- تشابه رسم الحروف وتساويها عددا مع إهمال الحروف.
- اختلاف الخط العربي بين مشرقي ومغربي.
- عدم المعرفة بلغات القبائل.
- قرب الحروف وبعدها في الكلمة الواحدة أو الكلمتين.
- خداع السمع، وهو التصحيف السمعي
- خفاء معنى الكلمة عند الناسخ، أو القارئ، فيعدل بها إلى كلمة مأنوسة.
- الجهل بغريب كلام العرب، ويتصل به الجهل بأنماط التعبير عند القدماء، والجهل بسياق الكلام.
- الجهل بمصطلحات العلوم.
- الجهل بأسماء البلدان.
- الإلف وهو باب للتصحيف واسع، وقد قصد به الأستاذ الطناحي ما ألف الناس قراءته بصيغة خاطئة منعهم الإلف عن الانتباه إلى ما قيه من تصحيف.
وقد اقترح الأستاذ الطناحي لمعالجة ظاهرة التصحيف بعض الخطوات نذكر منها:
- ضرورة التلقي والمشافهة، وعدم التعويل على الصحف.
- الضبط بالقلم، والضبط بالعبارة
- شرح الكلمة الواضحة الظاهرة لأنها مظنة التصحيف
غير أن العلاج الأساس في نظره لا يكون إلا " بمعرفة دقيقة بأسرار اللغة العربية وخصائص مفرداتها وتراكيبها، وتصرف هذه المفردات والتراكيب في كلام العرب، ثم إلمام كاشف بتاريخ هذه الأمة العربية، وأحوال رجالها وكتبها ومصطلحات علومها، وكل ما يمت إليها بسبب، وهذا لازم لكل من يشتغل بتراث الأمة، ويستوي فيه من ينشر نصا، أو يقيم درسا." ([14])
ب – النحو:
وهو قواعد اللغة وضوابطها التي استخرجها العلماء من العربية ونسقوها ليمكنوا العربي من مراجعة لسانه وتصحيح لحنه والأعجمي من تعلم اللغة العربية، خاصة بعد فشو اللحن وضعف الملكة، ويعد علم النحو من العلوم التي كثر فيها التصنيف وتوسع وتجاوز الأصول إلى الفروع والأسس إلى الخلافيات الدقيقة، وحفلت كتبه بالمناقشات والمناظرات، "وبحث الخطأ النحوي يحتاج إلى ملاحظة دقيقة، فقد يكون هذا الخطأ من الناسخ، كما أنه قد يكون من المؤلف، والوصول إلى الحقيقة ليس سهلا، فيجب أن يتعرف المحقق على شخصية المؤلف، ليرى هل من المحتمل وقوع الأخطاء النحوية منه أم لا؟ ". ([15])
وقد كان علم النحو من علوم الآلة التي استند إليها علماء السلف في عهد التدوين للحديث والشعر .. وغيرهما، وقد طرح منذ ذلك العهد إشكال اعتماد المعرفة النحوية في تصحيح المتن، وناقش العلماء هذه المسألة واختلفوا في الفصل فيها، فمنهم من نص على ضرورة التصحيح بناء على الاجتهاد في الفهم ومنهم من منع ذلك، وقد استند القائلون بالتصحيح إلى أن اللحن في الحديث قد يغير الأحكام ويحل الحرام ويحرم الحلال، قال الخطيب البغدادي:
"إذا كان اللحن يحيل المعنى فلابد من تغييره، وكثير من الرواة يحرفون الكلام عن وجهه، ويزيلون الخطاب عن موضعه، وليس يلزم من أخذ عمن هذا سبيله أن يحكي لفظه، إذا عرف وجه الصواب بخلافه، إذا كان الحديث معروفا، ولفظ العرب ظاهرا معلوما. ألا ترى أن المحدث لو قال: لا يؤم المسافرَ المقيمُ، فنصب المسافر، ورفع المقيم، كان قد أحال المعنى، فلا يلزم إتباع لفظه." ([16])
ومن المعلوم أن معرفة القواعد النحوية من أوليات الاشتغال بدراسة اللغة العربية وآدابها حتى يستطيع أن يأمن الخلط في القراءة واللحن في الكلام، كما أن علم النحو عدة المحقق الأولى وسلاحه الفعال في مواجهة النص المخطوط، فإن كان ضعيف المعرفة اللغوية ساقطة الملكة لم يستطع فهما و لا ضبطا. وقد يقف على استعمالات لغوية قد ترد في المخطوط عن عالم نابه أو أديب نابغ فيظن به الخير ويصح عنده قوله مع خطئه، غير أن المحقق المحنك يقف على هذه الأخطاء وينبه عليها، كما في ديوان الجشتيميين الذي نبه فيه الدكتور اليزيد الراضي على بعض ما وقع للشاعر أبي العباس الجشتيمي من أوهام لغوية مع علمه وتثبته، ومنها:
* استعمال ذكاء للشمس معرفة بالألف واللام، مع العلم أن الاستعمال الصحيح أن تكون الكلمة مجردة منهما، قال أبو العباس الجشتيمي:
- ونور الذكاء فوق نور الذكاء إن
يعاص الهوى لا يختفي معه لحب
- ذكاؤه يزري بالذكاء في العلوم والـ
ـتدبير يجلو كل ظلمة الباس
* استعمال فعل تعاور لازما وهو متعد، في قوله:
على النبي والآل والصحب والسلام
مع الصلاة ما تعاور الكلام
¥