يكاد يجمع كل من ترجم لأبي القاسم الطبراني أنَّ له تفسيراً كبيراً، وأشرأبت نفوس كثير من الباحثين والمتخصصين بكل شغف إلى خروج هذا التفسير.
وإذ بناشر يرفع عقيرته زاعماً أنه حقق الأمنية، وسهل الصعب، وقرب البعيد، فأخرج لنا تفسيراً في ست مجلدات طرز على طرته: (التفسير الكبير) هكذا سماه، وفي تسميته بهذا الاسم شك عندي ليس هذا محلّه.
فَسُوِّق الكتاب واخذ مهيعاً طويلاً عريضاً ما بين مثبت ونافٍ، وكتبت المقالات والردود، والقارئ الكريم _ غير المتخصص _ حائراً مما يرى.
وطالت القضية، وبلغت التجهيل، وعدم الديانة، والأمانة العلمية، وما وراء ذلك. والله المستعان.
لكن الذي أود أن أنصح القارئ به، وهو خير ما بحث في المسألة العالقة وحسم نزاعاً كبيراً، هو ما سطره باحث جادُّ في بحث نشرة في مجلة «بصائر» في عددها الثاني لعام (1430هـ)، ولا أملك إلا الدعاء له بالتوفيق، والسداد، والحث على إتمام الصورة بجلاء أكثر ليكون بحول الله حجة قاطعة.
فدونك الرابط، وانتفع منه، واعرف الفضل لأهله.
http://www.tafsir.org/vb/showthread....2384#post82384 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=82384#post82384)
والحمد لله على توفيقه.
3_ عناية الأب بتعليم ولده:
قال الداودي رحمه الله عنه: «وحرص عليه أبوه في صباه» (1/ 205)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
هذا مسلك طيب مبارك، وحرص ديني كبير، فإن الأباء والأمهات، حفظوا لنا بحسن تنشأتهم لأولادهم أفذاذاً من كبار علماء الدنيا، كالإمام أحمد، والإمام سفيان، وهنا الإمام الطبراني، وغيرهم كثير، فرحم الله الجميع.
إن حسن الرعاية للولد في منشأه وصباه له اكبر الأثر في صياغة شخصيته وصبغها بالفطرة المحمدية والاقتفا على الآثار العلية، فينشأ الابن معتنياً بالوحي وما يخدم مسائل الوحي من علوم الألة والوسائل الواصلة للمقاصد.
ولله در ابن الجوزي رحمه الله حين قيَّد رسالة وجيزة في نصيحته لولده يحثه على العلم والعناية به، فهي على وجازتها من احب النصائح إلى القلب؛ لما احتوت على درر قيمة، ومسائل قلَّ من يتفطن لها، فأهداها لنا الحافظ رحمه الله، فلعلنا ننتفع بها في حياتنا.
وعليه فالسؤال: لماذا يقل اهتمام كثير من الدعاة وطلبة العلم اهتمامهم بذويهم بدأ من زوجاتهم وأولادهم وأهلهم. لا شك أن التقصير كبير، والواقع يصدق هذا ويثبته، ورحم الله الإمام سفيان حين قال: ينبغي للرجل أن يُكره ولده على العلم؛ لأنه مسؤول عنه.
نسأل الله تعالى أن يصلح حالنا ومآلنا إنه خير مسؤول.
4_ لذة العلم تفوق كل لذة (هذا يومك يا أبا القاسم):
قال الداودي رحمه الله عنه: «
قال ابن فارس صاحب اللغة: سمعتُ الأستاذ ابن العميد يقول:
ما كنت أظنُّ في الدنيا كحلاوة الوزارة والرياسة التي أنا فيها، حتى شاهدتُ مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجُعابي بحضرتي، وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلبه بفطنته، حتى ارتفعت أصواتهما، إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي.
فقال: هات.
قال: أنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدَّث بحديث.
فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة؛ فاسمعه مني عالياً؛ فخجل الجعابي.
فوددتُ أنَّ الوزارة لم تكن، وكنتُ أنا الطبراني وفرحت كفرحه» (1/ 206)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: أهمية الحفظ والفطنة للعالم، وهذا يأخذ من غلبة كل عالم لأخيه، فلو اجتمعتا في عالم أو طالب علم وصحبه توفيق الله تعالى، فقلَّ أن يغلب.
الثانية: لذة العلم تفوق والله كل لذة، ومن أحسن ما قرأت في لذته، قول الجاحظ في «الحيوان» (1/ 55)
في فصل (السماع والكتابة): «فالإنسان لا يعلمُ حتى يكثُرَ سماعُه، ولا بُدَّ من أن تكون كتبُه أكثرَ من سَمَاعِه، ولا يعلمُ ولا يجمع العلم ولا يُخْتَلَف إليه حتى يكون الإنفاقُ عليه من ماله ألذَّ عندَه من الإنفاق من مال عدوِّه، ومَن لم تكن نفقتُه التي تخرج في الكتب ألذَّ عنده مِن إنفاق عُشَّاق القيان والمستهتَرين بالبنيان لم يبلغ في العلم مبلغاً رضِيّاً، وليس يَنتفِع بإنفاقِه حتَّى يؤثِر اتِّخاذَ الكتبِ إيثارَ الأعرابي فرسَه باللبن على عياله، وحتَّى يؤَمِّل في العلم ما يؤَمِّل الأعرابي في فرسه) أ. هـ
و قول أبي حنيفة رحمه الله: إذا أخذته هزة المسائل يقول: أين الملوك من لذة ما نحن فيه؟ لو فطنوا لقاتلونا عليه.
وللقنوجي في أبجد العلوم كلام عن لذة العلم لا يحضرني الان، فليرجع إليه من أراد الزيادة.
هذا ما سنح في البال الان، وأرى يوسف يمشى رويداً نحو والده، فلا يسعني إلا الختام، والنوم معه في وئام، والسلام.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم جهاد:
من تقصد ـ حفظك الله ـ بـ[قال مُقَيِّدُه غفر الله له] .. ؟
¥