تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دفاع عن اللغة العربية]

ـ[حروف]ــــــــ[22 - 08 - 2002, 07:48 م]ـ

دفاعٌ عن اللغة العربية

بقلم: منصور الأحمد

(((يعلم كل من له إلمام بأسرار العربية أن الأسلوب المصطلح عليه في ترتيب معاجمها لا يناسب حتى ولا الكثيرين ممن نالوا قسطاً وافراً من الإحاطة بقواعد الصرف وأحكامه، ليتمكن من رد الكلمة إلى أصلها المجرد، توصلاً إلى الاهتداء إلى مكانها من القاموس، على أن الاشتقاق وما يلحق أبنية الكلم من عوارض الإدغام والإدغام الإعلال، وغير ذلك لمن أشد الأمور تعقيداً في اللغة العربية))).

هذه "الكلمة" التي قدمناها تصلح نموذجاً لدعاوى كثيرة، تصدر عن أناس متعددي المشارب، مختلفي النوايا، لكن يجمعهم هدف واحد، هو تزهيد الناس بالعربية، وتنفيرهم منها، ويتذرعون إلى ذلك بما يشبه الحجج، ويلبس ثوب الدليل، ولكن إذا تفحصته لم تجده من الحجج ومن الأدلة في شيء. وسوف نناقش الدعوى المتقدمة، ليتبين لنا ما تنطوي عليه:

هل هو من المسلمات الثابتة، أم أنه ذريعة إلى أمر آخر هو الصد عن تعلم هذه اللغة ببث الكراهية لها في النفوس، والتنفير عنها بكل وسيلة؟!

فيما يتصل بالقضية الأولى، هل صحيح الادعاء أن البحث في المعاجم العربية صعب إلى هذه الدرجة - حتى على الكثير ممن نالوا قسطا وافرا من الإحاطة بقواعد الصرف وأحكامه؟ - وهل هناك "معاناة حقيقية" يعاني منها المدرسون والطلبة في هذا المجال؟

إن الأمر انتهى بطرق ترتيب المعاجم إلى طريقتين رئيسيتين:

أولاهما: طريقة الصحاح، والقاموس المحيط، ولسان العرب، وهى الطريقة المعروفة بطريقة "الباب والفصل" والتي رتبت فيها الكلمات في باب الحرف الأخير من جذورها، ثم رتبت ترتيبا هجائيا داخل الباب بعد ذلك، فـ (بدأ) و (نشأ) توجدان في باب الهزة، الأولى في فصل الباء، والثانية في فصل النون.

الثانية: الطريقة الهجائية المألوفة الآن في كافة معاجم اللغات الأخرى، وهى أيضاً معروفة في بعض المعاجم العربية غير الحديثة:

كاس البلاغة، والمصباح المنير، وهى: وضع الكلمة في باب الحرف الأول من جذورها، مع مراعاة الترتيب الهجائي أيضاً في الحرف الثاني والثالث وهكذا. فالكلمتان السابقتان (بدأ) و (نشأ) توجد الأولى في باب الباء، والثانية في باب النون.

ومع هذا فقد صدرت طبعات للقاموس وللسان، رتبت المواد فيها هذا الترتيب الأخير، وهناك أخذ ورد في فائدة ذلك، ولعل ترتيبها بهذه الصورة جاء خروجاً من كثير من التقولات التي تقال عن صعوبة الطريقة السابقة.

وهذه الصعوبة المزعومة في ترتيب المعاجم العربية لا تعدو ما يماثلها من الصعوبات التي يواجهها الباحث في معاجم اللغات الأخرى.

ولدى التجربة ظهر أن طريقة البحث في هذه المعاجم المتهجم عليها بالحق والباطل سهلة حتى على من لم "ينل قسطا وافرا من الإحاطة بقواعد الصرف وأحكامه"!

ولو صرف أي طالب متوسط ساعة من وقته (بجد وحرص) لتعلم أساس طريقة البحث والتدرب عليها لكان ذلك كافيا. (وهذا الأمر لا علاقة له بما هو كائن الآن من وجود كثير من الخريجين، ممن لا يرهقون أنفسهم للتفرغ لهذا الأمر ولو ساعة من زمن، ثم يستغربون - ويتغرب الناس منهم - حيرتهم أمام النظر في معجم من معاجم العربية، وبدل إلقاء اللوم على كسلهم وتفريطهم يلقونه على هذه المعاجم الصعبة المرتقى،المعقدة التركيب! فهذه النتيجة المؤسفة مركبة من عدة مقدمات أفضت إليها، وتحتاج إلى معالجة على حدة).

إن كان شأن المعاجم العربية ليس بالتعقيد الذي انتهت الكلمة السابقة إليه؛ وأن كثيرا مما يشاع حولها هو تضخم وتهويل؛ إذاً، فما الأثر الذي تبقيه هذه الكلمة ومثيلاتها في نفوس أكثر قرائها؟ إنه أثر غير محمود النتيجة، فهو تزهيد وتثبيط، تزهيد لأبناء العربية بلغتهم؛ وتثبيط للهمم حتى تقعد عن التعرض لتعلم ما ينفع في بناء الشخصية، والارتفاع بها.

والأفكار أوعية مفتوحة إذا أنفت أن تمتلئ بشيء ينبذه المجتمع، وتُنْشر سموم الدعاية ضده؛ فلا بد من أن تفتش عن بديل تملأ به الفراغ، وتتطلع إلى محلٍ تُحِلُّه المنطقة المهيأة المفرّغة، وليس المحتل هنا غير اللهجات العامية، أو اللغات الأجنبية وما يلحقها من تمكن وغلبة لما تمثله من عقائد، وما تجلبه من أفكار.

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادفَ قلباً خالياً، فَتمَكَّنا!

مجلة البيان - العدد 17 - شعبان 1409هـ - مارس 1989م

: p :p :p :p

:D

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 08 - 2002, 12:43 ص]ـ

أختي الكريمة ... أشكرك على هذا الطرح

إنها بالفعل واحدة من الدعاوى الكثيرة الموجهة للطعن في اللغة بقصد أو غير قصد

وهي في الحقيقة إما أن تكون صادرة من جاهل أو من مدع

إن اللغة العربية لغة سليقة وهي بفضل الله لم تختفِ كليا

اعرضي كلمة على أي طالب في المرحلة الإعدادية واطلبي ردها إلى أصلها

وستجدينه يقوم بذلك بمنتهى السهولة

نعم .. قد لا يستطيع تحديد أصل الألف، ولكن المهم أنه يستطيع أن يأتي بالأصل ولو كان جزئيا

وبقليل من البحث سيعرف كيف يبحث وكيف يعيدها إلى أصلها

فكيف يدعي أن من أحاط بالصرف وأحكامه لا يستطيع ذلك؟

وكما تفضل الأخ كاتب المقال فإن أشهر المصنفات تأتي على نوعين

أوائل الحروف، وأواخرها

يدعون أن النوع الثاني صعب

ولا أرى فيه صعوبة، فهو كالنوع الأول

والمطلوب قلب الترتيب بمراعاة الحرف الأخير ثم الذي قبله ثم الذي قبله

أكرر لك شكري البالغ، فقد أعطيتني فكرة جديدة للحديث عن معاجم اللغة وطرق البحث فيها، وعن العلل الصرفية كالإبدال والإعلال لعل الله ينفع بها

مع خالص محبتي وتقديري

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير