[هل نسيتموني؟]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[04 - 02 - 2003, 09:25 م]ـ
أيها المسلمون في أنحاء العالم: تشتاقون طوال حياتكم إلى أداء فريضة العمر وزيارة البيت الحرام، ويجافي الكرى جفونكم المقروحة فتهيم في شوقها المتأجج لرؤية الكعبة المشرفة
أيها الحجاج: حقق الله لكم أمانيكم فشددتم الرحال إلى مبتغاكم، واطمأنت نفوسكم، وتكحلت بمرأى البيت عيونكم، فأنتم تقفون أمامه في رهبة وإكبار، وقلوبكم تحلق في سماء الرحمة تعانق الكعبة، وتذرف دموع المحبة، وتعاهدون ربكم على الإنابة، وتتجردون من أغلال الدنيا وأهواء النفس
أيها المسلمون .. أيها الحجاج .. وأنتم في موقفكم ذاك تنسون العالم كله، وحق لكم، ففي ذلكم الموقف تقشعر الجلود، وتخشع القلوب، وتُطأطأ الرؤوس هيبة ومخافة وإجلالا للحي القيوم، ويكون الحديث للدموع الغزيرة والنفوس المطهرة والمناجيات الصادقة
ولكن .. إن نسيتم أي شيء فلا يحق لكم أن تنسوني، وإن نسيتموني في ذاك الوقت فاذكروني قبله و بعده ... بل وفيه ... فكل شيء ينبغي أن يذكركم بي .. وأنتم تشاهدون قبلتكم لا تنسوا أولى القبلتين، وأنتم تشدون الرحال إلى المسجد الحرام وتصلون فيه فلا تنسوا من منع الصلاة في المسجد الأقصى ومن منع شد الرحال إليه ـ وأنتم منهم ـ أوإلى البيت الحرام، وأنتم تتمتعون بحرية الرحلة والحركة فلا تنسوا مسجدا مأسورا، وأنتم تخطون على أرض إسلامية شريفة فلا تنسوا أراضي هُوّدت ولُوث شرفها، وأنتم تنعمون بلقاء بعضكم بعضا وتتعرفون بإخوان لكم في الله فلا تنسوا شعبا شريدا وأناسا مبعدين من أرضهم ومن جوار مسجدهم، ولا تنسوا دعاء الله أن يتم عليكم نعمته
مأساتي أيها المسلمون تعرفونها، تعرفونها تماما كما تعرفون فضلي ومكانتي، مأساتي ليست مأساة قوم احتلوني ودنسوا أرضي، لكنها مأساة قوم سكتوا عن الحق ورضوا بالذل، وستعظم المأساة إن تحقق للأعداء ما يريدون فنسيتموني، ستعظم إن خرجت من قلوبكم، إن سقطت من حساباتكم، إن طُرِدت من تفكيركم، إن محيت من ذاكرتكم، فهل أنتم فاعلون شيئا من ذلك؟
يا قوم:أراكم في غفلة مقيتة وذلة مهينة، تمر بكم العظات ولا أثر، تصيبكم المحن ولا من يدّكر، هل نسيتم حقيقة أوضاعكم؟ هل نسيتم المآسي التي تلم بكم؟ وهل نسيتموني؟
يا قوم: ينبغي أن أكون جزءا حميما من نفوسكم .. بل من عقيدتكم، فذلك هو الطريق .. نعم .. طريق منجاتي تسلكه النفوس التائبة والأيدي المتوضئة والدعوات الخالصة والهمم الصادقة والقيم العالية، وتسطره على جدران أروقة التاريخ الدماء السائلة
فلا أقل من الذكرى، ولكني أراكم نسيتموني حتى من دعائكم، فهل تكون زيارتكم للبيت العتيق مفتاح العودة إلى الحق وأمامكم بشرى الانسلاخ من الذنوب وعليكم الترفع عن الدنايا؟ هل تكون رؤية المسجد الحرام شرارة لإيقاد ذكرى قرينه على الدوام؟ هل تكون صلاتكم إلى جوار الكعبة زاد قلوبكم للشوق إلى صلاة مماثلة في المسجد الأقصى؟ وهل تكون هذه الرحلة المباركة ذات أثر طيب في ساحات نفوسكم تترجمه إلى الواقع أعمالكم وأقوالكم؟ ذاك هو المطلوب ياأمتي فابدئي العمل
بقلم: أنوار الأمل
: (
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[05 - 02 - 2003, 11:43 ص]ـ
سرَّح الفكر بعيداً
وأبت أنوارنا إلا
إلا أن تعيده إلى القريب البعيد
جرح غائر
لم نتعمد نسيانه
ولم نحسن استذكاره
آه ثم آه ثم آه