تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولو سلمنا بطباعة بعض المخطوطات طباعة جيدة متقنة مصححة: فإن ذلك لا يغني عن المخطوطات، فالمخطوط يبقى شاهد عدل وصدق على سلامة المطبوع وصحته، وعدم تحريفه، أو تزويره، أو الزيادة فيه، أو النقص منه. وكلما زاد عدد المخطوطات للكتاب زادت الشهادة على إتقان المطبوع وصحته أو عدمها، كحصول الشهادة على الشهادة.

إمگانية التزوير

* هل يحصل تزوير في المخطوطات؟ وهل يستطاع كشفه والوقوف عليه؟ وما أسباب ذلك إن كان موجوداً؟

- التزوير في المخطوطات موجود، وهو قديم، غير أن من حفظ الله لدينه، أن سخر له من يكشفه، ويميز صحيحه من سقيمه، ولكشف التزوير طرق كثيرة معلومة عند أهل الفن، شيء منها يرجع إلى تناقض المعلومات المكتوبة في المخطوط، وشيء آخر يرجع إلى ظهور التزوير في الورق أو الحبر، وكونهما لا يعودان إلى تاريخ نسخ المخطوط. وهذا أمر يطول شرحه، غير أن ما يفيد ويهم أن التزوير مكشوف بحمد الله، مهما كانت دقة المزوِّر وإتقانه، فلا بد من ظهور شيء - يخفى عليه هو - يدل على التزوير، والتزوير الحاصل في المخطوطات نوعان:

1 - أحدهما: تزوير جزئي، بحيث يعمد المزور إلى مخطوط أصلي صحيح، نسخ سنة (1200هـ) مثلاً، فيحرف أو يكشط التاريخ، ويجعله منسوخاً قبل ذلك بمائتي سنة أو أكثر ليزيد من قدمه وقيمته!

وكأن يعمد إلى اسم مؤلف مخطوط ما، فيغيِّر اسم مؤلفه إلى اسم مؤلف آخر، لكون الأول مجهولاً أو مغموراً ونحوه، وكون الثاني مؤلفاً مشهور.

2 - النوع الثاني: تزوير كلي، بحيث يعمد المزور إلى نسخ كتاب كامل، على ورق عتيق، أو معتَّق، بخط يحاكي فيه خطوط المتقدمين، ليظهر ذلك المخطوط بمظهر عتيق، وربما استخدم بعض طرق التعتيق بعد انتهائه!

والنوع الأول: أسهل وأكثر. أما النوع الثاني: فهو أصعب من سابقه، غير أنهما مكشوفان على كل حال، والحمد لله. ودافع المزورين عادة: مالي، يريدون رفع قيمة ما لديهم من مخطوطات! وقد أقام (مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) دورة علمية متخصصة قبل نحو ثلاث سنين، في الطرق العلمية لكشف التزوير، شارك فيها جماعة من أهل الاختصاص، من المملكة وخارجه. والتحق بها - دارساً متعلماً - مجموعة (كبيرة) من المهتمين من داخل المملكة ومن دول أخرى مختلفة. وكان لها نفع وأثر كبير لدى الطلاب المشتركين، في تبصيرهم بطرق التزوير الحديثة والقديمة وغير ذلك.

تحقيق المخطوطات

* هل ما حقق من المخطوطات يحتاج إلى تحقيق، أو أن هذه التحقيقات كافية؟

- هذا سؤال مجمل، يحتاج للإجابة عليه تفصيل حال تحقيق كل كتاب! وهذا يطول ولا يستطاع. لكن من حيث الإجمال كثير من التحقيقات لا يعتمد عليها، وتكون دوافعها تجارية ليست علمية! وربما عمد ناشر ما، أو محقق ما، إلى كتاب مطبوع غير محقق بالعرف العصري، ثم أعاد طبعته نفسه! زاعماً أنه حققه على نسخة خطية أو أكثر! وربما جعل صورة أو صورتين لمخطوط أول الكتاب إيهاماً للناس أنه محقق! وهو غير ذلك! ولهذا أمثلة كثيرة، وقد كُتب في هذا غير مرة.

مراگز المخطوطات

* هل يوجد في المملكة مخطوطات كثيرة بحيث لا نكون في حاجة إلى المخطوطات الموجودة خارج المملكة؟ وما هي المراكز العلمية المعنية بالمخطوطات في المملكة؟

- نعم، في المملكة مخطوطات كثيرة، في مراكز بحثية كبيرة، وهي معقل من معاقل العلم والمخطوطات، غير أنها - مع هذا - لا تكفي وحدها، فالمخطوطات الإسلامية في بقية الدول العربية كثيرة جداً، وكذلك في بقية الدول الإسلامية، وحتى في الدول الغربية، وأعدادها لا تكاد تحصى.

أما المراكز البحثية التي تقتني المخطوطات داخل المملكة: فكثيرة أيضاً، منها: (مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) بالرياض، فيه أكثر من خمسين ألف عنوان مخطوط، ما بين أصلي ومصور، وهذا عدد كبير و (مكتبة الملك فهد الوطنية) بالرياض، و (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) بالرياض، و (دارة الملك عبد العزيز) بالرياض و (مكتبة الملك عبدالعزيز العامة) بالرياض، و (جامعة الملك سعود) بالرياض، و (مركز البابطين للتراث والثقافة) بالرياض، و (مكتبة مكة المكرمة) بمكة المكرمة، و (جامعة أم القرى) بمكة المكرمة، و (الجامعة الإسلامية) بالمدينة المنورة، و (مكتبة الملك عبدالعزيز) بالمدينة المنورة، وفيها مكتبات مهمة ونادرة، كـ (مكتبة عارف حكمت)، و (جامعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير