مخطوطات لم تُعتمَد في المطبوع
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[29 - 10 - 08, 02:05 م]ـ
عالم المخطوطات عالم واسع، هذا أمر لا يشك فيه من له صلة بعالم المخطوطات، فكثير من مكتبات المخطوطات ينقصها الفهارس الدقيقة، فضلاً عن الأخطاء في بعض الفهارس الموجودة، أخطاء تؤدي لنسبة المصنَّف لغير مصنِّفه، بل وتسمية الكتاب بغير اسمه المعروف، مما يعني أن المخطوط الذي تبحث عنه قد يكون موجوداً في هذه المكتبة لكنك لن تعلم بوجوده من خلال هذا الفهرس بسبب هذا الخطأ.
ومعلوم كم هو ضروري للمحقق أن يسعى لجمع كل النسخ المتوفرة من مخطوطات المصنَّف الذي يسعى لتحقيقه، وقد يبذل ما بوسعه في سبيل ذلك، لكن قد تفوته نسخة أو أكثر لم يمكن يعلم بوجودها لأسباب منها ما تقدم ذكره. هذا فضلاً عن النُّسخ التي يعلم بوجودها لكنه لم يستطع الحصول على صور عنها.
وأحببت في هذا الموضوع أن أذكر ما وقفت عليه من هذه الشاكلة، حيث أنني أحرص كلما اطلعت على مخطوط أن أنظر في المصنفات التي يحتويها، وما كان منها مطبوعاً أنظر فيه هل اعتمد محققه على هذا المخطوط أم فاته، وحيث أن توجهي واهتمامي هو الأجزاء الحديثية فسيكون كلامي منصباً عليها.
وأنتظر من الأخوة المطلعين في هذا الباب أن يدلو بدلوهم، فعالم المخطوطات عالم واسع، ولابد من تظافر الجهود وتبادل المعلومات، فكل واحد عنده ما ليس عند غيره.
ومن نافلة الكلام القول بأن هناك مخطوطات لا يُستدرَك بفواتها، مثل المخطوطات التي نُسختُ حديثاً عن أصولها القديمة التي لا تزال موجودة، وكمثال على ذلك المجموع رقم (1558) في دار الكتب المصرية، فقد نسخه حديثاً الخطاط محمود عبداللطيف سنة (1351 هـ) وهو محفوظ أيضاً بدار الكتب المصرية تحت أرقام متسلسلة، لكل جزء من أجزاء المجموع رقم. وكذلك الحال في كثير من مخطوطات دار الكتب المصرية. فمثل هذه المنسوخات لا اعتبار لها بوجود الأصل المنسوخ منه.
وكذلك الأمر في الكتب والمصنَّفات التي لها الكثير من النسخ الخطية، فمن مضيعة الوقت والجهد جمع كل هذه النسخ، وفي مثل هذه الكتب التي كثرت أصولها الخطية يكون النظر في نفاسة هذه الأصول، وإنما يكون الاستدراك بفوات نسخة خطية نفيسة، كأن تكون بخط المصنِّف نفسه أو قُرأت عليه، أو كانت بخط أحد تلاميذه، أو بخط أحد الأئمة المعروفين بجودة خطهم ودقة نسخهم، أو تكون النسخة قد حظيت بالعناية والمقابلة والتصحيح على عدد من الأصول.
وأبدأ بنفسي فأذكر المخطوطات التي فاتتني، فأقول مستعيناً بالله:
[1] الجزء الثاني من حديث أبي العباس الأصم
الذي وفقني الله لتحقيقه ضمن المجموع الثالث من مجاميع الأجزاء الحديثية، واعتمدت فيه على أصلين من الظاهرية، وقفتُ بعدها على نسخة أخرى لهذا الجزء ضمن مجموع موجود في مكتبة حالت أفندي في تركيا برقم (403)، وهو موجود في جامعة الإمام برقم (7236)، وقد صورتُه من مكتبة الحرم المكي.
وقد قابلت هذه النسخة على المطبوع، وأثبت على نسختى الفروق بينهما، وهي فروق طفيفة.
وفي نيتي أن أعيد مقابلة مجاميع الأجزاء الحديثية التي وفقني الله لتحقيقها على أصولها الخطية مرة أخرى وأضع ما وقفت عليه من الأخطاء والتصحيفات والسقط في ملف ليصحح كل واحد نسخته، وأضع ملف وورد مصحَّحاً لكامل المجموع. وقد كان هذا الأمر يراودني منذ فترة، لكن لم أنشط لإعادة المقابلة إلا بعد وصول هذه الأصول الخطية الجديدة لي، وقد أزعجتني الأخطاء التي وقفتُ عليها إلى الآن، وهذا حفزني للمسارعة في الأمر. والله المستعان.
[2] الفوائد المنتقاة من مسموعات أبي علي الصفار، أو: جزء الصفار
الذي وفقني الله لتحقيقه ضمن المجموع الثالث أيضاً، واعتمدت فيه على أصلين أحدهما من الظاهرية، والثاني من مكتبة شهيد علي بتركيا.
ثم طبع هذا الجزء بتحقيق الشيخ حمدي السلفي ضمن (مجموع فيه خمسة أجزاء حديثية) معتمداً فيه على أصل خطي لم يقع لي.
وكنت قرأت قبل فترة في فهارس مخطوطات جامعة الاسكندرية:
الفوائد المنتقاة للصفار (594) جعفر ولي.
فلا أدري أهي النسخة التي اعتمدها الشيخ حمدي السلفي أم غيرها؟
فلعل أحداً من الإخوة في الإسكندرية يقرأ هذه الكلمات ويتفضل بمساعدتي في الحصول على صورة لهذه النسخة. لأقابل عليها المطبوع كسابقتها.
[3] جزء الاعتكاف لأبي الحسن الحمامي
الذي وفقني الله لتحقيقه ضمن المجموع الرابع من مجاميع الأجزاء الحديثية، واعتمدت فيه على الأصل المحفوظ في الظاهرية تحت رقم (330) حديث، نبهني الأخ الفاضل خالد الأنصاري إلى وجود نسخة أخرى لهذا الجزء، ضمن مجموع (225) المحفوظ في المكتبة الحمزاوية بالمغرب.
وقد قمت بقابلة هذه النسخة على المطبوع وأثبت الفروق بينهما، وسأثبت هذه الفروق في ملف التصحيحات إذا وفقني الله لإتمام المقابلة كما سبق ذكره.
[4] الثمانون للآجري
الذي وفقني الله لتحقيقه ضمن المجموع الرابع المتقدم، واعتمدت فيه على الأصل المحفوظ في مكتبة هارفارد، وجزء فيه ستة أحاديث من الثمانين رواية أبي هريرة ابن الحافظ الذهبي موجود ضمن المجموع المتقدم ذكره من مكتبة حالت أفندي في تركيا.
وفي مكتبة خسرو نسخة عن هذا الجزء المنتقى، وفي الرباط قطعة من أول الجزء جزء الثمانين، ولم أتمكن من الحصول عليهما وقت إذ. والآن نسخة خسرو من المنتقى موجودة على الشبكة وقد اطلعت عليها وهي لا تختلف عن نسخة تركيا وهي متأخرة عنها، ونسخة الرباط لها مصورة في جامعة الإمام فلم (725) ولم أحصل عليها بعد.
فلعل أحد الأخوة من المقيمين في الرياض يقرأ هذه الكلمات ويساعدني في الحصول على صورة عنها، فأعمل فيها ما عملت في سابقتها.
¥