[الواو التي حقها أن تكتب بماء العينين!]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 05 - 07, 04:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه فائدة طريفة:
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 6/ 183
من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه {خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} (102) سورة التوبة.
والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة،
وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم،
ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق.
ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
واختلف أهل العلم في سبب تقديم الظالم في الوعد بالجنة على المقتصد والسابق، فقال بعضهم: قدم الظالم لئلا يقنط، وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط.
وقال بعضهم: قدم الظالم لنفسه؛ لأن أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم لأن الذين لم تقع منهم معصية أقل من غيرهم. كما قال تعالى: {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} [ص: 24].
وذكره معناه في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/ 64 و 4/ 1635 ط: الأولى.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 05 - 07, 05:22 م]ـ
اللهم أجعلنا وإياك شيخنا عبد الرحمن من السابقين بالخيرات
اللهم آمين
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[11 - 05 - 07, 09:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك خيرا كثيرا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 05 - 07, 04:02 ص]ـ
انعم به نعم الرب الذى جعل امثالى ممن ظلموا انفسهم لايقنطون من رحمته فنعم الرب ربنا
ـ[أ. د.ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 07:14 م]ـ
اللهم اجعلنا من السابقين بالخيرات برحمتك با أرحم الراحمين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 05 - 07, 12:55 ص]ـ
آمين
شكر الله لكم وبارك فيكم ونفع بكم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - 05 - 07, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. نقلت هذه الفائدة إلى كثير من المنتديات .. فهي بشرى والله.
ـ[أبوبراء]ــــــــ[19 - 05 - 07, 07:33 ص]ـ
فائدة عظيمة ... جزاك الله خيراً على نقلها
لكن ما المقصود بماء العين ... ولماذا اختار الشيخ ماء العين ... وهل له معنى بلاغي ... ولماذا لم يقل ماء الذهب ... أو الفضة
الذي أعرفه أن ماء العين ليس له ثمن ولا قيمة
أتمنى ممن عنده علم أن يفيدنا حول هذا الأمر جزاه الله خيراً
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 09:45 ص]ـ
لا يا أبا البراء - بارك الله فيك -
ماء العين هو ماء بكائها من خشية الله .. وفرحا بهذه الرحمة التي شملت عباده، وهذا الفضل الذي أنعم به على عباده.
وماء العين الذي يخرج بصدق، هو أغلى من الذهب والفضة إذا عُرف وزنه يوم القيامة.
ـ[أبوبراء]ــــــــ[19 - 05 - 07, 10:37 ص]ـ
لا يا أبا البراء - بارك الله فيك -
ماء العين هو ماء بكائها من خشية الله .. وفرحا بهذه الرحمة التي شملت عباده، وهذا الفضل الذي أنعم به على عباده.
وماء العين الذي يخرج بصدق، هو أغلى من الذهب والفضة إذا عُرف وزنه يوم القيامة.
أحسن الله إليك أخي الكريم ... وضاعف لك الأجر والمثوبة
¥