ـ[الاستاذ]ــــــــ[28 - 09 - 05, 06:33 م]ـ
أبو جراح السبيعي والملك عبدالعزيز
طرح بعض الدكاترة قصة أبي جراح طرحاً مبتوراً، وذكر قول الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عن أبي جراح ـ رحمه الله ـ: «هذا مثل صلبوخ البحر .. وهي تنافي سياق الحدث الذي سأذكره، ولم أسمع بها قط مع كثرة التحري ودقته منذ كنت في شقراأ أنقل عن آل يحيان والرواة من السر ومسكة وضرية إلا (1) اتصالي بفهيد السكران بالرياض رحمهم الله جميعاً.
والقصة أن الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ كان نازلاً في شقراأ، وكانت المجمعة ملجأ لمن سعا الملك في طلبهم، وقد لجأ إليها الشاعر صالح السكيني، ثم فر إلى الكويت ومات هناك.
ولما علم الملك أن أبا جراح في أشيقر أرسل إليه من يقبض عليه، فلم يجتهد المرسلون من أهل شقراأ في البحث عنه، لأنهم يتحيّنون لحظة العفو عنه .. ومن المصادفات أنهم دخلوا بيت عجوز لا يُأبه له، ليبعدوا عن مظنة وجوده، وكان ذلك في غلس المغرب، ومن العجب أيضاً أن أهل أشيقر خبّأوه في هذا المكان للتعمية عنه، فلما أحس أبوجراح بحركة المفتشين قفز من النافذة في حجر نخلة منحنية إلى الفرجة، وعمّا عنه الغلس والسعف والكرب .. ومن العجب ثالثة أن سالم العطوني قدم بهدية من ابن رشيد لأبي جراح، فقال أبوجراح هذه الأبيات:
ياونتي ما ونها كل هلباج
أونها ومسوكف الباب دوني
وحطيت لي مع زينة الطلع منهاج
ولولا أن ربي فكني لهبوني
قوم على ذبحي تدارجني ادراج
مانيب وامنهم وهم ما ولوني
وأنا أحمد اللي حطهم قوم حجاج
اللي من الحب الحصيد قطعوني
وياراكب اللي بطنها للحقب ساج
ردّ الخبر لمعزبي ياالعطوني
بلهان ما يوقف بوجه إلا هاج
انشد مبارك عنهِ لا تنشدوني
يريد هزيمة مبارك ابن صباح في الصريف، ويريد القوم الذين أبادهم الحجاج بن يوسف .. وظف أحداث الحجاج حسب ثقافته العامية .. وقد وصلت هذه الأبيات إلى الملك عبدالعزيز، وهي في سياق قصائد له سابقة معلنة العداأ لعبدالعزيز، فأراد أن يجدّ في طلبه .. إلا أن أباجراح استعجل، وتخطّا إلى الحمادة من شمالها يريد اللجوأ إلى المجمعة قبل أن يرحل الملك عبدالعزيز من شقراأ، فاختطف، وجيأ به إلى عبدالعزيز .. وكان أبوجراح في هلع شديد وقد فاجأه الإسهال، فاعتذر بإنكار بعض شعره وقوّله غيره، وحوّر قصيدته النونية التي يسخر فيها بلهجة أهل العارض مثل: اللي ذبح قروم العيال انّا .. ولم ينطل ذلك على عبدالعزيز، ولكنه رق لحاله، فأعتقه، فقال أبوجراح بعد ذلك العرضة المشهورة التي يمدح بها الملك عبدالعزيز ولم يُعمَّر بعدها إلا قليلاً.
الحواشي:
(1) ألا بفتح الهمزة تكتب بالألف، وتميّز بوضع الهمزة فوق الألف المهموزة، وهكذا ينبغي أن يكون حكمها إذا كانت ألفها مكسورة، وتميّز بهمز تحتها، والاستثنائية تميّز بالشدة فوق اللام .. ورسم الحرف على صورته يقتضي التشكيل لما أشكل.
ـ[الاستاذ]ــــــــ[02 - 10 - 05, 10:20 ص]ـ
أزمة الخطاب العربي الحداثي
قال أبو عبدالرحمن: الخطاب العربي الحداثي مستحكم العجمة، كثير الغموض والغمغمة .. وليس ذلك لغموض أو تعقيد في الفكرة المطروحة، وإنما الأمر رداأة في التعبير، وقد يخفي وراأ ذلك التعقيد أحياناً هالة من التمعلم والتشبع بالحداثة الهامشية .. وأذكر نموذجاً لهذه الأزمة بكليمة للأستاذ «نذير العظمة» عن التأريخ لدلالات كلمة أيديولوجيا أنقلها حرفيا بعلامات الترقيم التي استخدمها استخداماً سيّأً .. قال: «لم تضمن الابتداأات الجليلة لمفهوم الأيديولوجيا تاريخاً أكثر من عادي له. فرغم المأسسين والمساهمين في إحياإ هذا المفهوم، لم يستطع، بما هو حيز مستمر لتعقل مشكلة محددة، من البناإ على أسس إحداثياته الابتدائية بناأ يطور من مدا وعمق الدلالات المجتمعة في مضمونه ولا من تهذيب هذه الإحداثيات الأولية» (1).
¥