(أمسيت على قاضي القضاة محمد % وفاضت عيوني والعيون جمود)
(وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا % بإيضاحه يوما وأنت فقيد)
(وأقلقني موت الكسائي بعده % وكادت بي الأرض الفضاء تميد)
(وأذهلني عن كل عيش ولذة % وأرق عيني والعيون هجود)
(هما عالمان أوديا وتصرما % فما لهما في العالمين نديد)
(فحزني متى يخطر على القلب خطر % بذكرهما حتى الممات جديد)
أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن فريد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي في كتابه من بغداد أخبرنا أبو الكارم المبارك ابن الحسن أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو علي الحسن بن إبراهيم حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي حدثنا أبو بكر أحمد بن حسن بن بشار حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال خرج الرشيد بالكسائي وبمحمد بن الحسن حين خرج إلى طوس فماتا في سنة تسع وثمانين ومائة فقال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي
يرثيهما وذكر الأبيات المتقدمة
أبو الحارث
هو الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي ثقة معروف حاذق ضابط للقراءة محقق لها قال أبو عمرو الداني كان من جلة أصحاب الكسائي
عرض على الكسائي وهو من جلة أصحابه وروى الحروف عن حمزة بن القسم الأصول وعن اليزيدي
روى القراءة عنه عرضا وسماعا سلمة بن عاصم صاحب الفراء ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير والفضل بن شاذان ويعقوب بن أحمد التركماني وقد غلط الشذائي في نسبه فقال الليث بن خالد المروزي وكذا الأهوازي فقال المروزي الحاجب وزاك رجل آخر قديم محدث من أصحاب مالك يكن أبا بكر توفي سنة مائتين أو نحوها ويقال له البلخي أيضا وهذا مات سنة أربعين ومائتين
وقد تقدم الكلام على أبي عمر الدوري في باب ترجمة أبي عمرو ابن العلاء البصري لأنه روى عنه وعن الكسائي فاكتفينا بذكره هناك عن ذكره هنا ابن هرمز الأعرج وسمع في الحديث عن عمر بن الخطاب ومروان بن الحكم وقال أبو عبد الرحمن النسائي يزيد بن القعقاع ثقة
وقال الإمام مالك بن أنس كان أبو جعفر القارىء رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي على عبادة الله تعالى وروى عنه أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته قبله وبعده
وقال سليمان بن مسلم شهد أبا جعفر وقد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم فقال شيبة وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم حجبا قالوا بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن وقال الإمام نافع لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن ورآه سليمان العمري في المنام على الكعبة فقال له أقرىء إخواني السلام وأخبرهم أن الله عز وجل جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين ورآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له بشر أصحابي وكل من قرأ بقرأتي أن الله قد غفر لهم وأجاب فيهم دعوتي ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا وقد روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وعيسى بن وردان وسليمان بن محمد ابن مسلم بن جماز وعبد الرحمن زيد بن أسلم وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم وقال الذهبي فأما قراءة أبي جعفر فدارت على أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون عن عيسى بن وردان عن أبي جعفر وقرأها الزبير بن محمد العمري عن قراءته على قالون بإسناده وأقرأها سليمان بن داود الهاشمي عن سليمان بن يسلم عن ابن حجاز عن أبي جعفر قال ابن الجزري وقد أسند الأستاذ أبو عبد الله القصاع قراءة أبي جعفر من رواية نافع عنه في كتابه المغنى وروينا قراءته عنه في كتاب الكامل لأبي القاسم الهذلي وكذلك أقرأ بها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران وقرأ بها على إسماعيل بن جعفر وصحت عندنا من طريقه والعجب ممن يطعن في هذه القراءة أو يجعلها في الشواذ وهي لم يكن بينها وبين غيرها من السبع فرق كما بيناه في كتابنا المنجد وقال سبط الخياط وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما
¥