تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هدية بمناسبة عزيزة على نفسي]

ـ[الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 2002, 01:31 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مفهوم الأخوة الإسلامية:

حث الإسلام على تنمية الشعور بالأخوة لدى الفرد المسلم في جميع المواقع والأزمان.

وتنمية الشعور بالأخوة الإسلامية في العمل بشتى أنواعه يورث المحبة والصدق والأسرة الواحدة بين جميع العاملين وتحقيق العلاقات السوية والصحيحة بين الأفراد بعضهم البعض وحث الإسلام على ضرورة سيادة العلاقات الحسنة بين ولي الأمر والرعية لضرورة هذا العنصر الهام في دفع عملية الإنتاج وآلية العمل نحو تحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة وفعالية عالية، وقد جاء المفكرون المحدثون بهذه الأفكار التي أكدها الإسلام فأوردوها في نظرياتهم الإدارية المعاصرة تحت مسمي ((مدرسة إدارة العلاقات الإنسانية))

المقصود بالأخوة الإسلامية:

جاء في الرائد مسعود (1401هـ): ((الأخ: إخوة وأخوة وإخوان وإخاء:

1ـ من ولد من أبيك وأمك،2ــ الصديق، أخا: يأخو: صار له أخاً أو صديقاً)) (جـ 1. ص 53) ويقصد الباحث في دراسته أن يكون التعامل بين العاملين في المدرسة من منطلق الأخوة الإسلامية بمعنى أن يكون بينهم التراحم والمحبة والصدق التي تسود بحكم الطبيعة البشرية بين الأخوة الأشقاء بالميلاد ولقد حرصت الشريعة الإسلامية أن يسود مفهوم الأخوة الإسلامية أخلاق المسلم فيتحلى بها ويتعامل وفقها مع جميع الناس الكبير والصغير ذي المنصب العالي والمنخفض، لا فرق بينهم طالما الشعور بالأخوة الإسلامية هو الشعور السائد.

الأخوة الإسلامية في القرآن:

لقد وردت الآيات العديدة في القرآن الكريم على الأخوة الإسلامية ومنها:

1ـ قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

سورة الحجرات: 10

وفي تفسير هذه الآية يقول القرطبي (ت 671هـ): ((إنما المؤمنون إخوة)) أي في الدين والحرمة لا في النسب.ولهذا قيل)) أخوة الدين أثبت من أخوة النسب)) (جـ 16ص 212).

2ـ قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا) سورة آل عمران: 103.

3ـ قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراُ من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب

رحيم) سورة الحجرات: 12.

وقد أوصى الله سبحانه وتعالى رسول بالرحمة والعفو مع من حوله.

4ـ في قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولكفاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب

المتوكلين) سورة آل عمران: 155.

والمؤمن يعفو عن أخيه قال تعالى: (إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كانعفواً قديراً) سورة النساء: 149.

وقال تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) سورة الأعراف: 199.

وقال تعالى: (وجزآؤا سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين) سورة الشورى: 40.

وقال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) سورة آل عمران 134.

والمؤمن يرحم أخاه قال تعالى: (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) سورة البلد: 17.

ومن أخلاق الأخوة الإسلامية الإيثار قال تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأوليك هم المفلحون) سورة الحشر: 90.

ويستنتج من هذه الآيات الكريمة تأكيد القرآن الكريم على مبدأ الأخوة الإسلامية بمعناها الشامل حيث الأخوة ليست فقط في النسب ولكن أخوة في الدين والحرمة والإسلام بذلك يضع تحديداً واسعاً لمفهوم الأخوة أخذت عنه النظريات الحديثة تحت مسمى ((العلاقات الإنسانية)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير