرياضيات، الطبيعيات، الفلاحة، الكيمياء، الفلك والتنجيم، الطب، الموسيقى، علوم متنوعة.
وقد استهل المنوني هذا الكشاف بمقدمة تناول فيها مجموعة من الوثائق، وهي عبارة عن بيعات سلطانية، وظهائر ملكية أصلية، ومكاتبات ورسائل وتقاييد، ثم تناول الحديث عن الوثائق التي توجد في الكنانيش (16).
وقبل هذا العمل المتعلق بالمنتخبات كان الفقيه المنوني قد شرع في وضع فهرس شامل لمخطوطات الخزانة الحسنية حسب أرقامها على الرفوف (17) عالج فيه 438 مخطوطا.
¥