تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ألم تتم مقابلة تاريخية بين السفيرة الأمريكية (ايريل غلاسبي) وبين الرئيس صدام حسين وتحديداً في 25 تموز من العام 1990؟ وفي تلك المقابلة تحدث صدام بوضوح وصراحة من أن العراق يواجه آنذاك حربا اقتصادية، وأن الكويت والإمارات هما أدوات هذه الحرب، حسب زعمه، فالدولتان تجاوزتا حصص الإنتاج، وأغرقتا الأسواق العالمية بالنفط بحيث سبب ذلك انهياراً في أسعاره، وبالتالي خسر العراق ما يزيد على (7 بليون دولار سنوياً) وفي الوقت الذي كان محتاجاً لإعادة أعمار ما خربته الحرب، والنهوض بمشاريع التنمية، التي توقفت خلال الحرب، وأخيراً الديون التي تراكمت على العراق قد أوجبت عليه أن يدفع فوائد لتلك الديون بما يتجاوز 7 مليارات دولار سنوياً، وإن العراق لا يمكن أن يرضى بهذا الوضع، ثم زعمه بأن الكويت والإمارات يهدفون إلى إذلال شعب العراق ... الخ تلك المقابلة التي نشرتها وسائل الإعلام الصحافية الأمريكية والعراقية أيضا والتي ما زالت موثقة في مكتبة البيت الأبيض.

• ولكن ما هو الشاهد يا مراسل قناة CNN من تركيزي على هذه المقابلة التي استمع إليها لجنة الكونجرس كاملة من غلاسبي بعد الغزو بمجلس الشيوخ؟ لأن الرئيس العراقي بهذه المقابلة قد تحدث بصراحة مع أمريكا عن مسألة الحدود بين الكويت والعراق وزعمه بأن الكويت قد استغلت انشغال العراق في حربه مع إيران، وزحفت نحو حدود العراق، وقامت باستغلال حقل الرميلة الجنوبي، وسرقت كما يزعم من النفط ما قيمته (2400 مليون دولار) ثم قوله وبصريح العبارة للسفيرة الأمريكية (إن حقوقنا سوف نأخذها حتماً وبكل الطرق المتاحة (!!) سواء غداً أو بعد شهر أو بعد عدة أشهر فنحن لن نتنازل عن أي من حقوقنا) ..

ثم ماذا كان رد السفيرة الأمريكية؟ كان ردها هو الضوء الأخضر!! لقد قالت: أن الولايات المتحدة حريصة على إقامة صداقة موثقة مع العراق وتطوير العلاقات معه في مختلف المجالات ثم قالت وأما عن خلافات العراق الحدودية مع الكويت وتلك الحرب الاقتصادية التي تشعرون بها مقامة ضدكم .. فإن التوجيهات الموجهة إلينا، هي إننا لا ينبغي أن نبدي رأياً حول هذه القضية (!!) فلا علاقة للولايات المتحدة بها (!!)، ونحن نتمنى حل المشاكل بينكم بأي طريقة مناسبة، فنحن لا ننوي التدخل في هذه المشاكل (!!)

ثم ماذا حدث بعد هذا الضوء الأخضر والارتكوازي من أمريكا لصدام حسين في أن يفعل ما يريد؟ لقد ابتلع صدام الكويت وشرد أهلها .. وأمريكا تعلم بأن هذا المسخ يتعامل حتى مع شعبه بالكيماوي بل هي التي كانت تمده بتقنية الأسلحة ..

• والآن يا مراسل قناة CNN هل ما زلت مصراً على قولك أن لأمريكا دور رئيسي في تحرير أرضنا من بطش صدام؟! إن كنت لا زلت مصراً فإني مصر على أن أمريكا هي التي جعلت من الكويت ضحية لتحقق من خلالها أطماعها في السيطرة العسكرية على كامل منطقة الخليج وإرساء قواعدها فيها، وهي التي هيَّأت لهذه الكارثة بل ورتبتها بهدوء ونفس طويل حتى نضجت وجاءت بثمارها الحنظلية على الكويت وشعبها الذي ما زال بعضه وللأسف مخدراً بحب أمريكا! فأي جميل مزعوم يا أيها الأمريكي تريدني أن أحبك من أجله وأعشق له بلادكم!؟

ثم تعال يا أيها الأمريكي وأخبرني .. إذا كان صدام يعتبر آنذاك خطرا على المنطقة ويهدد أصدقائكم فلماذا تركتموه في حرب تحرير الكويت عندما كانت الفرصة سانحة أمامكم لخلعه هو ونظامه البعثي!؟ لماذا آثرتم الإبقاء عليه 12 سنة كاملة؟ هل لكي تمتصوا دمائنا وثرواتنا أكثر عن طريق البعبع صدام الذي يهددنا؟ لماذا أبقيتموه كل هذا المدة؟ هل لكي تتم عملية احتلابنا كما ينبغي!؟ هل هذا هو الجميل الأمريكي الذي تذكرني به يا أيها المعاهد الأمريكي!!؟ أو ربما الذمي!؟ ثم تعال وأخبرني لماذا عندما صار صدام بعد التحرير في أشد حالات ضعفه كانت أمريكا تقويه وتمده لسحق الثورات التي قامت ضده!؟ عجباً! الآن وبعد أن تدهور الاقتصاد الأمريكي وصار ضعف اقتصادكم يهدد أمنكم القومي .. فلا سبيل إلا بالسيطرة على سوق النفط والتحكم بأسعاره .. وفجأة .. صار صدام مجرماً خطيراً ويستخدم الكيماوي ضد شعبه ولديه أسلحة دمار شامل!؟

• ألم تضع صحيفة التايمز التقرير المفصل من سجلات وزارة الدفاع الأمريكية عن الرئيس رونالد ريجان وجورج بوش الأب وكيف أن أدارتهما آنذاك قد سمحت لشركات أمريكية ببيع صدام حسين أجزاء ومعدات كاملة لأسلحة كيماوية وبيولوجية فضلا عن تزويده بأسلحة ومعلومات استخباراتية عن خصومه!؟ ألم يشر التقرير الخطير إلى إمداد أمريكا لصدام بالأسلحة المحرمة حتى بعد استخدامه الغازات السامة ضد الأكراد في مارس/ آذار عام 1988!!؟ عجباًً .. ! يا مراسل CNN وأرجوك قل لي هل ما زلت جاداً بالتحدث عن الكرم والجميل الأمريكي المزعوم!؟!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير