تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الفرق بين اللقاء عبر الماسنجر واللقاء في مكان آخر؟]

ـ[سنابل الخير]ــــــــ[31 - 12 - 2002, 01:57 ص]ـ

من المحرمات التي استُحدثت مع ظهور النت محادثة الرجل للمرأة أو العكس عبر المسنجر، ومن المعلوم أن هذه المسألة ليس لها نظير يقاس عليها من كل وجه، والاستدلال بسؤالات الصحب الكرام لعائشة وغيرها لتجويز محادثات الماسنجر استدلال غريب وبعيد جدا، وأقرب ما قد يمثل لمحادثات الماسنجر خيالا هو أن يأتي الرجل للمرأة أو العكس، فيتحدثان من وراء جدر البيت وخلف الأبواب بما يشكل عليهما، وهذا لو فعله الرجل أو المرأة بشكل يومي أو شبه يومي لارتاب بهم الناس وظنوا بهم أشنع الظنون، ودارت عليهم دائرة السوء مهما بلغا في العلم والتقوى مبلغا عظيما، وحديث (إنها صفية) وقوله صلى الله عليه وسلم فيه (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) خير ما يذكر هنا، وهذه الصورة الخيالية التي ذكرناها مع استبعاد فعلها من ذوي الفطر السليمة إلا أنها أخير بكثير من محادثات الماسنجر بل لا أرى وجه للمقارنة بينهما، فضلا عن قياس أحدهما على الآخر، والفوارق بينهما كثيرة من أهمها ما يلي:

1 - أن ذلك اللقاء بين الرجل والمرأة على تلك الصورة الخياليه التي ذكرناها أبعد عن الخلوة من لقاء الماسنجر لكون جسد الرجل ظاهر أمام أعين الناس، خلافا للماسنجر الذي لا يظهر من جسد الشخصين شيئ فكلاهما مستتر عن أعين الناس لا يشغل قلبه غير صاحبه، وعليه فالخلوة بينهما متحققه بلا ريب في لقاءات الماسنجر.

2 - أنه لا يمكن في ذلك اللقاء الخيالي أن تسول النفس لأحدهما أن يطيل الحديث مع صاحبه أو يجاريه بما يخرجهما عن حد الأدب والعصمة، إما حياء من الناس أو لخشية جلب الأنظار لهما، وهذا منتفي في محادثات الماسنجر فإنهما متى استحسنا الحديث مع بعضهما فلن يردعهما رادع إلا أن يعصمهما الله تعالى، وليعلما أنهما واقعا في الإثم وإن لم يخرجا عن الأدب لوجود الخلوة بينهما كما تقدم (وما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).

3 - أنه لا يمكن في ذلك اللقاء الخيالي أن يرى الرجل المرأة مطلقا ويصعب ذلك جدا إلا أن يجاهرا بمعصية الله، أو تخرج المرأة مع الرجل لمكان لا يراها فيه أحد غيره، أما في لقاء الماسنجر فالأمر هين جدا كما هو معلوم، بل ربما سجلت المرأة شريطا حفظت به حركاتها ومشيتها وتغنجها وأرسلته لصاحبها بعلة أنه يريد خطبتها فكان من حقه رؤيتها، أو يستعملا الكاميرات المباشرة لينظر بعضهما إلى بعض للعلة نفسها، ولا تحسب أني أذكر هذا من خيال، بل يعلم الله أني أذكره عن واقع مؤسف وقع ضحيته بعض إخواننا وأخواتنا الخيرين والذي لا يتصور وقوع مثل ذلك منهم لولا اعترافهم واعتزالهم للنت بعد ذلك، ومما لا ينبغي الذهول عنه أن تلبيس إبليس في هذه المواطن عظيم جدا خاصة على أصحاب الخير والفضيلة. نسأل الله السلامة.

4 - أنه لا يمكن في ذلك اللقاء الخيالي أن يلتق الرجل بالمرأة في أوقات الريبة كوقت السحر ومنتصف الليل وأوقات راحة الناس ونومهم، وهذا معدوم في لقاءات الماسنجر، بل لا أتصور من الصالح أن يدمن على الإنترنت في مثل هذه الأوقات الفاضلة وليس في قلبه نوع غفلة، فضلا أن يكلم امرأة تحرم عليه في هذا الوقت، والعجيب من بعض إخواننا أنه لا يقر بغفلته ولو سهر من أول ليله إلى إقامة صلاة الفجر، فإذا أقيمت الصلاة أتاها بآخر أنفاس يقضته، فإذا انقضت رجع للإنترنت نشيطا وكأن إرهاق النوم لم يصبه، ثم يجلس عليه ساعات حتى إذا كل الجسد وفتر، رقد ففوت عليه صلاة الظهر، ثم يزعم بعد ذلك أن لا غفلة أصابت قلبه. فاللهم رحماك.

5 - أن في اللقاء الخيالي ربما لا يجد الشخص في نفسه حرج من اطلاع الناس عليه، بعكس أحاديث الماسنجر فإن القلب يضطرب والحديث ينقطع إذا دخل على أحدهما داخل، وهذا يدل على وجود ما يستحى منه في لقاءهما، بل وعلى إثم خفي لم يشعرا به أو شعرا ولكن أدمناه فثقل عليهما تركه (والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس) وهذا الوجه يتجلى في المرأة أكثر من الرجل، وفي الرجل المتزوج أغلب من الأعزب، لكونهما أقرب إلى أن تقطع خلواتهما، وهذا مما يؤكد أن لقاء الماسنجر يتضمن خلوة حقيقة بين الرجل والمرأة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير