تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

v أن الظروف التي ألف فيها الكتاب ظروف بالغة الصعوبة، كما أشار إلي ذلك المؤلف في مقدمته بقوله: [[ .. وربما التقط من درر آية وقع فيها بعض ما ذكر،حسب صفاء الوقت،مع أن أوقات اشتغالي فيها كثيرة الأكدار ... ]]،وهي ظروف أملتها طبيعة حياة القوم، الذين كانوا أهل بادية،ينتجعون مواقع الغيث، وقد ألمح إلى صعوبة هذه الظروف التي لاتناسب الكتابة والتأليف اليدالي في مقدمة تفسيره حين قال [[ ... وعذري فيه أني التقطته من بين أساويد الهموم،وأسود الأهوال، مع تشويش الحال،وشغل البال،وتوالي العوائق الرائحة الغادية،وترادف الأسفار وجولان البادية،هذا مع عجزي عن النسخ،ولا يمكن أن ينوبني غيري فيه،وقلة تخلف الواردين علي عني،وكثرة تشويشهم لي، حيث لا أتفرغ للكتابة .... ) ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn21)) كما أشار إليها الشيخ محمد المامي في بعض أنظامه، فقال:

وإنني ملتمس المعاذر=بالسن والبدو من الأكابر

فلم تكن معاهد الأعراب=أهلا لتأليف ولا إعراب

ورغم ذلك كله، فقد أنتجت تلك البيئة ثروة علمية زاخرة بأنواع المعارف ...

v أن المؤلف كان نموذجا فريدا في علو الهمة والحرص على نشر العلم، وقد ظهر ذلك في رحلته إلى الحج رغم بعد الشقة وحداثة السن وضعف الإمكانيات، كما ظهر في مشاركته الفاعلة في التلعليم والقضاء والإفتاء والتأليف.

v أن الكتاب يحتاج إلى إكمال، القسم الباقي منه، وهو من أول سورة الزمر الى آخر القرءان، والبحث عن الأجزاء المفقودة منه، وهو أمر يحتاج إلى جهد مضاعف، عسى الله أن يوفق له ويهيئ الأسباب المعينة عليه.

نماذج من الكتاب المحقق

النموذج الآول: مقدمة المؤلف

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، قيما لا عوج فيه ولا ارتياب، جاريا على قانون لسن الأعراب، من كنايات واستعارات وإيجاز وإطناب، مبينا مفصلاً على الوجه الأفصح الأبلغ،فاستوي في العجز عن معارضته الأفصح والألثغ ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn22))، معصوما آمنا من التحريف (والتبديل) ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn23))، ميسراً للذكر ثابتاً في الصدور جيلاً بعد جيل، والصلاة والسلام على النبي العربي التهامي، محمد المؤتى جوامع الكلام، وعلى أزواجه وعترته الطاهرين، وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين:

أما بعد فيقول المفتقر لرحمة ربه اللطيف الخبير، عبيد ربه وأسير ذنبه المسمي البشير، وقاه الله ومن أحبه حر السعير، الألفغي نسبا، المالكي مذهبا، إنه لما تقلبت القلوب، وتتابعت الخطوب، وكثرت الفتن وعظمت المحن، والمسلمون نهبة بين الكفرة والعجزة، تتناوشها أيديهم تناوش الكرة، فلا تنفك غارة شعواء، أو فتنة عمياء أو داهية دهياء أو ليلة درعاء ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn24))، أو يوم قمطرير ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn25))، أو خاطر كسير، من كريم أسير، أو جاهل أمير، أو أسافل مرفوعة، أو أعالي موضوعة، أو شريف يهون، أو صديق يخون، أو باطل يصول، أو صائل يجول، فحالت الهموم دون العلوم، وقل المساعد، وكثر المعاند، ففزعت إلى كتاب الله مستمسكاً بقوي عراه، فهو الملجأ في الشدة، والأنيس في الوحدة، فتلاوته، نجاح، وتدبره رباح، فهو مورق الأغصان،مثمر الأفنان يتناولها القاعد والقائم، بلا منازع ولا مزاحم، وثم الشوامخ الطوال، التي لا تنال إلا بالاحتيال، وفي بعض ألفاظه غضون ينبوا عنها الفهم، ويعتري القاصر عن تدبرها الوهم، وأكثر ذلك سببه إيجاز الحذف المعدود من أنواع البلاغة التي لا يذوقها إلا أهلها من العرب الذين نزل بلغتهم، أو من تمهر في علومها ومقاصدها، ولذا هلك القدرية والعياذ بالله بسبب المحذوف في قوله تعالى:] مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ [([26] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn26)) ، فبجهلهم للعربية فهموا أن هذا التفصيل إخبار من الله تعالى، فاعتقدوا أن الذنوب من فعل العبد استقلالا من دون قدرة الله مع أن التقدير:] فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً [يقولون] مَّا أَصَابَكَ مِنْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير