العلم معظمها مقصود بالزيارة فاندرس غالبها وبقي منها بهذا العهد قبر الإمام برهان الدين بن زقاعة أحد العلماء الأعلام وشيخ السادة القادرية في القرن التاسع. قلت: [الطباع] ويوجد بجبل المنطار بغزة فسقية تعرف بمغارة صقاعة بتحريف الزاي والصاد، كأنه كان يختلي بها وتعبد فيها ولايعرف من عائلته أحد بغزة، وقد اطلعت على ديوان شعره بخط اليد فرأيت في أوله أن الشيخ الإمام القطب العارف برهان الدين أبو أسحق إبراهيم محمد بن بهادر بن أحمد القرشي النوفلي القادري الشافعي المقري الغزي الشهير بابن زقاعة. " [15]
وترجم له الزركلي فقال: " ابن زقاعة ويقال ابن سقاعة، إنسان عجيب من أهل غزة، بدأ خياطاً، وقرأ على شيوخ بلده، ونظم كثيراً مما يسميه الناس شعراً. وتفرد في معرفة الأعشاب ومنافع النبات فكان يصف أشياء منها للأوجاع كالأطباء، ويسترزق بالعقاقير، وتزهد وساح في طلب الأعشاب، وكان يستحضر الحكايات "الماجريات " كما يقول السخاوي.، ومما نظم قصيدة تائية في “ صفة الأرض وما احتوت عليه “ - 7770 بيتاً، وشاعت عنه مخاريق وشعبذة. وفي الصوفية من قال إنه يعرف الحرف والاسم الأعظم وينفق من الغيب، وألف رسائل:- منها:
- " دوحة الورد في معرفة النرد ".
- "تعريب التعجيم في حرف الجيم"
- " لوامع الأنوار في سيرة الأبرار "
- " كتاب الوجود - خ " بخطه في معهد المخطوطات وهو منظومات له في الفلك والجبال والأنهار. الخ ولعله ديوان شعره. وفي جامعة الرياض (ديوان ابن زقاعة - خ) فيلم رقم 48 من مكتبة عارف حكمت (الرقم 232 أدب) وكان له حظ وافر عند ملوك مصر يجلسونه فوق قاضي القضاة. وتوفى بالقاهرة. [16]
وترجم له كحالة في معجم المؤلفين ولم يزد على ما ورد في كتب التراجم إلا في إيراده مصدرين آخرين تزيد في معرفتننا بهذا الرجل. وهما تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان ومعجم المصنفين للتونكي." [17]
ذكر ابن تغري بردي وفاته في ثاني عشر من ذي الحجة من سنة 816 هـ بالقاهرة عن اثنين وتسعين سنة، ووصفه بالعلامة المفنن " برهان الدين إبراهيم بن محمد بن بهادر بن أحمد القرشي الغزي النوفلي الشافعي "، المعروف " بابن زقاعة ". وزقاعة - بضم الزاي المعجمة وفتح القاف وتشديدها وبعد الألف عين مهملة مفتوحة وبعد الألف عين مفتوحة وهاء ساكنة - وكان إماماً عارفاً بفنون كثيرة، ولاسيما علم النجوم [18]، والأعشاب، وله نظم كثير، وكانت له وجاهة عند الملوك، بحيث إنه كان يجلس فوق قاضي القضاة، [19] ومن شعره أنشدني الإمام العلامة برهان الدين إبراهيم بن زقاعة من لفظه لنفسه:
رأى عقلي ولبي فيه حارا فأضرم في صميم القلب ناراً
وخلاني أبيت الليل ملقى على الأعتاب أحسبه نهاراً
إذا لام العواذل فيه جهلاً أصفه لهم فينقلبوا حيارى
وإن ذكروا السلو يقول قلبي تصامم عن أباطيل النصارى
وما علم العواذل أن صبري وسلواني قد ارتحلا وسارا
فيا لله من وجد تولى على قلبي فأعدمه القرار
ومن حب تقادم فيه عهدي فأورثني عناءً وانكساراً
قضيت هواكمو عشرين عاماً وعشريناً ترادفها استتاراً
فنم الدمع من عيني فأبدى سرائر سر ما أخفى جهاراً
إذا ما نسمة البانات مرت على نجد وصافحت العرارا
وصافحت الخزام وعنطواناً وشيحاً ثم قبلت الجداراً
جدار ديار من أهوى قديماً رعى الرحمن هاتيك الدياراً
ألا يا لائمي دعني فإني رأيت الموت حجاً واعتماراً
فأهل الحب قد سكروا ولكن صحا كل وفرقتنا سكارى [20]
وصف لديوان ابن زقاعة الغزي:
الرقم: 52 ع / 821ط.
1 - عنوان المخطوط: (ديوان ابن زقاعة الغزي)
2 - عدد الأوراق: 45 ق.
3 - اسم الناسخ وتاريخ النسخ: " محمد بن عيس الكوراني الحسيني القادري الشاذلي النقشبندي الخلوتي ". وكان الفراغ من تحريره في صبيحة السبت المبارك ثالث جمادي الأول الأنو ر من شهور 1150 هـ.
4 - الموضوع أو الفن: " شعر صوفي "
5 - نوع الخط: " خط نسخي جميل، كتبت العناوين باللون الأحمر ".
6 - عدد السطور: 26. مقاس: 20 سم - 5 ,13 سم.
7 - الورق والحبر والتجليد: الورق بحالة جيدة إلا أن به بعض الخروم من أثر الأرضة والتجليد عادي.
¥