[قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء]
ـ[أمة الله]ــــــــ[28 - 11 - 2002, 08:09 م]ـ
أتمنى منكم قراءة مقالي هذا والتعليق .. وشكراً للجميع ..
(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير) صدق الله العظيم .. (آل عمران 26)
أجمل بها من آية، ما سكن قلبي عن التفكير فيها من اليوم الذي أمعنت في تلك الآية .. لقد قرأتها مراراً وتكراراً .. لكني لم أعييها ولم أفهما إلا بعد أن بلغت الستة عشر حجة ً، وما زادتني تلك الآية إلا إيماناً بالأقدار، وقدرة الله على كل شيئ، وكيف لا والتاريخ أقوى و أثبت دليل على ذلك. لو رجعنا إلى الوراء .. في سنة 132 هجرية على وجه الخصوص .. لوجدنا حالاً والله يعجب عليها .. في هذه السنة نزع الله الملك ممن شاء وأعطاها لمن شاء وأعز من شاء وذل من شاء .. سيقتصر حديثي على الكم البسيط الذي أعرفه من التاريخ، لنعود إلى حديثنا وإلى تلك السنة التي استئصلت فيها الدولة الأموية، في تلك السنة أُذل الأمويين شر إذلال من قبل العباسيين. أولئك العباسيين الذين لم تهدأ بالهم حتى سفكوا بالأمويين وقتلوا منهم من قتلوه ونزعوا منهم الخلافة والملك وشردوا الكثير منهم، حتى يشاع والله أعلم عن صحة هذا القول، أن العباسيين نبشوا قبور ملوك وأمراء بنو أمية .. فوجدوا ما وجدوا من الرماد والعظام والجماجم .. إلا قبراً واحداً كان للملك هشام بن عبد الملك، فكان كامل الجسد إلا أنفه .. فأخذوا الجثة وصلبوه وحرقوه ثم رموه!! والله انه لذل لحق بهم إلى قبورهم إن صح الخبر ..
انظر الآن يا أخي القارئ إلى عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك، ذاك الشاب الذي تربى في قصر الرصافة قصر جده الملك هشام، وعاش في النعيم، وذاق من رغد العيش ما استودعه الله عندهم من الحدائق والمال والجاه والسلطان والخيرات وما إلى ذلك.
وشاء الله ولا راد لقضاءه أن ينزع ذاك النعيم من الأموي، بل أصبح طريداً هارباً، متخفياً ومشرداً، يسير في صحراء العرب من الشام .. إلى فلسطين .. إلى مصر .. إلى المغرب .. وأخيراً إلى الأندلس مربط هدفه ..
لم تكن تلك الرحلة بالسهلة، فقد اعتاد عبدالرحمن بن معاوية على النعيم والترف، ناهيك عن حالته، فقد قتل من أهله وأحبابه وأصحابه الكثير، فلم يرحم بنو العباس الغلمان والصبيان، فقد كان ذنب أولئك القتلى أنهم ينتمون إلى بنو أمية .. أي ذنب هذا؟؟. لقد هرب عبدالرحمن مع أخيه الغلام هشام، فلحقوا بهم العباسيين، وقتلوا أمامه أخوه هشام غدراً بعد أن أعطوه الأمان، فبئس العهد والميثاق. و قد شهد التاريخ خروج عبدالرحمن بدون خدمه وحشمه، وهذا الذي لم يعتد عليه ملوك وأمراء بنو أمية، إلا اللهم خادمه بدر الذي بات صاحبه، بعد أن تقاسما المخاطر وأكل الضب في تلك الرحلة إلى الأندلس، في هذه اللحظة وبعد الذل الذي لحق ببنو أمية بعد الملك والترف لا أقول إلا: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير).
في الأندلس يرفع شأن بنو أمية بعد أن سقط ملكهم، وانقرض عهدهم في المشرق، في الأندلس علا شأن عبدالرحمن الداخل، فقد حكم الأندلس، وعين عبدالرحمن خادمه المخلص بدر وزيراً وقائد لجيشه .. يا سبحان الله، لا أقول إلا: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير)
ولنرجع إلى الوراء قليلاً، لنجد أبو مسلم السائس الذي أصبح والي خراسان، وأصبح أحد أقوى مؤسسين الدولة العباسية .. انظر ماذا كان وماذا أصبح؟؟؟ لا أقول إلا: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير)
أتعرفون من هو محمد بن عامر؟؟ ماذا كان ياترى؟؟؟ نعم كان حمّاراً .. وانظر ماذا أصبح.، استطاع بعزمه وطموحه وتخطيطه أن يصبح مؤسس الدولة العامرية وحاكم الأندلس بعد أن بات حمّاراً!!! يا سبحان الله!! لا أقول إلا: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير) ..
لندنوا قليلاً إلى حالنا اليوم، ماذا أصبحنا؟؟ بعد أن كنا؟؟ أين نحن؟؟؟ أنحن من الذين أذلهم الله؟؟؟ هل ننتظر ان نكون مثل عبدالرحمن الداخل: أعزاء ثم أذلاء فأعزاء؟؟ ربما نحن ننتظر .. لكن ألا يستحق هذا الإنتظار التخطيط؟؟ لا يخفى على أحدٍ ما نعيشه اليوم من الذل والهوان ومن اضهاد الحكماء لنا تحت راية الديموقراطية والحرية والشورى وما إلى ذلك من الكلمات التي خدعونا بها. هم يحكمون ليواكبوا العصر والتطور والتقدم، وينسون أننا نريد حكم الله قبل تلك المواكبة .. نعم نحن نريد حكم الله، لا تكونوا سفهاء فيسألكم الله يوم القيامة عن حكمه، وهو الذي أعطاكم من الملك ما شاء، فلم لا تسارعون بحمده وشكره، لم لا تحكمون بما أمره؟؟.
تلك هي بداية المقدمة، لأن هذه المقدمة لن تنتهي حتى نطبق ونخطط معاً.
فلنخطط معاً .. كيف يمكن لنا أن نصل إلى ما وصل إليه محمد بن عامرٍ؟؟ أنا أدعوكم إلى الشروع بالتخطيط، كما أدعوكم لكتابة كل عمل تريدون القيام به إذا ما صح تخطيطكم وإذا ما أصبتم هدفكم، ورسالتي إليكم: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير) .. رسالة قرآنية، تثبتكم، وتعزيكم، وتحثكم، وتنصركم .. فلا تهنوا يا أمة الإسلام ..
أختكم: أمة الله ..
¥