تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4. إن قيل لا بل تحريم صيام الإثنين أو الخميس إن صادفا يومي العيد هو من باب تقديم الحاظر على المبيح و استثناء القليل من الكثير، قلنا فإنا لا نعلم طريقاً للجمع غير ما ذكرنا في النقطة السابقة فإن كانت غير مقبولة فالانتقال لقواعد الترجيح لا إشكال فيه لتعذر الجمع، بينما الجمع في صيام السبت ممكن فلم نحتج لقواعد الترجيح.

5. الإجماع منعقد على حرمة صيام يومي العيد، بينما حرمة صيام السبت في النفل لم يقل بها أحد قبل الشيخ الألباني رحمه الله.

الإشكال السادس

فهم السلف

سئل الشيخ رحمه الله في الشريط (182): دائماً ندندن حول عبارة "الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة" فعمن تنقلون من سلف الأمة قولهم بظاهر هذا الحديث؟

الشيخ: جوابنا من ناحيتين فعندما نقول أننا سلفيون و لا نقول بقول إلا أن نسبق إليه، أظنك تعلم أن هذا نقوله في فهم النص عندما يكون له أكثر من معنىً واحد، و بخاصة أنا شخصياً أعجمي الأصل فأنا أتهم نفسي والعرق دساس، لذلك عندما يكون هناك نص يحتمل أكثر من وجه فأنا أجبن حين ذاك إلا أن يكون لي سلف أما إذا كان الأمر واضحاً مثل قوله تعالى {و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} فلا نحتاج إلى من سبقنا إلى القول بحيوا بأحسن منها لأن هذا نص صريح، وفي مثل هذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله أن الحديث يثبت الحكم به وحده وليس بحاجة أن يدعم بعمل بعض أهل العلم، أي الحديث الذي يكون هكذا واضحاً، هذا الجواب رقم واحد،

الجواب:

1. رحم الله الشيخ فلو أن الحديث لم يكن يحتمل غير معنىً واحد وهو المعنى الذي يقول به من حرمة صومه في النفل مطلقاً، فكيف يقول الإمام أحمد لما سئل عن صوم السبت: " أما صيام يوم السبت يفرد به فقد جاء فيه ذلك الحديث حديث الصماء ... "؟

وكيف يقول الترمذي:" كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام "؟

وكيف يقول ابن خزيمة:" باب النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بالصوم "؟

وكيف يقول ابن حبان:" ذكر الزجر عن صوم يوم السبت مفرداً "؟

إن الذين يسألون أين فهم السلف من حديث النهي عن صوم السبت، إنما يسألون لأنهم وجدوا أكثر من فهم للحديث أولاً، ولأنه ليس بينها أنه يحرم صوم السبت في النفل مطلقاً ثانياً.

2. إن الشيخ رحمه الله قد أقر قديماً فهم الترمذي للحديث بأنه يعني كراهة أن يخص الرجل السبت بالصيام كما في الإرواء، ثم ذهب لاحقاً إلى أن معنى الحديث هو حرمة صوم السبت في غير الفريضة مطلقاً، وهذا يدل على أن للحديث أكثر من فهم لا أنه لا يحتمل سوى فهم واحد لا نحتاج معه إلى فهم السلف، ففهم السلف هو الضابط الذي نعرف به أي قولي الشيخ رحمه الله هو الصواب.

3. الشيخ رحمه الله ـ من تواضعه ـ يتهم عربية لسانه ويقول أنه عند ورود نص يحتمل أكثر من معنىً لا يجرؤ على قول إلا أن يكون له فيه سلف، فإذا كان حديث النهي واضحاً و لا يحتمل أكثر من معنىً واحد كما يقول رحمه الله، ووجد الشيخ كل من سبقه من الأئمة يحمل النهي على كراهة الإفراد، فكيف أمكن أن يقول بقول ليس له فيه سلف؟ أليست هذه الحال أكثر افتقاراً عند الشيخ إلى فهم السلف من سابقتها؟

4. و بالنسبة لكلام الشافعي رحمه الله فليس المسؤول عنه هو من عمل بهذا الحديث من العلماء، لأن المخالف للشيخ يقول أن العلماء الذين صححوه قد عملوا به ولكن على فهم آخر غير الذي يقول به الشيخ، فالسؤال هو مََََََََََََنْ مِنَ العلماء قد فهم هذا الفهم أي حرمة صوم يوم السبت في غير الفريضة؟ يعني مخالفوا الشيخ لا يقولون أنه لا يجوز العمل بحديث النهي لأن أحداً من العلماء لم يعمل به، بل يقولون إن كل العلماء السابقين الذين صححوا الحديث قد فهموه على معنى كراهية إفراد السبت بالصوم وعملوا بهذا الفهم، فلا تصح مخالفتهم في فهمهم و عملهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير