تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو عبدالرحمن: هذا نقل مشوش من مصادر خواجية، وصحة العبارة - حسب السياق العالمي لمعنا أيدلوجيا- هكذا: «إن مفهوم الأيديولوجيا لم يحظ بغير تاريخ عادي لابتداإ استعماله، وهو مفهوم ذو عمق وسعة في مضمونه يسمح بدلالات عديدة .. وهذا المفهوم حيز مستمر من أجل أن نعقل طبيعة الأفكار في خصائصها وقوانينها وعلاقاتها .. في أي موضوع محدد .. ومأسسو هذا المصطلح والمساهمون في إحيائه لم يستطيعوا تطوير دلالاته؛ بالبناإ علا عناصر مضمونه، ولم يستطيعوا تهذيب تلك العناصر».

والبرهان على صحة هذا البديل أن تعبير العظمة مكثف بسوإ الفهم للمصدر الأجنبي الذي نقل عنه، وبالعجمة المنافية للبيان العربي، وإن تحليلي يظهر العيوب التالية:

1 - استعمال كلمة «تضمن» سواأ أراد التضمن، أم أراد الضمان؛ فلا مفهوم لهاذين الفعلين في سياقه، وإنما يريد أن معرفتنا ببداية هذا الاستعمال- وليس المراد وجود البداية الحقيقية التي قصرت عنها معرفتنا-: لم ترتبط بتاريخ لبدايته الحقيقة .. فالمراد الارتباط لا الضمان ولا التضمن.

2 - التركيب غير الفصيح في جملة «أكثر من عادي له».

3 - -نقص التصور- بل فقدانه- لمعنا تاريخ عادي وغير عادي في هذا السياق.

4 - استعمال النقطة بعد (له) .. والصواب وضع واو مقلوبة تحتها نقطة هكذا «؛»؛ لأن ما بعدها في سياق التفسير والتفريع.

5 - لكنة الجملة «فرغم المأسسين»، والبيان في لغة العرب هكذا «فعلا الرغم من المأسسين».

6 - الواو المقلوبة بعد «المفهوم» ولا مكان لها هاهنا، وإنما العلامة المعبرة النقتطان الرأسيتان هكذا «:»؛ لأنهما قبل الخبر، والخبر كمقول القول .. وإنما يُحتاج لهذه العلامة إذا طال الفاصل بين المبتدأ والخبر.

7 - الواو المقلوبة بعد «يستطيع» وليس هذا موضعها، وإنما توضع الشرطة هكذا «-» كما توضع أخرا بعد «محددة»؛ لأن ما بينهما جملة استدراكية، والغرض من علامات الترقيم حال الضرورة البيان والإيضاح.

8 - لا يعقل معنى «الجليلة» وصفاً لبداية استخدام هذا المصطلح.

9 - قوله: «مشكلة محددة» يوحي بالمرة الواحدة؛ فتكون الغرض الأول من استعمال المصطلح .. وتوحي بالإطلاق لتشمل كل مشكلة بدلالة التنكير .. ويدل علا هذا الكلمة السابقة لهذه الجملة، وهي «مستمر» .. وهذا هو الصحيح بدلالة السياق، ودلالة واقع المصطلح؛ فالصواب التعبير بما يدل على الإطلاق مثل: «كل مشكلة» أو «أي مشكلة».

10 - استعمال كلمة «مشكلة» استعمال ضيق، والصواب «مضمون الأفكار في موضوع معين»، أو «مضمون كل فكر في أي موضوع»؛ لأن هذا هو المراد الأولي منذ استعمال «دستوت»، ولأن الفكر والموضوع أعم من أن يكون مقيداً بالاشكال.

11 - استعمال كلمة «تعقل» وهي كلمة قاصرة توحي بالفهم .. أي المعرفة التصورية، والأيديولوجيا معرفة تصورية وزيادة؛ فكان عليه أن يقول: «مضمون الأفكار في موضوع معين؛ ليعقل طبيعتها في خصائصها وقوانينها وعلاقاتها»؛ لأن هذا هو الغاية منذ استعمال هذا المصطلح.

12 - كلمة «أحداثياته الابتدائية» متلعثمة؛ لأن الإضافة لمفهوم الأيديولوجيا في بدايته، والمفهوم لا يحدث، وإنما هو ذو عناصر محددة في بداية استعماله، وهي عناصر قابلة للتوسع.

13 - كلمة «المجتمعة في مضمونه»، والمطلوب إثراأ المضمون بدلالات جديدة؛ فهي إذن لم تجتمع في مضمونه، وإنما يراد جمعها من مضمونه.

14 - عدم وضوح التهذيب المطلوب: أهو ترتيب عناصر معانيه، أم هو ترتيب دلالات مضمونه ذي العناصر، أم هو تنقية مضمونه من دلالات طرأت عليه وليست هي من مدلوله؟ .. وهذا هو الجدير بالاعتبار؛ لننقي مضمون الأيدلوجيا من مثل إضافات عبدالله العروي بحرية سلوكية، وليس بسماح من المصطلح .. وعلى أي حال فالكلام غير المحدد عند التنظير لا قيمة له.

قال أبو عبدالرحمن: كل هذه المآخذ واردة على ثلاثة أسطر ونصف سطر من الخطاب الحداثي؛ فأي غثيان للنفس، وصداع للعقل في أسفار كثيرة من الخطاب الحداثي، وأي تفاعل حينئذ سيكون بين المرسل والمتلقي؟! .. وقد يكون تخلف المتلقي في الفهم، وتمظهره بالمعرفة، مع تعتيم الخطاب الحداثي: سبباً في تلميع قائليه، والاعتداد بمكانتهم على أنهم رموز ونخب!! .. ويظهر لي أن هناك سبباً آخر لهذا التعتيم، وهو أن الحداثيين في تنافس كمي للعب من كل فكر خواجي؛ فيعوقهم عامل الزمن عن فهم النص مع ضعف الأداإ العربي البليغ، فيلجأون في بعض المواطن إلى الترجمة الحرفية، ولا يوفقون إلا (2) الكلمة الدالة بمقتضا السياق.

قال أبو عبدالرحمن: ومثل هذا الطرح المتلعثم أتعامل معه بالتفسير إن نقلته بنصه، وبتلخيصه حسب مدلوله في سياق الفكر البشري بلغة عربية موصّلة.

الحواشي:

(1) التراث بين السلطان والتاريخ طبع دار الطليعة بيروت عام 1990م طبعتهم الأولا، وهي الطبعة الثانية للكتاب ص83.

(2) أسلفت كثيراً أن وضع الهمزة تحت الألف، وعدم تشديد اللام مميز لها عن إلا الاستثنائية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير