[أودعكم]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 12 - 2002, 09:34 م]ـ
اليوم أودعكم .. حان أوان ذهابي … سأشد رحالي وأجمع شتات نفسي الحزينة وأقولها لكم: وداعا … وداعا إلىعام قادم .. يعلم الله إن كنت سآتيكم أو لا، ويعلم الله من سيكون منكم حاضرا .. من سيكون سليما .. من سيكون عزيزا
أودعكم وأبشركم في ليلة وداعي هذه بعتق الله لكم أيها المخلصون من أمة الحبيب سيعتق مكم مثلما أعتق في الليالي السابقات، فأنتم تتعاملون مع الله الملك الكريم .. الغفور الرحيم .. سيوفيكم أجوركم مع انتهاء شهركم، فمع وداعي يكون الحصاد لما زرعتم لأنفسكم، والجني لما غرستم في قلوبكم
أودعكم وقد عتق من عتق .. وحرم من حرم، أودعكم وفي الحلق شجا وفي العين قذى، أودعكم وفي النفس لوعة وفي القلب حرقة
لقد أظللتكم بخير الأيام .. وحملت لكم معي أغلى الهدايا: ليلة القدر وتفتح الجنان وتصفيد الشياطين .. وتمنيت أن تحسنوا استثمار أوقاتي والانتفاع بهداياي، وتمنيت أن تحظوا جميعا بالهدية الكبرى هدية العتق من النار
لكني رأيت منكم بعض أمور أحزنتني وأسالت أدمعي وحرّقت كبدي .. آلمني تفريطكم في نعم ربكم .. آلمني خسران بعضكم لباب الريان .. آلمني إعراضكم عن الغفران .. آلمني لعبكم وقت التجليات .. آلمتني غفلتكم عن النفحات .. رأيتكم تأتون العبادات ولكن لا أثر كبيرا لها في سلوككم وقلوبكم
وها أنا أودعكم وقلبي معتصر من الهم والحزن .. مثقل مما رأى .. حزين لأنني لم أجد حسن استقبال ولا حسن إقامة .. أسيف لأني كنت عليكم ضيفا ثقيلا
اسمحوا لي أن أودعكم .. وسأودع هذا الذي أمامي نيابة عنكم … سأعتبره ممثلا لكم … إنه طفل صغير لم يبلغ العاشرة بعد .. أراه قادما باتجاهي … أهلا يا بني،السلام عليكم … وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه … ما أجمل هذه التحية! أتابع معه: كيف أنت يا صغيري؟ بفضل الله أنا بخير، فله الحمد … من أين أتيت الآن؟ أتيت من هذا المسجد الذي كنت أحفظ فيه القرآن، وقد ختمته اليوم بحمد الله … كلمات صغيرة بريئة تثلج صدري وتزيل بعض ما به
لماذا تحفظ القرآن؟ نظرة دهشة ثم جواب بكل عزة: أحفظه لأنه كتاب ربي ونور لأمتي، أحفظه ليكون قلبي عامرا لا خرابا، أحفظه لينطلق لساني بلغته دعوة إليه، أحفظه لتقوى حجتي ويشتد عزمي، أحفظه لأتدبر معانيه وأتفكر في آياته، أحفظه لأنه دستورنا وعلي العمل به لأنفع به نفسي وديني وأمتي، أحفظه لأكون مع الله ومن أهل الله وخاصته، أحفظه ليكرمني الله بجزاء الحفاظ ويقول لي اقرأ وارق ورتل، أحفظه ليكرم أهلي يوم العرض عليه، أحفظه لأكون ممن نشأ في طاعة الله وأجواء الإيمان، أحفظه لعلي أكون إماما حافظا أقود أمتي بهدي القرآن
كلمات تسيل بردا وسلاما على فؤادي الملتهب بنيران الحسرة … وهل أنت راض عن حال الأمة؟ حزن في العينين ولحظة صمت، ثم: قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم (الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة) الخير باق في الأمة مهما ظهر الزبد الفارغ وارتفع، فإن للخير كمونا ثم صحوة وعودة قوية بإذن الله
ما أجملها من كلمات إيمانية! وما أروع تلك الثقة تتسلل من قلبه لتضيء الكون حولنا، تملأ الآفاق بإطلالة الأمل وتعمر القلوب بنور اليقين
رأيت عندكم ماأتعسني وأشقاني وملأ قلبي بالهموم والأحزان .. ولكن ها هو الأمل ينبض أمامي بحيوية وإشراق في هذه الزهرة المؤمنة
الآن. الآن فقط أودعكم وقد بردت غلة قلبي وارتوى صدى نفسي، أودعكم الآن والأمل يدعوني إلى الصبر ويحدوني إلى العودة إليكم، أودعكم والاطمئنان يملأ نفسي وتفيض به جوانحي، أودعكم وفيكم بذور الأمل حفظة القرآن وبراعم الإسلام تنمو بهدوء تأخذ وقتها التخرج قوية صلبة قادرة بإذن الله على إحياء خير أمة
الطفل = الأمل
فاحفظوا الأمل .. ولا تدفنوه حيا
التوقيع: محبكم .. رمضان
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[05 - 12 - 2002, 12:03 ص]ـ
رمضان راحل: (: (: (
والعيد داخل:):):)
فمَن نهنئ؟!!!!
ومن نعزي؟؟!!!
تقبل الله منا ومنكم وعيدكم سعيد
ـ[حروف]ــــــــ[13 - 12 - 2002, 01:28 م]ـ
ما هذا الموضوع؟؟؟؟؟
ياله من رائع ...
ربما لأنني انصدمت عندما رأيت
(أنوار) تقول: أودعكم، وبالمنتدى العام أيضاً: D
فبدأت أقرأ بنهمٍ شديد، وأبتلع السطور بلعاً وفي
فمي عبارات توقفت عند بوابة الصمت: rolleyes:
حتى فهمت ماالمقصود .....
أنواااااااع اللعب بالأعصاااااب () ()
عزيزتي أنوار .. أخبريني إن كان هذا
من إنتاجك الأدبي .. حتى أستأذنك بإعطائه
بعض الأخوات النشيطات في المنتديات الأخرى!
فهل ستسمحين لي؟؟؟
تحياتي الحارة لصاحبة الموضوع: p :p
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 12 - 2002, 11:20 م]ـ
أعتذر لعدم الرد
فلم أر الردود إلا اليوم: confused:
لم أبلغ الحد الكافي من اللباقة احترام الذات لأترككم
فما زلت مقيمة بينكم
أرجو أن تحتملوني
عزيزتي حروف .. نعم هو من إنتاجي .. ضمن سلسلة رمضانية كان هذا آخر أجزائها
لو أردت أن تأخذي لي شيئا لتنشريه فافعلي .. فحقوق الطبع عندي غير محفوظة:) لأنني أريد توصيل الكلمة للناس
يكفيك أن تكتبي: منقول، وانتهى الأمر
ولكن .. لا فائدة الآن من نشرها
فقد ذهب رمضان
آسفة لتأخري