[الأخوة]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 10 - 2002, 09:21 م]ـ
الأخوة صلة إلهية، بها يكون الإنسان أخا لأخيه الإنسان، يحس بآلامه، ويدرك مواجعه، ويعرف فواجعه، ويشعر بحاجته إليه، ورغبته فيه وحبه له، وعطفه عليه، وتلاقي وجدانيهما، وامتزاج نفسيهما، وأن كلا منهما يملأ من قلب صاحبه فراغا ليس لغيره أن يملأه
والأصل في الأخوة هذه أن تكون بين اثنين من أب واحد، وأم واحدة، نشآ في بيت واحد، وأسرة واحدة
ولا تعرف اللغة العربية كلمة يوحي معناها بالحب والحنان، والمودة والألفة، والإيثار والعطف، والرغبة والميل، والتعاون على البر والخير، والنهوض والإصلاح، وهي أدق تعبيرا وأحسن تصويرا، وراء هذه الكلمة التي خصها الله بهذه المعاني النبيلة، عن هذا الارتباط الصادق، والتلاحم العظيم، والامتزاج الخالص الذي لا يشوبه رياء، ولا يعتريه نفور، ولا يكدر صفوه عامل من العوامل
والمؤاخاة التي ربط النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار كانت بمثابة الميثاق القوي بين الطرفين. أن يكون الرجل للرجل والمرأة للمرأة بهذا المعنى من الارتباط والتلاحم، أو الامتزاج والود، والصفاء والإخلاص، فلا يضيق قلبه به، ولا تسأم نفسه منه، ولا يكون منه دائما أبدا إلا هذا الذي يبحث عنه، ويرجو أن يكون في فؤاده، فلا يغيب عنه ولا يفارقه، ولا يعامله إلا معاملة كريمة، تتجاوز عن الزلة وتغفر الهفوة وتنسى الإساءة، ويلتقيان معا على حب الله ورسوله، ونصرة دينه، وإعلاء كلمته، ورفع رايته، والجهاد في سبيله
وقد أعلن القرآن الكريم هذا المعنى وهو يقول: "إنما المؤمنون إخوة"
والإسلام وهو يدعو إلى هذا الخلق ويحث عليه ويرغب فيه يقيم ملته على هذا الترابط المتين الذي يدعو إلى التكتل ويعمل على التآلف، وينادي بأن تكون الجماعة هي المظهر السائد فيه، حتى لا يكون هناك تفرقة ولا حزبية، وإنما يكون الناس من الاجتماع وتلاقي الآراء والأهواء، كأنهم نفس واحدة، تحمل راية العدل والحق، والصدق والإنصاف، والخير والبر، والعمران والإصلاح، والنهوض والتقدم، وهو بهذا المبدأ لا يعرف الانطوائية، ولا يقرها، ولا يحبها أو ينادي بها، ولعله هو بهذه الميزة يخالف الأديان السماوية التي لا تقول بهذا الخلق، ولا تدعو إلى هذا السلوك
وعلى المسلمين الذين يتكالبون على الدنيا، ويتخاصمون على العيش، ويتحاربون في سبيل الشيطان، ويتنافرون من أجل الحطام الفاني، أو العرض الزائل، أن يذكروا أنهم بمعزل عن الدين، ومنأى عن الحق، وبعد عن الصواب، إن لم يعملوا على ارتباط القلوب، وائتلاف النفوس، واتحاد الأهواء، وأن تقوم تلك الأخوة بينهم مقام القانون، يراعون حقوقها، ويؤدون واجبها، ويجعلون لها القداسة والصدارة، من خلالهم وسجاياهم، وطباعهم وعاداتهم، وهم بذلك سيكونون أسعد الناس حالا، وأكرمهم على الله وعلى الناس
للدكتور: إبراهيم علي أبو الخشب
ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[24 - 10 - 2002, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلتِ موضوعاً عن الأخوة ...
ذلك النهر الرقراق النديّ الذي نحتاج إلى غسل أرواحنا فيه ...
الأخوة الحقّة كنز ثمين، وخير غنيمة
اللهم ارزقنا أخوة صادقة أساسها الحبّ فيك ياربّ
جزاكِ الله خيراً،
تحياتي: صاحبة القلم الإسلامي،،،