تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ [فالتفصيل من كلام اليهود قاله في "قوت القلوب" ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn27))، وفي غيره] مَا أَصَابَكَ [يا إنسان] مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ [فضل] اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ [أي: مصيبة] فَمِن نَّفْسِكَ [أي: من شؤم ذنبك، فالحسنات من فضل الله، والسيئات تنسب للعبد من حيث أنها كسبه، والكل فعل الله سبحانه، بدليل قوله] قل كل من عند الله [([28] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn28)) وقد غفل القدرية عن هذا التأويل أيضا، بسبب جهل كلام العرب، ومن دليل التأويل الأول قراءة ابن مسعود ([29] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn29))] قالوا ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ [والحاصل أن إيجاز الحذف كثير في القرآن، وكثيرا ما يصعب عليّ عند التدبر معني الآية بسببه، فشرعت مستعيناً بالله في حاشية تبين جل ما وقفت عليه من ذلك من حذف عامل أو معمول أو شرط أو قسم أو جوابهما، أو عطف أو معطوف عليه أو صفة أو موصوف أو حرف نداء أو جر أو نفي إلا ما اتضح جداً، وربما أبين المبهم من ما، أو من الشرطيتين، والموصولتين، وغيرهما، وكثيراً ما أذكر تقييد المطلق وأبين مرجع ضمير خفي مرجعه بسبب بعده أو التباسه بغيره، وكذلك معمول خفي عامله بأحد السببين، وأذكر في ترجمة كل سورة ما ظهر لي فيها من الأحكام الشرعية مشيراً إلى موضعه غالباً، وربما ألتقط من درر آية وقع فيها بعض ما ذكر بحسب صفاء الوقت مع أن أوقات اشتغالي فيها كثيرة الأكدار، معتمداً ما تداول من التفاسير في قطرنا وقد وضعت هذه الحاشية على هذا المنوال الذي لم أعثر على من سبقني إليه راجياً بها نفعي ونفع غيري من الإخوان وأن يجعلها من صالح الأعمال مستعيناً على إتمامها بحول الله وقوته ومستعيذاً به من الشيطان إبليس وصولته وسميتها " كشف الأستار عن بعض ما في القرءان من الإضمار" وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

النموذج الثاني: تفسير أول سورة البقرة

] الم [مذهب السلف التوقف في هذه الأحرف وما شاكلها وأنها مما استأثر الله بعلمه،وعليه فلا يحكم عليها بإعراب لعدم إدراك معناها، ومقابله أقوال أنها أسماء للسور، أو أسماء للقرآن، أو أسماء لله تعالى، أو كل حرف مفتاح اسم من أسمائه تعالى أي الله لطيف مجيد ونحو ذلك ([30] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn30))، واختلف في إعرابها فقيل مبتدأ خبره ذلك، أو خبر حذف مبتدؤه، وهذا على أنه اسم للسورة أي هذه] الم [أو منصوب ب: اقرأ ونحوه أو مجرور بحرف قسم حذف إلا أن هذا شاذ عند غير الزمخشري ([31] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn31)) في غير اسم الجلالة، قال فالقياس نصبه على إسقاط الجار ([32] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn32))] هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [أي الذين سبق في علم الله أنهم متقون وفيه حذف مضاف أي ذو هي، وقيل من باب الوصف بالمصدر مبالغة فلا حذف] وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [حذف مفعول رزقناه الثاني ويقدر متصلا أو منفصلاً أي: رزقناهموه، أو إياه قال في الخلاصة:

وصل أو افصل هاء سلنيه وما=أشبهه في كنته الخلف انتمي ([33] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn33))

تنبيه: معني رزقناه أي أعطيناه لأن الرزق الحقيقي لا يمكن تعديه للغير] وَعَلَى سَمْعِهِمْ [أي طبع على مواضع سمعهم، ففيه حذف مضاف، لأن السمع معني لا يمكن الطبع عليه، وأفرده لأنه في الأصل مصدر] يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا [([34] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=21#_ftn34))، جواب سؤال مقدر، كأنه قيل ما الحامل لهم على إظهار الإيمان وإخفاء الكفر] وَمَا يَشْعُرُونَ [أن وبال خداعهم راجع عليهم، فالمفعول محذوف،فائدة: حقيقة الخديعة أن يظهر لصاحبه أنه موافق ومساعد له على مراده،والواقع خلاف ذلك،وهي إن كانت في الدين سميت نفاقا وغشا ومداهنة، وإن كانت في الدنيا بأن يصانع أهل الدنيا لأجل حماية دينه أو دنياه،تسمي مداراة وهي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير