ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Jan 2010, 12:53 ص]ـ
عذرا فضيلة الدكتور / عبد الفتاح خضر , فقد اطلعت على مشاركتكم هذه مبكرا قبل أي تعليق , ونويت التعليق عليها ثم انشغلت بالتدريس في الكلية والبحث , فاكتفيت بالمطالعة ومتابعة التعليقات أولا بأول , فسامحونا على التقصير , وبعد:
فأقول شكر الله لكم يا أباعمر , وجزاكم خيرا الجزاء على حسن ظنكم بنا وتصريحكم باسمنا , نسأل الله أن يجعلنا خيرا مما تظنون وأن يغفر لنا مالا تعلمون.
وأنا أتفق مع فكرة المشايخ بحيث ينظم مؤتمر علمي لمناقشة هذه القضايا المهمة وغيرها مما يتعلق بالدراسات العليا , ويتم عقد هذا المؤتمر هنا في ملتقى أهل التفسير , وينظم بطريقة جيدة بحيث نخرج بأكبر فائدة من هذا المؤتمر ونسعى لتفعيله على أرض الواقع في جامعاتنا.
ونحن معكم ورهن إشارتكم فيما تطلبوه منا , وفقنا الله وإياكم لمايحبه ويرضاه.
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[06 Jan 2010, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن (غياب الهدف)، أو (عدم وضوحه) في كثيرٍ من الأحيان هو سبب ضعف الدراسات العليا بشكل عام.
فلو أردنا أن نصارح أنفسنا، وأن لا نكتم العيوب ... فعلينا أن نعترف بأن كثيراً ممن يدرسون في هاتين المرحلتين؛ إنما (هدفهم (الحصول على الشهادة لأجل (تسهيل مصالح دنيوية) ... وليس قصدي أن أعيب عليهم أو أتهمهم .. ولكن المشكلة كامنة في أن هذا هو واقعنا اليوم ... بدون الشهادة لا قيمة لك في أي شيء، (فالطالب ليس هدفه الابتكار)، أو تقديم خدمة علمية لهذا الفن، أو ذاك العلم ... ولكن (هدفه الأصلي هو الحصول على الشهادة) التي لا يمكن السير في الحياة بدونها.
ولو أردنا أن نصارح أنفسنا أكثر ... سنعترف أن بعض مشايخنا الفضلاء ... ممن يحملون شهادة الدكتوراه أو رتبة أعلى منها ... يصرح عند تدريسه للطلاب أن (الهدف من الرسالة هو الحصول على الشهادة) ... أو (أكل العيش) ... أو غير تلك العبارات ... لذلك ينصحون الطلاب (بعدم إتعاب أنفسهم في الكتابة) ... وصرف الأوقات في طلب العلم الشرعي.
والسؤال المطروح: هل البحث العلمي معارض لطلب العلم الشرعي؟
أظن شيخنا الفاضل أن (عدم وضوح الهدف من الدراسات العليا) هو سبب تدهورها ... وهو سبب عدم إعطائها حقها اللازم.
وأعترف أنني ممن كان يحمل هذا الفكر ... وأعترف أني رسالتي الماجستير لم أعطها أي نوعٍ من أنواع الاهتمام ... بل كنت أعدها عائقاً من عوائق طلب العلم ... كما هو تفكير كثيرٍ من الطلبة ... بل إن بعض الطلاب وحتى الدكاتره يصرحون أن نشوء الجامعات في العالم الإسلامي هو سبب تدهور العلم الشرعي
لذا آمُلُ من الجامعات بشكلٍ عام، ومن أصحاب التخصصات العلمية أن يعيدوا النظر في (الأهداف) وأن يصيغوها بشكل مناسب
علينا أن نسأل أنفسنا: (إن كانت الشهادة لا يحصل عليها إلا من هو قد بلغ في العلم الشرعي مبلغاً معيناً) فلماذا لا تمنح الشهادة لعلمائنا الأجلاء الأفاضل الذين يعانون الأمرين في حياتهم بسبب عدم حصولهم على مثل هذه الشهادات؟ ولماذا نعيش حالة من (الانفصام) بين (حاملي الشهادات) و (حاملي العلم الشرعي)؟
وإن كان الهدف (إعداد باحث يتمتع بصفاتٍ معينة) فلماذا لا نحاول إيصال هذه الرسالة إلى الطلاب بشكلٍ واضح ... ونخبرهم: نحن لا نُعِدُّك في هذه الدراسة لتكون مفتياً، بل لتكون باحثاً.
ثم نخاطب المجتمع بشكل صريح: من كان يحمل قبل اسمه (د) أو (أ. د) إنما هو شخص مؤهل للبحث العلمي، ليس مفتياً.
ثم نخاطب أنفسنا آمرين لها بالمعروف ناهين لها عن المنكر: لماذا ندس أنوفنا في كل شيء؟
لماذا نحن الذين نظهر على شاشات التلفاز فقط (في الغالب)، وغالب علماء الأمة ليس لهم (إلا الظلام الدامس في غياهب النسيان والتجاهل)؟
لماذا نحن فقط المعترف بنا في المجمعات والمؤتمرات العلمية (في الغالب)؟
لماذا نحن فقط الذين نُدَرِّس في الجامعات؟، نحن فقط الذين ندرس صفوة الطلاب؟ وكثيرٌ منا يكاد ينسى فنه الذي يدرسه من قلة التدريس، وقلة البحث.
وإن كان الهدف هو (إعداد باحثٍ مؤهلٍ) بعد كونه (طالب علم جيد) فواقعنا مأساة حقيقية.
لذا إن أردنا إصلاح حال الجامعات بشكل عام والدراسات العليا بشكل خاص علينا أن نعمل على أمور هي:
¥