[واقع الدراسات العليا]
ـ[عامر مرشحة]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحة الله وبركاته:
يا رعاة اللغة:
هل أنتم راضون عن واقع الدراسات الأكاديمية في مجال اللغة العربية والحقول اللغوية تحديداً؟
أرجو أن نناقش هذه القضية من خلال واقع الدراسات العليا في أقسام اللغة العربية من المحيط إلى الخليج, على صفحات هذا المنتدى.
ـ[عبد الرحمان بودرع]ــــــــ[22 - 01 - 2006, 11:11 م]ـ
لسنا - رعاك الله - راضين عن واقع الدراسات الأكاديمية العليا في مجال العربية، فهذه الدراسات في تراجع كبير، و خاصة أن كثيرا من مجالات الحياة تنافس الدراسات اللغوية عموما و المعرفة الرصينة على وجه الخصوص، و هذه المجالات المنافِسة التي تهيمن على اهتمامات الناس في الواقع الراهن تعرف تطورا و تناميا في كل يوم، و منها مجال المعلوميات التي يستحوذ على الاهتمام و يستأثر بقدرات التركيزو الإدراك لدى الشباب، و قد أثر هذا الوضع المزري في حال اللغة العربية اليوم استعمالا و تعلما و تعليما.
و لكن هذه الحال لا تمنع من التأهب لإعادة الأمور إلى نصابها، و لعل مواقع الإنترنيت الجادة الرصينة مثل "شبكة الفصيح" أهل لحمل هذه الأمانة، و منبر لتشخيص داء العجز اللغوي (استعمالا وتعلما وتعليما) و اقتراح الدواء
و من مظاهر الدواء:
1 - إثارة الأسئلة و الاستفسارات عن الأمور المشكلة و عرضها على الباحثين ليجيبوا و يدلّوا على الصواب و يُعلِّموا و يقدّموا تجربتهم العلمية الأكاديمية، سواء كانت أمورا نظرية أو إشكالات تتعلق بقواعد النحو و الصرف و البلاغة و العروض ...
2 - كتبة مقالات مفصلة في إشكاليات اللغة العربية في الوقت الراهن، و عرضها على صفحات موقع الفصيح و ما شابهه من المواقع الجادّة
3 - اقتراح الباحثين و الأساتذة للمواضيع الأكاديمية التي تستحق من الطلاب البحثَ و التنقيب، و عرضها مع مصادرها و مراجعها
4 - إرشاد الطلاب و الباحثين إلى منهجية البحث اللغوي، و ربط اللغة بالعصر و قضاياه
و هذا كله مجرد اقتراح يقبل الأخذ و الرّدّ
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[معالي]ــــــــ[23 - 01 - 2006, 12:46 ص]ـ
شكر الله لك أستاذ عامر إثارة هذه القضية ..
موضوعٌ مهم فعلا
جزيت خيرا
د. عبدالرحمن
حياك الله بيننا في الفصيح تفيض علينا مما وهبك الله لنفيد نحن التلاميذ الصغار ..
كلامٌ رائع هذا الذي سقتَه هنا!
وضعتَ يدك على الداء، وشخصتَه، ثم عرضت للدواء
فجزاك الله خير الجزاء
هنيئًا للفصيح قامة علمية سامقة انضمت إلى ركب أعضائه
وهنيئًا لنا نحن وجودك بيننا
بانتظار دررك
ـ[عبد الرحمان بودرع]ــــــــ[24 - 01 - 2006, 07:34 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ معالي أشكرك على الترحيب و أرجو أن نتعاون على النهوض بالعربية ممارسة و تعلما و تعليما.
و لي اقتراح عملي أضعه بين يدي القراء الكرام و الطلاب و التلاميذ و هو قابل للأخذ و الرّدّ: و هو منهج عملي في طلب علوم الآلة
تُؤخَذُ علوم الآلَة على شيخٍ أو أستاذٍ للمادّة متميّز، يتطوّع لوجه لله و حُبّاً للعربية
علوم اللغة، و تكون المصادر المعتمَدَةُ للتدريس أو الدّراسة متدرِّجةً من البسيط إلى المركَّب:
1 - نبدأ في المرحلة الأولى بالأجرومية فنحفظها، ولا بأس من الاستئناس بشرح " التُّحفة السَّنِية على الأجرومية" للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
ثمَّ ننتقل إلى كتاب " قطر الندى " لابن هشام.
ثمَّ: " شذور الذهب " لابن هشام.
2 - وفي المرحلة الثانية: نبدأ بحفظ الألفية و ندرس شروحها كشرح ابن عقيل، ثمَ شرح الأشموني، ثمَّ حاشية الصبان
3 - وفي المرحلة الثالثة: ننتقل إلى كتاب " مغني اللبيب " لابن هشام، و " المفصل " لابن يعيش، ثم " الكتاب " لسيبويه في آخر المطاف.
أما في علم الصرف فنبدأ بـ " شذا العرف في علم الصرف "، ثمَّ " لامية الأفعال ".
و تتخلَّلُ هذِه الدِّراساتِ قِراءاتٌ للنّصوصِ الفصيحة من أجل الإعرابِ: نصوص القرآن الكريم، نصوص من الأحاديث الصحيحة، نصوص من الشعر الجاهلي و الإسلامي و الأموي.
و هذا البرنامج يتطلب صبرا و اصطبارا على وعثاء الحفظ و مشقة التعلم و لكن خاتمتها مبشرة بكل خير، فالأهداف العليا محفوفة بالمكاره و لا شكّ
و إذا تيسر لبعض الأساتذة و المدرسين الذين يقطنون ببلد واحد و مدينة واحدة أن يتعاونوا في انتقاء نخبة من الطلاب ذوي الهمة العالية للتعلّم، فهذا من باب خدمة هذه اللسان الكريم، و لعلها تكون بذرةَ خير تُعطي ثمارا طيبة و تشجع أفواجا و أفواجا على اقتفاء الطريق و سلوك الدّرب
و الله تعالى الموفِّق للصّواب.
ـ[أنا البحر]ــــــــ[30 - 01 - 2006, 11:09 م]ـ
بارك الله فيك أخي عامر هذا الطرح المهم ...
وشكر الله لأستاذنا د."عبد الرحمان" بودرع , الذي طرح هذه الإضاءات النافعة ...
أما واقع الدراسات اللغوية فهذا سؤال عريض لا أظن من هم في مقامي القدرة على الإجابة عليه – فما زلت في بداية مشواري العلمي-
لكن من خلال تجربتي المتواضعة جدا جدا أستطيع القول:
بأن مجال الدراسات اللغوية يحتاج لذاك الباحث المنصف الذي لا يتنكر للتراث اللغوي ويعاديه وكأن بينه وبين علوم اللغة العربية _ وبالأخص النحو _ ثأر قديم ...
فهذا الباحث ينظر إلى التراث بعين الإنصاف كما أنه لا يهمل ما وصلت إليه النظريات اللغوية الحديثة بل يوظفها في خدمة العربية ...
فنحن بحاجة إلى الدراسات التي تجمع بين التراث اللغوي القديم وما توصل إليه علم اللغة الحديث ...
وبصراحة أصبحنا في غالب أمرنا بين جانبي نقيض منا من يتعصب للتراث اللغوي ولا يقبل المناقشة في أي أمر كان ...
ومن أناس على الجانب الآخر تنكروا لتراثهم ولا يرون فيه – وبالذات النحو- أدنى فائدة ...
فمن لي بذاك المنصف!!!
¥