وكذلك ما ثبت من الأحاديث والوقائع الكثيرة التي حدثت فيها النساء الرجال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده.
وقد تقدم سوق كلام أهل العلم بإباحة كلام النساء للحاجة كابن العربي المالكي، والقرطبي في الجامع وأي العباس القرطبي في السماع وأقوال الإمام أحمد وغيرهم فراجعه إن شئت.
الأحكام الشرعية الخاصة بصوت المرأة:
نظراً لما يترتب على جهر النساء بأصواتهن من الفتنة الأكيدة، والآثار الخطيرة عليهن ومنهن فقد جاءت الأحكام الشرعية مراعية خصوصية النساء، وحساسية أوضاعهن من ثم أعفيت النساء من المجاهرة بأصواتهن في مقامات تعبدية شتى ناهيك عمّا دون ذلك ممّا لا حاجة إليه ولا ضرورة من سائر أمورهن الحياتية والاجتماعية!!
ومن ذلك:
1 - تصفيق المرأة في الصلاة:
ولما يترتب على ظهور صوت المرأة من الآثار السيئة، وتأجيج الفتنة جاءت أحكام الشريعة الغرّاء مانعة من إظهار صوتها في حضرة الرجال، ولو كانت خلف الأئمة في المساجد فأمرت بالتصفيق، ونهيت عن التسبيح لتنبيه الإمام متى سهى أو غفل في صلاته كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء)): [البخاري: 1145] [مسلم: 422].
قال كمال الدين السيواسي في شرح فتح القدير (1/ 260): (فرع: صرّح في النوازل بأنّ نغمة المرأة عورة، وبنى عليه أن تعلمها القرآن من المرأة أحب إلي من الأعمى، قال: لأنّ نغمتها عورة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((التسبيح للرجال والتصفيق للنساء، فلا يحسن أن يسمعها الرجل))
قال ابن القيم في الحاشية (6/ 106): (فالمرأة لما كان صوتُها عورة مُنعت من التسبيح، وجُعل لها التصفيق)
2 - لا تُؤذن ولا تٌقيم:
وفي الباب نفسه لم يشرع للمرأة أن تؤذن أو تقيم حفاظاً على مشاعرها، وصوناً لحيائها، ودرءً لهاجس الافتتان بصوتها ..
قال الجصاص الحنفي عند تفسيره لقوله تعالى: ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ)): وفيه الدلالة على أنّ المرأة منهية عن الآذان، وكذلك قال أصحابنا) (الأحكام: 5/ 229)
قال صحاب المغني: (ولا يصحُّ الآذان إلا من مسلم عاقل ذكر .. ولا يُعتد بآذان المرأة؛ لأنّها ليست ممّن يُشرع له الآذن، وهذا كله مذهب الشافعي، لا نعلم فيه خلافاً) [المغني: 2/ 68]
3 - لا تَرْفَعْ صوتَها بالتلبية:
قال ابنُ قُدامة (المغني: 5/ 16]: (قال ابنُ عبد البرّ: أجمع العلماءُ على أنّ السُنة في المرأة أن لا ترفع صوتها، وإنما عليها أن تُسمع نفسها، وبهذا قال عطاء ومالك والأوزاعي، والشافعي، وأصحاب الرأي، ورُوي عن سليمان بن يسار أنّه قال: السُنّة عندهم أنّ المرأة لا ترفع صوتها بالإهلال، وإنما كُره لها رفع الصوت مخافة الفتنة بها)
وقال الشافعي في الأم (2/ 156): (النساء مأمورات بالستر فأن لا يسمع صوت المرأة أحدٌ أولى بها وأستر لها فلا ترفع المرأة صوتها بالتلبية وتسمع نفسها).
مفاسد ترقيق الصوت وتنعيمه:
لا ريب أنّ ترقيق المرأة صوتها وتنعيمه بحضرة رجال أجانب لا يحلّون لها فيها أعظم الضرر عليها وعليهم كما أنّ في ذلك أمضى سبب إلى فساد المجتمع برمته، وشيوع الفاحشة بأسرع طريق!
ويمكن تلخيص مفاسد ترقيق المرأة صوتها وخضوعها بالقول في النقاط التالية:
1 - إثارة أطماع من في قلبه مرض:
قال الله جلّ شأنه: ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)).
فقد نهى الله تعالى أشرف نساء الأمة عن الخضوع بالقول حتى لا يكنّ سبباً في إثارة أطماع مرضى القلوب، ذلك أنّ حلاوة الصوت وجاذبيته كثيراً ما تُحرك أرباب الشهوات فيبذلون ما في وسعهم لإشباع غرائزهم مع ذات الصوت الجميل!
وقد قيل:
يا قوم إنّ أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً
2 - تعريض أهل العفة والصلاح إلى فتنة محققة:
¥