تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن!]

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[28 - 10 - 2002, 08:25 ص]ـ

أخي المسلم: يا لفرحة المسلمين بتلك الأيام التي تتكرر عليهم في كل عام .. فيحبونها بأرواحهم وأنفسهم!

أليس من النعمة أن تمر بالإنسان في كل عام أيام يحيا فيها مع نفسه حياة تختلف عن تلك الأيام التي تعودها في بقية أيامه؟!

أخي: أيام تتكرر .. وشهور تتوالى .. وسنين تتعاقب .. وفي كلها تجد هذا الشهر المبارك ينشر عبيره في الأيام .. والشهور .. والسنين .. وإن شئت قل: وفي الإنسان!

أخي: ذاك هو (شهر رمضان!) .. شهر الصبر .. شهر القرآن .. شهر التوبة .. شهر الرحمة .. شهر الغفران .. شهر الإحسان .. شهر الدعاء .. شهر العتق من النيران ..

أخي .. هل أعددت فرحة بقدوم شهر القرآن؟!

أخي المسلم: هاهي الأيام تبعث بالبشرى بقدوم الشهر المبارك .. وتنثر بين يديه أنواع الزهور! لتقول للعباد: أتاكم شهر الرحمة والغفران فماذا أعددتم له؟!

أخي: هنا في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل عام تزف البشرى لأولئك الأطهار من الصحابة (رضي الله عنهم) ..

فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يزفها! بشرى إلهية: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء! وتغلق فيه أبوب الجحيم! وتغل فيه مردة الشياطين! لله فيه ليلة خير من ألف شهر! من حرم خيرها فقد حرم!)) رواه النسائي والبيهقي: صحيح الترغيب: 985

قال الإمام ابن رجب (رحمه الله): (هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟!

كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين؟!)

أخي: تلك هي البشرى التي عمل لها العاملون .. وشمر لها المشمرون .. وفرح بقدومها المؤمنون .. أخي: فأين فرحتك؟! أين ابتسامتك؟! وأنت ترى الأيام تدنو منك رويداً .. رويداً .. لتضع بين يديك فرحة كل مسلم (شهر رمضان!)

أخي: يا له من شهر مبارك .. ومن أجله: (قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن!) ابن رجب

أخي المسلم: يا لبشرى المدركين لشهر الغفران ..

يا لبشرى المدركين لشهر الرحمات ..

يا لبشرى المدركين لشهر القرآن ..

يا لبشرى المدركين لموسم الطاعات ..

يا لبشرى المدركين لأيام كساها رب العباد تعالى مهابةً .. وبهاءً .. وجمالاً ..

أخي: هل علمت أن الصالحين كانوا يدعون الله زماناً طويلاً ليبلغهم أيام (شهر رمضان)؟!

قال معلى بن الفضل (رحمه الله): (كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم!).

وقال يحيى بن أبي كثير (رحمه الله): (كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه من متقبلاً).

أخي: فلندعوا كدعائهم .. ولنفرح كفرحتهم .. عسى الله أن يشملنا بنفحات رمضان .. فيغفر الله لنا ذنوبنا ونخرج من رمضان وقد أعتقنا من النار.

أخي المسلم: أما خطر ببالك يوماً فضل من أدرك رمضان؟! أما تفكرت يوماً في عظم ثواب من قدر الله له إدراك هذا الشهر المبارك؟!

أخي: ولتكتمل فرحتك إن كنت من المدركين أتركك مع هذه القصة ..

عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: كان رجلان من بلي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما وأخر الآخر سنة.

فقال طلحة بن عبيدالله: فرأيت المؤخر منهما ادخل الجنة قبل الشهيد! فتعجبت لذلك! فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أليس قد صام بعده رمضان؟! وصلى ستة آلاف ركعة؟! وكذا وكذا ركعة صلاة سنة؟!)) رواه أحمد/ صحيح الترغيب: 365

أخي: بلغني الله وإياك رمضان سنين عديدة .. وأحيانا به وبالصالحات حياة سعيدة

ـ[القلم الإسلامي]ــــــــ[28 - 10 - 2002, 07:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تعال يا رمضان .. فقد قست القلوب، وجفّت الدموع، وتبّلد الحسّ

تعال يا رمضان. فقد (غرق) الناس في (بحر) الشهوات، بل (تلطّخوا) في (وحل) الشهوات

تعال يا رمضان .. فقد ابتعدنا عن الله .. وانقطعت صلتنا به، تعال حتى نتذكّر الله، فنحن لا نتذكّره إلاّ فيك! 0

تعال يا رمضان .. فقد بات الإيمان يحتضر في القلوب! يلفظ أنفاسه الاخيرة المتقطّعة .. يقاوم حتى مجئيك لتحييَه

تعال يا رمضان .. فقد فقدنا النور، واتّشحنا بالسواد المظلم، وعميت أبصارنا، بل قُلبت! فأصبحت ترى الحقّ باطلاً والباطل حقاً! 0

تعال يا رمضان .. ففيكَ تتنزّل الرحمات، وتُشرق الأنوار، وتُزاح الحجب

فيكَ نشعر - مع الله - بلذة الوصال .. وتقوى الحبال .. بعد أن كانت على وشك التمزّق! 0

فيكَ يتجلّى الباري للعارفين .. فينهلوا من فيض كرمه مرتوين، يسابقونك .. و بكل (الدنيا) و (الدنايا) غير آبهين

وفيكِ .. نسبح في بحار التوبة، ونستشعر نسماتها تلفح أرواحنا المتعطّشة، فتُثار رغبتنا في بقائك أكثر .. 0

وفيك .. تبقى القلوب معلّقة بالرحمن .. متأمّلة عفوَه والرضوان .. ترفع أكفّ الضراعة طالبة الجود و الإحسان

وفيك .. يُفتح باب التوبة للعاصين .. وقد كان يُمطرون أدمعهم خوفاً وندماً، يأساً من النجاة و ألماً

فجئت .. وجاء الرجاء ليخفّف الخوف، وحلّ الأمل محلّ الألم، و قتلت الرحمةُ العذابَ، وزارت التوبةُ القلوبَ الخَرِبة لتعمرها من جديد .. تروي ظمأ القلوب فتصرخ متعطّشة متلهّفة: هل من مزيد!؟

رمضان .. تعال وانتشلنا مما نحن فيه، تعال واقتلع جذور حبّ الدنيا و التهافت على حطامها والنفاق من قلوبنا .. تعال وازرع الإيمان والنور و الأمل فيها .. تعال قبل أن تجمد فلا تلين! وكن صفحة جديدة بيضاءَ في تاريخ كتابنا المتفحّم! 0

جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع ...

نعم .. يجب علينا استقباله بالفرح .. ،

وأن نترك كل شيء جانباً!

تحياتي: صاحبة القلم الإسلامي،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير