تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانيا: لا بد أن تكون العبادة خالصة لله ـ تعالى ـ من شوائب الشرك، كما قال ـ تعالى ـ: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} .. (الكهف)، الأية: ' 110 ' فإن خالط العبادة شيء من الشرك أبطلها، كما قال ـ تعالى ـ: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .. (الأنعام)، الأية: ' 88 '. وقال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ. بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} .. (الزمر)، الآيتان:'65ـ 66'

ثالثا: لابد أن تكون القدوة في العبادة والمبين لها رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كما قال ـ تعالى ـ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} .. (الأحزاب)، الأية: ' 21 '. وقال ـ تعالى ـ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} .. (الحشر)، الأية: ' 7 '. وقال النبي، " صلى الله عليه وسلم " ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) الحديث رواه مسلم. .. وفي رواية ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه ..

وقوله، " صلى الله عليه وسلم " ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) متفق عليه .. وقوله، " صلى الله عليه وسلم " ((خذوا عني مناسككم)). رواه مسلم .. إلى غير ذلك من النصوص.

رابعا: أن العبادة محددة بمواقيت ومقادير، لا يجوز تعديها وتجاوزها، كالصلاة مثلا؛ قال ـ تعالى ـ: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} .. (النساء)، الأية: ' 103 '. وكالحج قال ـ تعالى ـ: {الحج أشهر معلومت} .. (البقرة)، الأية: ' 197 '. وكالصيام، قال ـ تعالى ـ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .. (البقرة)، الأية:'185'.

خامسا: لابد أن تكون العبادة قائمة على محبة الله

تعالى ـ والذل له، وخوفه ورجائه، قال ـ تعالى ـ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} ..

الاسراء)، الأية: ' 57 '. وقال ـ تعالى ـ عن أنبيائه: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} .. (الأنبياء): ' 90 '. قال ـ تعالى ـ: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} .. (ال عمران)، الآيتان: ' 31 ـ 32 '. فذكر ـ سبحانه ـ علامات محبة الله وثمراتها

أما علاماتها:: فاتباع الرسول " صلى الله عليه وسلم "، وطاعة الله، وطاعة الرسول

أما ثمراتها:: فنيل محبة الله ـ سبحانه ـ ومغفرة الذنوب والرحمة منه سبحانه

سادسا: أن العبادة لا تسقط عن المكلف من بلوغه عاقلا إلى وفاته، قال تعالى ـ: {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} .. (ال عمران)، الأية: ' 102 '. وقال ـ تعالى ـ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} .. (الحجر)، الأية: ' 99 '.

حقيقة التصوف

لفظ التصوف والصوفية لم يكن معروفا في صدر الاسلام وإنما هو محدث بعد ذلك أو دخيل على الاسلام من أمم أخرى. قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: (* (أما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ، كالامام أحمد بن حنبل، وأبي سليمان الداراني وغيرهما، وقد روي عن سفيان الثوري أنه تكلم به، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري، وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي، فإنه من أسماء النسب كالقرشي والمدني وأمثال ذلك، فقيل: إنه نسبة إلى أهل الصفة،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير