تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك فيه مفاوضات وأيضا فيه تبادل التجربة، وبالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية ومع بعض المعاهد والمؤسسات العلمية والمتحفية في الجزيرة العربية وفي الخليج، هناك ولكن يمكن أن نقول أن هناك لسه فيه مجال واسع، وأنت ذكرت اليابان، ويمكن نذكر تجربة اليابان، اليابان كان فيه عندهم صندوق ياباني يكون بصورة مادية في المساعدة والحفاظ ودراسة التراث الياباني في كل العالم، وكل سنة الصندوق يرسل الكتب والمواد ومبالغ معينة للمتخصصين في كل العالم الذين يعملون في دراسة الحفاظ على التراث الياباني، مثلا نحن حصلنا على عدة مساهم [مساهمات] من اليابان لدراسة التراث الياباني، للحفاظ على التراث الياباني، لتسجيل التراث الياباني الموجود في المخطوطات، ونحن نعرف مثلاً أن اليابانيين قاموا بتزويد كثير من أقسام الفن الياباني في متاحف أمريكا وأوروبا بالأدوات الجديدة والفترينات الجديدة وكل التصميمات. أنا أعتقد أن المؤسسات العربية فيه مجال واسع في هذا الجانب لمساهمة والتعاون وفي تطوير مثلا المعارض وخزائن المخطوطات في روسيا مثلا، نحن مثلا نحن نفكر في أن نعود لهذا المعرض للفن الإسلامي في (أمستردام)، وبعدين يكون طول الصيف في (الأرميتاج) في (سان بطرسبرغ) بعد ذلك، نحن نفكر في تجديد وتغيير شكل معرض الفن الإسلامي الموجود في (أرميتاج) لأنه هو شويه قديم.

عبد العزيز الهنائي سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية:

عبد العزيز الهنائي

أنا أشارك قلق المهتمين الروس حول مستقبل الوثائق والكتب والمخطوطات العربية الهامة والكبيرة في سان (بطرسبرغ) وفي المدن والمكتبات الروسية العديدة، هذه ثروة حضارية كبيرة للعالم العربي، نقدر الأوضاع التي تمر بها روسيا في مرحلة التحولات الكبيرة، وما يريحنا بعض الشيء أن هؤلاء المهتمين يعملون بكل جهد، رغم إمكانياتهم البسيطة، نحن في العالم العربي يمكن أن نعمل باتجاهين: العمل الجماعي العربي من خلال جامعة الدول العربية، لأنه يهم الحضارة العربية بشكل عام، والشعب العربي، الأمة العربية، يمكن أيضا أن يتم العمل من خلال العلاقات الثنائية، الاتفاقية الثقافية التي تم توقيعها بين روسيا الاتحادية والبلدان العربية، لدينا اتفاقية شبه جاهزة ثقافية، أحد بنودها وأهم بنودها هو التعاون في مجال المخطوطات وترميمها والحفاظ عليها وتبادلها.

أيضا أوجه نداء خاص لرجال الأعمال العرب المهتمين، يجب ألا ينصب اهتمامهم فقط حول العلاقات التجارية، عليهم أن يركزوا أيضا جول الجوانب الثقافية، ولديهم إمكانيات كبيرة، وعليهم أن يدعموا المؤسسات الموجودة في روسيا والمؤسسات العربية التي تهتم بالوثائق لكي تتعاون على للحفاظ على هذا الإرث الحضاري.

د. أنس خاليدوف:

المخطوطات العربية في (بطرسبرغ) جزء من وجودها في العديد من بقاع الأرض، وبالتالي ينصب اهتمام العلماء على العثور على جوانب غير مدروسة في المخطوطات سابقًا، وإيجاد مقارنات ومقاربات بين هذه المخطوطة أو تلك، واكتشاف سطور لم يجرِ الحديث عنها بعد في مخطوطات قيمة، والقيام بأعمال تصب في إطار نهر الأبحاث الخاصة بالتاريخ والعلوم المستندة أصلا إلى المخطوطات العربية.

أكرم خزام:

المخطوطات غالبا ما تسوق أقدار الناس على نحو غير متوقع، وتوجههم حسب إرادتها ورغبتها، ومن الصعب جدا على الإنسان الذي تعايش معها أن يخرج من تحت سلطانها، ويبدو أن ظل المعلمين، ومنهم الشيخ الطنطاوي لا يحجب ظل التلاميذ الذين احتكوا عن قرب بالمخطوطات العربية وسحروا بها وفتنوا.

وكما تحدثت المخطوطات مع المعلمين تحدثت أيضًا مع التلاميذ وبلسان حي، ومن هؤلاء التلاميذ الذين رحلوا عن الحياة في بداية الخمسينات من القرن العشرين الأكاديمي (إيغنادي كراتشكوفسكي) الذي قدم إسهامات كبيرة في مجال المخطوطات العربية بعد زياراته للبنان وسوريا ومصر، حيث انكب على دراستها في خزائن المكتبات القديمة، ليصدر بعد ذلك كتابه الشهير: مع المخطوطات العربية الذي يعتبر أساسا هاما بالنسبة للمستعربين الروس وللباحثين العرب في مجال المخطوطات.

ومن المفارقات الهامة في تجربة (كارتشكوفسكي) اكتشافه لرسالة الملائكة للفيلسوف والشاعر الأعمى أبي العلاء المعري عام 1910، عندما أوشكت إقامته في القاهرة على الانتهاء، إذ نبشها من مخطوطات مكتبة الأزهر، وصب جل اهتمامه لدارستها متسائلاً وقائلاً في الوقت نفسه في كتابه: "على أنه أصبح واضحًا لي من السطور الأولى لماذا كانت هذه الرسالة قليلة الشهرة إلى هذا الحد، فلو كان عند العرب فهرس للكتب الممنوعة والمحرمة لاحتلت فيه هذه الرسالة مكانًا مرموقًا.

ويضيف (كراتشكوفسكي): "أن الرسالة التي تبدو من الخارج رسالة نحوية تقليدية تخفي وراءها هجاء لاذعا وسخرية فكرية من فهم المسلمين لحقيقة الملائكة".

(كارتشكوفسكي) تابع مسيرة أسلافه من الباحثين والاختصاصيين، ورحل عن الحياة مخلفًا العديد من الدراسات، لكن النهل من المخطوطات العربية لم ينضب، والأكيد أنه سيستمر، فالعالم بحاجة دائمة للتعرف على جمال وغنى المعرفة.

الحديث عن المخطوطات العربية في (بطرسبرغ) أو غيرها من المدن الروسية الأخرى لا يتوقف عند المحطة التي انتهينا إليها، ونتمنى أن نكون استطعنا الإشارة إلى ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الحضاري الكبير، الأمر الذي يستدعي لفت أنظار المؤسسات الثقافية العربية لعلها تساعد في صون هذا الإرث.

منقول

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير