الأول: أن الأفضلية ههنا نسبية إجمالية، وليست لكل الأعمال التي قام بها المحقق، فرب كتاب لم ينل حظه اللائق به من محقق قدير لظروف أحاطت بذلك …
ثانيا: كم من محقق قدير، يمتلك آلة التحقيق، لكنه لم يشتغل به كثيرا، فهو غير مشهور ولا معدود من جملة المحققين، لكنه إذا عمل على كتاب فهو في غاية التحرير والجودة …
فهذا هو الحري أن يوصف بالمحقق، وليست العبرة بالكثرة، وإن كان المراس في هذا الباب له أهميته البارزة في صقل المحقق0
أما أسئلة الحراني
فالأول تقدم ذكره في الترجمة 0
والثاني: نوصي المشتغل بالتحقيق بأمور:
1 - بالاجتهاد في طلب العلم، لأن هذا سينعكس إيجابيا على أعماله وتحقيقاته0
2 - الأمانة العلمية، فهو خلق قل من يلتزم به0
3 - الأناة وعدم العجلة، وألا يبخل بالوقت لأجل استقامة النص0
4 - إحتساب عمله عند الله، وأن ما يقوم به هو من خدمة العلم ونشره، وحمايته وحراسته0
5 - الإكثار من القراءة في كتب الن، ليسير على هدى فيما يواجه من مشكلات0
6 - تقييد ما يمر به من تجارب وفوائد ونكات، لتكون لبنة يمكن أن تضاف أو ضابطا يمكن أن يستدرك في هذا الفن 0
وبالله التوفيق0
أما السائل عن (كلية الحديث) بالجامعة الإسلامية، فأقول – باختصار -:
إن كلية الحديث إحدى أقوى الكليات الشرعية في الجامعات السعودية بمناهجها ومدرسيها، بل هي أول كلية متخصصة في الحديث وعلومه0
والله الموفق
أما عن أسئلة (رجل من أقصى المدينة)
الأول: سؤاله عن ترجمة الشيخ محمد عزير شمس، فاقول: لقد طلبت من الشيخ ذلك، فلعله أن يلبيه في أقرب وقت – إن شاء الله -0
وهو – عندي – من القلائل الذين رأيتهم سعة اطلاع، وقوة ومعرفة، وتعدد معارف، وبصيرة بالمخطوطات والمطبوعات …
يعلو ذلك تواضع جم وتفان في خدمة العلم 0
الثاني:
سؤاله عن إقامة دورات في التحقيق، فأقول: من المفترض في من يقوم بالتحقيق أن يكون ذو دراية وخبرة بما يقوم به؛ لأنه أمانة ودين، وعليه فلا بد أن يأخذ بالسباب الكفيلة بجعله عارفا بالتحقيق وطرائقه ومناهجه0
وهذا الأمر الذي أشؤت إليه، تقوم الجامعات بجزء منه، وهو يحتاج إلى مراكز متخصصة في هذا الشأن، أما الأعمال الفردية فلا تنضبط غالبا …
والسؤال الثالث: عن أوسع كتاب في تراجم المتأخرين من الحيثية التي ذكرت، فلا أعلم كتابا هذه صفته!!
ثم من تقصد بالمتأخرين؟
والسؤال الرابع: عن كتاب (الاستدراكات على سزكين)، فأقول: إنه جهد طيب، فيه كثير من الفوائد، وقد ذكر الشيخ بكر في مقدمته (بعض) ما يؤخذ عليه0
إلا أنني لم أسبر الكتاب حتى أصدر فيه حكما0
السؤال الخامس: عن سبل الحصول على المخطوطات التركية فأقول:
1 - بعض المخطوطات التركية، قد حصل تصويرها في كثير من المراكز العلمية بالرياض والمدينة ومكة وغيرها، فيتأكد الباحث من ذلك قبل تجشم عناء البحث0
2 - مكن الحصول على المخطوطات عن طريق (مجلة الحكمة) كما أعلنوا مرات عدة في المجلة، وكما جرب كثيرون ومنهم أنا شخصيا، إلا أنه قد يصعب عليهم التصوير في بعض المكتبات البعيدة0
3 - وكذلك يمكن الحصول عليها من طريق مركز الملك فيصل للبحوث، فلهم جهود جيدة في هذا 0
اسئلة أبي المعالي:
1 - نعم يستحسن ذكر ذلك، خاصة إذا كان التصحيح مهما، أو يخالف نسخا أخرى، أو كان للنسخة قيمة علمية 0
2 - في هذه الحالة يثبت المحقق الصواب دون إشارة إلى شيء، إلا إذا كانت النسخة بخط المؤلف، فحسن أن ينبه على ما وقع فيها، مع التأني في جميع ذلك، وعدم المسارعة إلى مخالفة النسخ إن كان لما فيها وجه مقبول0
- أما تحقيق (العقود الدرية) الذي صدر حديثا؛ فلم يقدم فيه جديدا ونسخه التي أعتمد عليها متأخرة جدا ولا مزية لها، ونسخة الكتاب التي ينبغي أن تعتمد لم تعتمد 0 وقد شرعت في تحقيقه يسر الله إتمامه 0
- أما (تاريخ بغداد) فلا شك أن تحقيق بشار عواد أفضل من تحقيق عبدالسلام تدمري، فقد وقع في الثاني أخطاء ليست بالقلية، وسقط جملة من التراجم، تبينت عند مقارنتها بالمخطوط 0
أما سؤال الأخ (جدس البأس)
فهو عن كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيمية
1 - الكتاب يعمل عليه أكثر من شخص، وقد انتهى صبحى حلاق من تحقيقه، واطلعت علىه مصفوفا قبل أن يطبع، وقد اعتمد فيه على نسخة واحدة، ولم أنصح الدار الناشرة بطبعه، وأظنه يكون في (ثلاثة مجلدات) 0
2 - لعل أفضل طبعة، تلك التي أخرجها محمد حامد الفقي 0
3 - للكتاب نسخ كثيرة أكثر من (30) نسخة انظر فهرس آل البيت / قسم الحديث0
4 - لا أرى تغيير معالم الكتاب بتقسيم جديد، إلا إن كان عملا فرديا، أو يسمى (ترتيب المنتقى …أو تهذيب … أو ما أشبه ذلك 0
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد 0
تمت
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 12:19 ص]ـ
يستحقُّ الرَّفع!
ولا يتناطحُ في ذلك كبشان!
¥