تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6 - أنا لا أريد أن أقارن بين المناقِشَين رضي الله عنهما؛ ولكن المقارنة تفرض نفسها عند كلّ من يشهد الوقائع والمواقف! وهو أمر طبيعيّ!! وأنا أتحدّث هنا عن أسلوبين لشخصيّتين لا عن شخصّيتين لهما احترامهما وتقديرهما ووزنهما العلميّ أيضاً!!

لكن بالله عليكم أيهما أفضل إيصالاً لملاحظاته أو استدراكاته أو انتقاده: الأسلوب اللطيف الخفيف الذي انتهجه الدكتور مسلم حفظه الله، وأوصل فيه ما يريد بكل سهولة ويسر في دقائق معدودات (14 دقيقة) دون أن ينغّص على الطالبة فرحها أم الأسلوب الشّديد والانفعال والاتّهام، ثمّ تكرير القول بعد هذا: (ومع ذلك فبحثك متميّز!!) أكسر ثم جبر؟!! هكذا شعورنا الّذي لمسناه وأحسسناه، ولا علاقة لنا بالتّبريرات التي تقال وراء ذلك!

كلا الأسلوبين موصل؛ لكنّ الأول فيه احترام للمشاعر، وتقدير للجهد المبذول، والثاني جرح وإيلام! وبخاصة أن الدّكتور مسلم أثنى على تأدّب الباحثة مع العلماء السابقين واللاحقين فلم تجرح أحداً ولم تخدشه! ولو سمعتم ما سمعتُ من مقارنات الحاضرين لزاد ذلك من تثبيت هذه القناعة لديكم.

خذوا هذا:

يأتي الأستاذ الدكتور الفاضل محمّد عبد اللطيف - حفظه الله- ويوجّه كلامه للحاضرين مرّة واحدة من ضمن مرّات كانت موجّهة للباحثة- وهذه الطريقة وقعها صعب جدّاً على نفس من يتنبّه لها!! -

يقول للطالبة بأسلوب اتهاميّ مؤلم في ثلاث فقرات أو أربع -إن لم تخنّي الذاكرة- زعم أنها لم توثقها! بهذه اللّفظة: (دي كبيرة دي ليست صغيرة!!!)

أليس الأولى والأفضل والأكمل والأورع - كما أراد الدكتور خضر حفظه الله أن يبرّر للدّكتور المشرف- أن يقول لها:

لعلك نسيت .. لعلك لم تنتبهي .. لعلها سقطت سهواً .. لعلّه اختلط عليك الأمر!! أو أية لفظة؛ وبخاصّة أن الأستاذ الدّكتور محمّد – حفظه الله - قد أظهر مستوى لغويّاً عالياً، وأدباً جمّاً، وتواضعاً كريماً؛ لولا بعض المؤاخذات فيما لا يسلم منه أحد إلا من عصم الله.

أم أن المنهج التّبريريّ لا ينطبق إلا على الأساتذة فقط يا أستاذنا الجليل د. خضر حفظك الله ونفعنا بعلمك؟!!

لأنّ الباحثة لو سرقت ولو فِقرة – فهل يجوز للأستاذ أن يوقّع على قبول رسالتها!!!

إن السّرقة العلميّة – فيما لو ثبتت- كبيرة، والسّكوت عليها مشاركة في الإثم!!!

مع أنّني أتمنّى أن أقرأ الرّسالة لأستوثق أوثّقت هذه الفقرات أم لا؟ وليس هذا اتهاماً منّي للأستاذ الدكتور رجب – حاشاه- وإنّما لعله لم ينتبه هو أيضاً!!! فإنّه بشر.

وعلى مثل الشّمس فاشهد أو فدع.

ثمّ إنّ الباحثة مدرّسة للقرآن الكريم ابنة عالم جليل – يحمل براءات اختراع-، وهي مزكّاة من أساتذتها الذين درّسوها، ومن زملائها في عملها، ومؤثّرة في طالباتها- نحسبها كذلك ولا نزكّي على الله أحداً- والحالة هذه أن نعتذر عنها لا أن نتوجّه إليها بالاتّهام الشّديد الوقع على النّفس!!!

انظروا مثلاً رائعاً من المناقشة والأسلوب الجميل للعالمين الجليلين كليهما:

اكتشف الأستاذ الدّكتور محمّد هذه العبارة أنّ الباحثة نسبتها إلى الأستاذ الدّكتور مصطفى مسلم، وقال بأسلوب مرح لطيف أضفى على الجوّ المكهرب المتوتّر هدوءاً وسكينة: لا أريد أن أوقع بينك وبين شيخك؛ ولكن من أين أتيت بها؟

وتدخّل الأستاذ الدّكتور مصطفى مسلم قائلاً بالنّصّ:

(الأخت إيمان جزاها الله خيراً نسبت إليّ هذا الكلام ولم أجده في أيّ كتب من كتبي أو أبحاثي لا أعرف من أين أتت بها، هذا الكلام غريب عليّ. تأكّدي منها، وأين مرجعك؟ أخشى أن يكون اختلط عليها الكلام!!!

عبارة تكتب بماء العيون الخاشعة رقّة وأدباً ..

مع أنّ العبارة موجودة في أحد أبحاث الدّكتور مصطفى مسلم، بعنوان: (إعجاز القرآن الكريم في عصر الحاسوب - الإعجاز العدديّ).

فهل يليق بنا أن نقول كلمة تجرح الدكتور مصطفى أم نقول: إنّه نسي يقيناً؟ وبخاصّة أنّه كان يمرّ في حالة حزن شديدة على وفاة أخيه رحمه الله تعالى، وظروفاً أخرى تؤثّر على النّفس والذّاكرة – كما يريد الأستاذ الدّكتور خضر حفظه الله، ونريد نحن أيضاً-.

أو هل يليق أن نتّهم الأستاذ الدّكتور محمّد بأنّه يريد الوقيعة بين الباحثة وشيخها، أو أنّه حرّف ليكثّر الأخطاء على الباحثة، أو أنّه أراد الاستعراض أمام الجمهور؟

معاذ الله أن نفعل! بل نربأ بهما أن يفعلا، وأربأ بمثلي أن يقولها!!! ولا أزكّي نفسي.

أقول: لو كان هذا هو الأسلوب الجميل الهيّن الليّن في النّقاش مع الباحثين لكان انتظار النّاس للمناقشات على أحرّ من الجمر؛ ولكن .... وآاااه من لكن.

كم أتمنّى أن يعمل بهذا الاقتراح الآتي؛ كي تكون هناك مناقشة حقيقيّة مفيدة للباحثين والحاضرين، بأن يعطى المناقَشون ملاحظات المناقِشين قبل المناقشة، ويجهّز نفسه للرّدّ عليها.

وفّق الله العلماء والباحثين لما يحبّه ويرضاه.

وأخيراً أعتذر للأخت الباحثة إيمان التي ضايقها ما كتبته هنا- كما نُقِل إليّ-، وتمنّت أنّي لم أكتب. إنّها المرأة فحسب، وحساسيتها من المواجهة فحسب.

ولكن حسبي أنّي دعوت مولاي سبحانه أنّ ما خططته بيديّ إن كان فيه خير أن يمضيه، وإن كان غير ذلك أن يمحوه، فذهب التّعقيب الأوّل مرّتين. فسبحان الله العظيم!

وأخيراً إن كان ما كتبته صواباً فالحمد لله وحده، وإن كان خطأ فأستغفر الله تعالى منه، ثمّ أعتذر للأحبّة جميعاً.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

وجزاكم الله خيراً

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير