تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمحاور التي ذكرها الأستاذ الجليل أربعة؛ ثلاثة منها عامّة لا علاقة لها بالإعجاز العدديّ؛ وإنّما يتطرّق إليها كلّ المناقشين؛ فواحدة من أربعة هي نسبة ضئيلة تعادل 25%.

والموضوع الوحيد الّذي تطرّق إليه في الإعجاز العدديّ هو: التأصيل لهذا العلم؛ أقصد: الإعجاز العدديّ. ولم يكن معه حق فيه أبداً - فيما أرى أيضاً- فإنّ ما عقّبت به الباحثة كان دقيقاً جدّاً، لا أنّها نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً.

وهذا هو تعقيبها وخلاصتها على تأصيلها للإعجاز العدديّ، فبعد أن استعرضت الباحثة ما ذكرت أنّه تأصيل للإعجاز العدديّ عقّبت قائلة:

(وخلاصة القول:

إنّ وقوفنا على هذه النّقولات الإحصائيّة والاستقرائيّة عن أئمّتنا –رحمهم الله تعالى-، الّتي أثبتنا أنّها ليست بدعاً من العلوم، وإنّما هي أصيلة أصالة الدّين نفسه؛ ولكنّنا لا يمكن أن نتكلّف القول، ونلوي عنقه؛ ليتوافق مع القول بأنّ هذه النّقولات يمكن لنا أن نسمّيها إعجازاً عدديّاً بحال، وإنّما نستطيع القول بملء الفم إنّ هذه كانت البداية والأصل، وإن اختلفت المسالك والطّرائق في الوصول إلى ما يسمّى اليوم الإعجاز العدديّ.

أو نقول بتعبير آخر: إنّ الدّراسة العدديّة في القرآن الكريم أصيلة في الفكرة والمنبع، عصريّة في الأسلوب والمرتع.)

فهل هذه الخلاصة إثبات للأصالة أم نفيها؟!

ثمّ واضح من عبارتي (لم يتطرّق -فيما أرى- إلى لبّ البحث وهو الإعجاز العددي في جداوله وما اكتشفته الباحثة)

أنّني قصدت الإعجاز العدديّ بخصوصه، وليس البحث بعمومه!! وخصّصت من الخصوص: الجداول والأرقام الدّقيقة التي ذكرت الباحثة في مقدّمتها أمام الحضور، وأنّ اثنين من أركان الإعجاز العدديّ قد راجعا نتائجها فوجداها صحيحة، وهما الأستاذان الجليلان: بسّام جرّار، وعبد الله جلغوم، ومعهم شيخها محمّد بن جميل الوحيديّ – حفظهم الله تعالى؛ كما ذكرت في بيانها، وما دام الأستاذ الجليل عبد الله جلغوم موجود فبإمكانه أن يخطئ النّتائج التي اطّلع عليها أو يؤكّدها.

قد جئنا جميعاً نزِفّ لنسمع عن الإعجاز العدديّ، وأظنّ هذا سبب كثرة الجمهور الذي حضر المناقشة؛ وإن كنت لا أغمط الباحثة حقّها؛ من حيث منزلتها بين أخواتها؛ إذ كان أغلب الجمهور من النّساء؛ لكنّنا من أسف لم نسمع عن الإعجاز العدديّ في المناقشة إلا قليلاً. يضاف إليه ما نَقَلتُهُ من فِيِّ الأستاذِ الدّكتور مصطفى مسلم في مناقشته التي لم تستمر أكثر من 14 دقيقة فقط، الجزء الأكبر منها كان تأكيداً للإعجاز العدديّ، وانتصاراً له، ثمّ أعطاها الملاحظات التي على الرّسالة بعد استشارة الحاضرين بأدبه الجمّ، دون أن يستعرضها.

5 - أثنى الأستاذ الدكتور محمّد رجب على الطالبة وتميّز رسالتها، ثم انتقدها انتقاداً لاذعاً! وهذا حقّه الذي يراه فضيلته طبعاً. ولكن أليس من التناقض بمكان أن ينتقد الأستاذُ الدّكتورُ الباحثةَ فيما وقع هو فيه؛ حيث قال لها: كيف تصنّفين دراسة المهندس الكحيل بأنها متميزة ثم تنتقدينها انتقادا شديداً!! وتنسفينها؟ فهذا من ذاك!!! تميّز دراسة المهندس الكحيل لا يعني أنها كاملة فوق النّقد، كما تميّز الباحثة لا يعني كمالها!! فلا كمال إلا لكتاب الله تعالى وحده!

وها نحن فيها! مختلفون في وصف المناقشة! ولو كتب غيري واصفاً لاختلفت كتابته عن كتابتي قطعاً.

ثمّ هل نبست الباحثة ببنت شفة حين ذكر لها تناقضها هذا؟ لم تتفوّه بكلمة! إذ إشارات المشرف من خلف المناقش الدكتور عبد اللطيف وهو يشير إليها بيديه الاثنتين أن اسكتي، وكلّ من حضر يرى هذا باستثناء الدكتور محمّد طبعاً؛ والمناقشة كلّها مسجلة بالصّوت والصّورة.

أعان الله نساءنا في مجتمعنا الذّكوري؛ من إرهاب الآباء والإخوة في البيت، إلى إرهاب الزّوج، إلى إرهاب أرباب العمل، إلى إرهاب بعض المشرفين، إلى إرهاب بعض المناقشين. والإرهاب لا يتوقّف!!! وهذا كلام عامّ لم أخصّصه بالمناقش أو المشرف، وإن تشابهت الظّروف والمواقف أحياناً؛ إنّما المستنكر؛ الفعل ذاته لا الذي يقوم بالفعل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير