[علاقة البصيرة بالنور والبصر بالضوء]
ـ[عاشق الخيمياء]ــــــــ[09 - 11 - 2002, 04:23 م]ـ
مدخل لعلاقة البصيرة بالنور والبصر بالضوء
استناداً إلى علوم الإيزوتيريك
بقلم زياد دكاش
قارب الوعي الإنساني يخوض رحلة من موئل النور إلى مدرسة الحياة على الأرض، ليتخرج بعدها مكتسباً الخبرة والحكمة ومفعّلاً الوعي الهاجع فيه. طاقة النور تواكب الإنسان عبر جميع محطات رحلته ومستويات وعيها، ترافقه ملتفَّة بأشعةٍ لونية في الطبقات العليا، وإشعاعاتٍ متشعبة في الطبقات الدنيا، علماً أنها في أدنى انعكاساتها تتّشح بخيوطٍ ضوئية، يدعوها العلم بجزيئات الفوتونات ( Photons) وهي ما تعرف عامةً بالضوء.
أن ندرك طبيعة الأردية المختلفة التي اتخذها النور في هبوطه نحو الأرض، مواكباً الإنسان في محجّته الكونية، وأن نتفحص معطياتها ونربط فيما بينها يجعلنا نميّز الفارق بين الواقع والحقيقة، بين المادة وأبعاد اللامادة، وبين البصر والبصيرة.
يبقى الضوء هو العنصر الأشف والأقرب إلى عالم اللامادة، الذي تستطيع أن تدركه حاسة البصر. لذا هو يشكل نافذة بين المادة واللامادة، ينطلق منها الفكر ليبحث في أسرار النور بعد استيعاب ماهية الضوء، يبدأ بمفهوم البصر ليصل إلى غوامض البصيرة، متقصياً ظواهر الألوان المرئية من حوله ومستلهماً من معادلات الأشعة الكونية والإنسانية التي يتكوّن أصلاً منها.
من هنا، نستهل البحث في دراسة ماهية الضوء وطبيعته، كونه أحد انعكاسات النور في عالم الأرض. هل الضوء مادي، كما صرح الباحثون في القرن السابع؟ هل هو موجة ( Wave) كما أضاف العلماء في القرن التاسع عشر؟ أو يا ترى هو الاثنين معاً، تماوجاً ومظهراً، كما تشرحه الفيزياء الكميّة ( Quantum Physics) اليوم؟ غير أن هذه الأخيرة لا تزال تتساءل عن المصدر الذي يبعَثُ موجة الضوء، كون طبيعتها غير مادية! وكأن هذه العلوم وصلت إلى عتبة الحقيقة، لكن من دون أن تطرق بابها!
يشرح الإيزوتيريك في هذا الصدد أن النظريات السابق ذكرها تنطبق جميعها على الضوء، كونه يحوي المادة - المظهر، ويحوي الموجة أيضاً، وهذا غير مفاجئ، لأنَّ الازدواجية أساس تكوين كلّ شيء على الأرض، حتى الضوء.
لكن ازدواجية الضوء هذه (أي المادة والموجة) ليست سوى استنتاجات ظاهرية أفرزها المختبر العلمي، لا تحدد أساس تكوين الضوء ولا تفسر حقيقته. فالجزيئات الماديّة هي الرداء الذي اتخذته ذبذبات أشعة النور بعد أن دخلت مدار الأرض، وذلك من خلال تكثف درجة التذبذب وتباطئها. أمّا الموجة ( Wave) التي يتكلم عنها العلم ويعتمدها، فهي لا وجود فعلياً لهاًّ من دون مصدرها (الذبذبة)، إنما هي مقياس لدرجة التذبذب السابق ذكرها، ونتيجة للحركة التي تسببها الذبذبة.
علاقة الموجة بالذبذبة هي كعلاقة النوتة بالنغم، أو اللون بالضوء ... أو المحيط بالمحور الذي يتفاعل ضمنه! من جهة أخرى، إن ذلك المقياس أو تلك الموجة لطاقة الضوء هي بمثابة لغة النور التي تتفاعل معها الحواس الجسديّة والفكر، حينما عجزت هذه عن فهم ذبذبة النور مباشرةً. فالذبذبة قائمة على حركة يفهمها الفكر رقماً، وتسمعها حاسة السمع نغماً، وتتلقّاهاً حاسة البصر لوناً.
إذاً، ما علاقة الضوء بحاسة البصر؟ وما علاقة النور بالبصيرة، أو بحواس البصر الباطنيّة المختلفة؟
حاسة البصر المادية لا تدرك الأشياء من حولها، إلاّ في حال كان الضوء مسلطاً عليها. ذلك لأنّ جزيئات الضوء أو الفوتونات ( Photons) تنتشر في الأجواء وتصطدم بالأشياء الكثيفة فتشحنها في ومضة، وكأنها تتجسد فيها لبرهة. بذلك تجعلها تشعّ فتطلق جزيئات الفوتونات من جديد، نحو العين، ناقلةً في إشعاعاتها المعلومات والمعطيات الخاصة بتلك الأشياء (كلونها وشكلها ... ) لتتعرف العين إليها بواسطة تفاعلات كيميائيّة فيها. هكذا تدرك حاسة البصر المعطيات التي تتواجد حولها وتنقلها في رسائل عصبيّة إلى المنطقة المعنيّة في الدماغ لتفسيرها.
¥