تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عاشقة الشهادة]

ـ[سنابل الخير]ــــــــ[15 - 11 - 2002, 12:35 ص]ـ

لقد كنت أسمع بها وأراها رمزا رائعا بل إني وضعتها لي هدفا أتمنى أن أصل إليه

أتدرون ماهي؟

إنها الشهادة – القتل في ساحة المعركة -.

عندما كنت أرى صور القتلى الذين نحسبهم –بإذن الله – شهداء كان داخلي يضج بالأفكار والخيالات والدعوات والابتهالات

أتذكر ذات مرة عندما كنت في المرحلة الثانوية كنت مع إحدى الزميلات نتحدث ولعلكم تعرفون ما يأرق بنات هذه المرحلة فكلنا نتحدث عن فتى الأحلام

فلما جاء دوري قلت لزميلتي:

سأتكلم بشرط أن لا تخبري أحدا بذلك وأن لا تضحكي علي ساخطة

قالت: أحاول

قلت: أتمنى أن أتزوج شهيدا

صرخت ثم قالت:

أتريدين الخلاص منه قبل مجيئه

كانت نفسي والله الذي لا إله إلا هو تتوق دائما إلى الجهاد والمعارك والشهادة

على كوني من أسرة صارمة نوعا ما

وفي وسط لا يشبع هذه التوجهات ولعله يراها من إضاعة الوقت أو التزمت إلا أن هاجس هذه الأمور كان يعيش بداخلي

قلبت نظري في كثير من أشرطة الجهاد

لا أخفيكم سرا أن الأمر جد شاسع بين الحقيقة والصورة

في الحقيقة: خوف وظلام، جوع وعطش، برد وصقيع، رصاص وقنابل وألغام

أسر وتعذيب وتشويه

هذا طريح وهذا جريح

أما في الصورة:

فالأمر على خلاف ذلك:

مشاهد ومقاطع، وحصيلة القتلى كذا، والجرحى كذا ثم ينتهي كل شيء

ومع ذلك كانت النفس ومازالت تتمنى الجهاد

يحركها القارئ بصوته الرنان وهو يتلو قوله تعالى:

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم)

والآخر أتأمل قوله وهو يترنم:

هذي بساتين الجنان تزينت

للخاطبين فأين من يرتاد

والآخر حين ينشد أمام صديقه المقتول:

لئن لم نلتقي في الأرض يوماً

وفرق بيننا كأس المنون

فموعدنا غداً في دار خلد

بها يحيى الحنون مع الحنون

هل أحسستم الآن بمعنى ما أتكلم عنه؟

وهل أدركتم نوع الشعور الذي اجتاح نفسي؟

تعالوا الآن لأحدثكم عن شيء في نظري قد يساوي حجم ما ذكرت، وتعب ما أسلفت، ومشقة ما وصفت،ولذة ما تخيلت، وعاقبة ما تعلمون وقد علمت.

إن الحياة كلها ساحة جهاد.

إن حياتنا كلها ميدان للقتال .... أليس كذلك؟

أو ليس أعدائنا كثر؟؟

إبليس والدنيا ونفسي والهوى

ما حيلتي وكلهم أعدائي؟؟

تعالوا معي لنعيش بروح المجاهد ونفسه، بل لنكن هو بشحمه ولحمه، مع إطلالة كل فجر نعمل كما يعمل المجاهد.

نغتسل، نتحنط، نخرج ونضع في أذهاننا أننا قد لا نعود.

دعونا ننقل كل أمور حياتنا إلى ساحة الجهاد حتى مصطلحاتنا وكلماتنا.

أردت أن أقوم بعمل دعوي، قوبلت بالرفض.

هذا جبل اعترض طريقي كيف سأتجاوزه؟

أقفز باستخدام طائرة أو أحاول صعوده وإن شق فعدّتي فوق ظهري، حمل ثقيل لكن سوف أصعد.

أردت أن أقوم بعمل قوبلت بردة فعل معاكسة.

هذه رصاصة موجهة ..... كيف اتقيها؟؟

إن كان بإمكاني أن أضرب يدها قبل أن ترميني فعلت وأن لم يكن لأخفض رأسي قليلاً (أتجاوز –أصفح – أبلعها)

أردنا أن نشن حملة بالطائرات لتوزيع بعض المعونات الروحية المعنوية قوبلنا بالدبابات المضادة للطائرات.

رفضت الفكرة، جلسنا لا يأس لنحاول أن نتصدى للقنابل ونتجاوز ذلك.

إن لم نفعل ذلك فلنخفف قليلاً من سرعة الطيران حتى نعرف من أين نقفز.

إن لم يحصل ذلك لنغير اتجاه الطائرات بدل أن يكون باتجاه العاصمة فليكن إلى أهم المدن أو إحداها.

الغرض:

أن تحقق الطائرات هدفها وتوصل حمولتها إلى من ينتظرها بل وفي أشد التعطش لها.

منذ دخلنا هذه الجبهة والقذائف تنهال علينا والرصاصات موجهة إلينا.

والذي نفوس الخلائق بيده أن هذا لم يضعف هممنا بل على العكس من ذلك كلما زادت زدنا.

ثم إن مما يدفع هممنا اليقين بتلك المعاملة التي نحسن أننا نطبق بنودها

معاملة مع رب كريم يدخل في السهم الواحد الثلاثة إلى الجنة.

إن هذا يدفعنا أن نكون جميعاً جنود جبهة واحدة.

كلنا نهب يداً واحدة.

ومن يتخلف عنا لن نقول له إلا ما علمنا عليه إلا خيراً ولكننا سنذكره بأن الله فضل المجاهدين على القاعدين درجة.

لن نغتر يوماً بكثرة بإذن الله حين ينادي يا خيل الله اركبي حيا على الجهاد، هيا إلى العمل، هيا إلى طلب العلم، هيا إلى التناصح، هيا إلى العمل الدعوي.

سنذهب كلنا حتى لو كان في يد إحدانا ما تتزود به ستأكل ثم تأكل أخرى ثم تنظر إليها وتقول:

إنها لحياة طويلة إن بقيت حتى آكلها وترمي بها ثم تمضي.

أأضل أكتب أم فهمتم ما أعني؟

إنها لذة العيش باحتساب لذة الجهاد والمجاهدة.

اللذة التي تقود إلى لذة أروع: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

مازال قلمي يريد التدفق ليتحدث عن الجهاد ولكن حان الآن وقت العمل فلعلي أعود إليكم يا من عشتم معي حقيقته.

أعود مرة أخرى قريباً لأنقل لكم بعض ما يجري في الساحات أي في ساحات الوغى.

تعقيب:

بقي أن تعلموا أن هذه الفتاة ليست في كلية شرعية، بل هي طالبة في كلية علمية، بل وتعيش مع ذلك في بيت يعجّ بالملاهي والمنكرات

ولقد رؤي فيها رؤى حسنة

فقد رؤيت كأنها على فرس وعليها ثياب بيض وفسرها أحد الذين يجيدون تعبير الرؤى فقال:

هذه يكتب لها الشهادة بإذن الله وأن لم تطأ رجلها أرض الجهاد.

لا أقول ذلك فتنة لها بل أقول لها الأعمال بالخواتيم.

وصدق النبي صلى الله عليه وسلم: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)

ألا تعجبون من فهم هذه الفتاة للجهاد في وقت غاب فيه عن كثير من الناس معاني الجهاد وحقيقته. " كتبه الشيخ خالد الصقعبي "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير