تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أجواء ضاغطة (من معالم على طريق الابداع)]

ـ[سنابل الخير]ــــــــ[17 - 01 - 2003, 03:36 م]ـ

http://www.filme-jehad.8m.com/lightening2.gif

قلت لصاحبي يوما:

يا حسرة على العباد ..

كلما انظر للجيل الذي أعيش وسطه ومعه ..

اشفق على نفسي وعليهم

قلوب ضعيفه استلمها الشيطان وعاث فيها فساداً ...

غفلة شديدة عن الله .. غفلة تبلغ مستقر العظم ..

بسبب شلالات هادرة من الأغاني والافلام الهابطة،

والافكارالتافهة، والفضائيات الممسوخة ..

الله المستعان .. إلى الله المشتكى من جيل فقد هويته

كنت أتحدث بحرقة شديدة، أحس أن كلمات تخرج جمرا ..

وكان صاحبي يتابع في أدب جم ..

فلما سكت وأنا أغلي .. قال:

أخي الحبيب ..

قناعاتي الشخصية ان كل هذا (رغم أثره المر)

كل هذا أشبه ما يكون بالرماد الكثير فوق نار تحته ...

والأمثلة على ذلك كثيرة جدا تحت كل سماء ..

ظلمات الباطل المترادفة، تزحزحها شمعة _ على قدرها _

وكلما ترادف ضوء الشموع اندحرت الظلمات اكثر فأكثر ..

فقليل من الحق يهزم كثير الباطل ..

وقليل الخير يغلب كثير الشر بإذن الله ..

قلت في شيء من المرارة:

اخي الا تكون تلك مجرد عاطفة وحماس ..

حماس مؤقت وبعد قليل ترجع ريمة لعادتها القديمة

قال في ثقة عجيبة تنضح في كلماته:

اسمع ما أقول جيداً:

قاعدة كان أحد شيوخنا يقولها لنا ويكررها علينا

من خلال حديث شريف صحيح

بل من خلال حديثين شريفين الحديث الأول:

" إن تقرب إلي عبدي شبرا تقربت منه ذراعا

وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا

وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ..

هاهنا لفتة رائعة يذكرها الشيخ تعليقا على هذا الحديث:

يقول رحمه الله:

معنى ذلك: أن أي زحزحة نحو الله .. فإن الله يقابلها بضعفها

وهذا يفيدنا في أمرين:

الأمر الأول خاص بنا .... والثاني خاص بغيرنا

أما الذي لنا .. فعلينا أن نوطن أنفسنا

أن نخطو نحو الله كل يوم خطوات ..

ليقابلنا الله بضعفها .. أضعافا مضاعفة.

وأما الذي لغيرنا فعلينا أن نهيج كل إنسان نلقاه

على الأقل ليخطو ولو خطوات نحو الله .. ليقابله الله بضعفها ..

علينا أن نحبب كل أحد أن يخطو نحو الله خطوات مهما كانت بسيطة.

والحديث الثاني يكمل هذا المعنى ..

يخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

إن لله في دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها ..

أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..

فمن هبت على (قلبه) نفحة ربانية

فإنها قد تكون سبب صلاح حاله كله

فيستقيم مع الله بعد ضلالة .. وعليه أن يبقى يقظا ..

يقول الشيخ: وهذا أيضا .. لنا ولغيرنا

لنا بأن نحرص غاية الحرص أن نعرض (قلوبنا)

كل يوم لنفحات الله جل جلاله، لعل وعسى ..

ومع غيرنا أن نهيج الآخرين لنجعلهم يعرّضون (قلوبهم)

لهذه النفحات كذلك .. لعل وعسى أيضا ..

وكم سمعنا أن إنسان في لحظة استيقظ وأفاق وقرر أن يستأنف

حياة جديدة مع الله، فإذا هو علم يتوب على يديه آلاف مؤلفة

وقد كان من قبل يخبط في هذه الحياة

خبط الدابة لا تعرف لها وجهة .. ‍

ولكنه في لحظة ربانية تعرض فيها لنفحة رحمانية

هبت على قلبه من خلال درس أو محاضرة أو كلمة هنا أو هنا

فاذا هو ينقلب كليا، ليعيد ترتيب أوراقه ..

ويستأنف حياة جديدة مع الله تعالى

http://www.filme-jehad.8m.com/lightening2.gif

قال الراوي:

وجدت نفسي أقاطع أخي هاهنا لأقول بمرارة:

انا احاول واجاهد نفسي كثيراًً، لكني مرات كثيره افشل

رغم أني مرات قليلة انجح ..

وفوجئت به يرفع صوته بالتكبير:

الله أكبر .. الله أكبر جميل .. رااااااااائع ..

قلت في مرارة أشد:

لكن الفشل هوالغالب للأسف .. وهذا ما يؤلمني ..

ابتسم وهو يقول:

أمر طبيعي جدا .. في بداية الطريق تكون العثرات كثيرة.

والمجاهدة للنفس الأمارة شديدة .. والجهد المبذول كبيرا

وكلما حاولت الاستقامة يهجم عليك الشيطان هجمة معاكسة

ليبعدك عن الطريق، وحين يتكرر منك ذلك ..

يدخل الشيطان إليك بفكرة أنك لا تصلح، وأنك غير مقبول ..

وأنك مهما حاولت الاستقامة سوف تسقط .. وأنك .. وأنك ..

يريد الخبيث أن يوصلك إلى مرحلة اليأس من الله سبحانه ..

لتنفض يديك من المحاولة من جديد ..

قال الرواي:

سبحان الله .. سبحان الله .. فعلا هذا ما يحدث معي ..

قال صاحبي منزعجا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير