ويبدو أن اختلاف المواقف في الإعجاز العددي يلقي بظلاله حتى في أجواء التهنئة بالنجاح.
أشكر الأخ العزيز نعيمان وفقه الله على متابعته، وليته يتواصل معنا دوماً بأخبار البحث العلمي في الشارقة وما حولها، كما أفادنا في هذه الرسالة وفي غيرها.
وقد أفدنا منك التعريف بالأستاذ الدكتور محمد عبداللطيف رجب وفقه الله وقد انضم الآن لعضوية ملتقى أهل التفسير للإفادة منه ومن علمه.
ـ[نعيمان]ــــــــ[07 Nov 2009, 11:17 ص]ـ
السّلام على السّادة العلماء الأجلاء والباحثين الفضلاء ورحمة الله وبركاته؛ شاكراً إيّاهم على أدبهم الجمّ، وعلى حسن ردودهم. فعلى موائدهم نتعلّم الأدب.
ورحم الله القائل:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً ... يغنيك محموده عن النّسب
بداية أستغفر الله العظيم من كلّ ذنب عظيم، وأعتذر عن أي ضيق أو حرج سبّبته لأيّ عالم من علمائنا الأجلّاء.
وأسأل الله تعالى العظيم ربّ العرش العظيم أن يجعل كلماتي هذه خالصة لوجهه الكريم، بعيدة عن الدفاع عن النّفس أو الانتصار للذّات.
أقول في نقاط:
1 - قبل أن أدخل في مناقشة مداخلة الأستاذ الدكتور محمّد رجب حفظه الله لا بدّ أن أقرّر مسألة عامّة لا أخصّ بها أحداً: إنّ أساليب كثير من الأساتذة في المناقشات بالصّوت الاستعراضيّ المرتفع الذي يجعل الحاضرين يضمّون إليهم أجنحتهم من الرّهب، وعلى رأسهم الطلبة، يجلدون جلد الحدّ ضريبة وصولهم للدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه. ويتألّم الطلاب وأهلوهم وأصحابهم، وقد رأينا من سكبت عبراته أو أمّه أو أخته، وهو آت بهم في عرسه العلميّ المبارك، ثم النتيجة: مبارك ناجح!
كم سمعنا من طلاب يقولون: توبة ندرس دكتوراه بعد هذا!! وبعضهم إذا أكملوا لم يَدْعوا أحداً من أقاربهم أو أصحابهم خشية الصّدمة وأذى المشاعر، ويتجاوز بعضهم فيرفع يديه إلى السّماء داعياً على من ناقشه بحرقة.
وأشهد الله تعالى أنّ أحدهم دعا على أحد العلماء وهو يبكي ألماً من شدّته وقسوته عليه؛ كأنّ بينه وبينه ثأراً؛ قائلاً: (لا أراني الله لك وجهاً بعد اليوم، فوقع له حادث سير توفّي على أثره) ويبرّر هؤلاء المناقشون أساليبهم باسم العلم!!! - أيعقل هذا؟
أيعقل أن يوصي بعض الزّملاء زملاءهم من المناقَشين أن يستدبروا الحاضرين حين جلوسهم على الطاولة؛ كي لا يؤثروا عليهم نفسيّاً حين جلد المناقِشين لهم!!!
بسبب القناعات التي تولّدت لديهم من خبرات سابقة مع بعضهم! ولا ينبّئك مثل خبير!
فما هذا الإرهاب يا بعض سادتي من العلماء المناقِشين الّذين هذه صفتهم؟!! أما تكفينا أجواء الإرهاب العالميّ التي نعيش؟!
فليتّقوا الله أمثال هؤلاء في طلبة العلم! وليرفعوا من نفسيّاتهم لا أن يخفضوها، ويرزؤوا منهم، ويشجّعوهم لا أن يحبطوهم، ويزروا بهم!!!
2 - أردّد ما قاله الأمام الذّهبيّ رحمه الله تعالى: (شيخ الإسلام حبيب إلى قلبنا، لكنّ الحقّ أحبّ إلينا منه). ولا أحد فوق النّقد أبداً إلا المعصوم فدته نفسي وروحي ودمي- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم-.
3 - الحمد لله الّذي رزقنا بمثل الأستاذ العالم الدّكتور محمّد عبد اللطيف رجب؛ فهذا الوصف للمناقشة كان دافعاً لأن يشارك في هذا المنتدى المبارك بأهله وزوّاره، فأسأل الله تعالى أن يفتح له باب المشاركة الفاعلة الدّائمة؛ ليفيد طلبة العلم من علم فضيلته، ولا يكون مشاركاً نشيطاً بمشاركات قليلة مثل العبد الفقير نعيمان!!!!
4 - عبارة ضايقت الأستاذ الدّكتور محمّد عبد اللطيف رجب -حفظه الله، وأستغفر الله تعالى منها، ثمّ أعتذر منه شخصيّاً على ما سبّبته له نفسيّاً لا علميّاً، ألا وهي: (واستمرّت مناقشة الدكتور ساعة كاملة، لم يتطرّق -فيما أرى- إلى لبّ البحث وهو الإعجاز العددي في جداوله وما اكتشفته الباحثة؛ وإنّما انصبّت الملاحظات على السّواقي والعين فائضة تنتظر من يرتوي منها.)
أقول: وافقني الأستاذ الدّكتور محمّد –حفظه الله- على كلّ ما نقلته عن لسانه، واعترض على ما رأيته أنا اجتهاداً وصفيّاً منّي، بقولي: (فيما أرى) وقد أكون مصيباً-وأنا كذلك فيما أرى- أو مخطئاً، ولا إنكار عليّ في هذا ولا ذاك. فكم تغنّينا بمقولة إمامنا الشّافعيّ رحمه الله تعالى: (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصّواب)
¥