وقال تعالى: [قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون].
فقوله هذا ما وعد الرحمن عده بعض المفسرين من قول الملائكة لا من قول المنافقين.
قاعدة:
العرب إذا افتخرت قد تخرج الخبر مخرج الجماعة وإن كان من فعل واحد منهم.
تطبيق:
قال تعالى: [وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه] فمن المعلوم أن اليهود والنصارى لم يزعموا أن كل يهودي أو نصراني هو ابن الله بل زعمت النصارى أن المسيح هو ابن الله، وزعمت اليهود أن العزير ابن الله. [تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً]. وإنما قالوا ذلك تكثراً وتفاخراً قال ابن جرير: والعرب قد تخرج الخبر إذا افتخرت مخرج الخبر عن الجماعة وإن كان ما افتخرت به من فعل واحدٍ منهم فنقول نحن الأجواد الكرام وإنما الجواد فيهم واحد منهم. التفسير (10/ 151).
قاعدة:
من شأن العرب إضافة أفعال الأسلاف إلى الأبناء.
تطبيق:
قال تعالى: [ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون] وهو خطاب موجه إلى اليهود المعاصرين للنبي r ومعلوم أنهم لم يعبدوا العجل بل فعل ذلك أسلافهم.
ومثله قوله تعالى: [وإذ نجيناكم من آل فرعون]. وقوله: [قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين] والأمثلة كثيرة.
قاعدة: من شأن العرب في المدح والذم أن تخالف بين إعراب الأوصاف.
توضيح: قال أبو علي الفارسي: إذا ذكرت صفات في معرض المدح والذم فالأحسن أن يخالف في إعرابها لأن المقام يقتضي الاطناب فإذا خولف في الإعراب كان المقصود أكمل. لأن المعاني عند الاختلاف تتنوع وتتفنن وعند الإيجاز تكون نوعاً واحداً. نقلاً عن البرهان للزركشي (2/ 446) ثم ذكر أمثلة.
تطبيق:
قال تعالى: [والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء]. وقال تعالى: [لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة]. هذا في سياق المدح أما سياق الذم فمثل قوله تعالى: [وامرأته حمالة الحطب] بنصب حمالة.
قاعدة:
من شأن العرب أن تذكر الواحد والمراد به الجمع. والعكس. ومن شأنها مخاطبة الواحد بلفظ التثنية وبالعكس. ومن شأنها مخاطبة الواحد وتريد غيره. وقد تخرج الكلام أخباراً عن النفس والمراد غيرها.
تطبيق:
مثال الجمع الذي يراد به الواحد:
قال تعالى: [وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين] لفظ طائفة ينطبق على الواحد فأكثر. وقال تعالى: [كذبت قوم نوح المرسلين] وإنما جاءهم رسول واحد وهو نوح عليه السلام.
مثال مخاطبة الشخص بلفظ الجمع:
قال تعالى: [قال رب ارجعون] وقال تعالى: [يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن].
ج- مثال الجمع الذي يراد به المثنى:
قال تعالى: [قالتا أتينا طائعين] وقال تعالى: [فقد صَغَتْ قلوبكما] وقوله تعالى: [وداود وسليمان إذ يحكمان ...... وكفا لحكمهم شاهدين].
د- مثال مخاطبة الواحد بلفظ المثنى:
قوله تعالى: [ألقيا في جهنم كل كفار عنيد] على القول بأنه خطاب لمالك خازن النار وحده.
هـ- مثال مخاطبة المثنى بلفظ الواحد:
قال تعالى: [فمن ربكما يا موسى] أي: يا موسى ويا هارون. وقال تعالى: [فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى] أي: فتشقيا.
و- مثال مخاطبة الواحد وتريد غيره:
قال تعالى: [الحق من ربك فلا تكونن من الممترين] فإن قال قائل: هل كان النبي r شاكاً في مسألة القبلة التي وجهه الله إليها؟ فالجواب على ذلك: إن هذا من الكلام الذي يخرجه العرب مخرج الأمر والنهي للمخاطب به والمراد به غيره ومثله قوله تعالى: [يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين] وقوله: [ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض].
ز- مثال إخراج الكلام على النفس والمراد به غيرها:
قال تعالى: [ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا] البقرة/128. وهذا مسألة لأنفسهما ولذريتهما. تفسير ابن جرير (3/ 80)
قاعدة:
من شأن العرب عند بيان الوعد والوعيد لشيء معين أن تذكر أهله بلفظ الجمع أو بلفظ المفرد دون المثنى.
تطبيق:
قال تعالى: [واللذان يأتيانها منكم فآذوهما] رجح الطبري قول من قال أن المراد بالآية الرجل والمرأة غير المحصنين. وانظر تفصيل كلامه في تفسيره (8/ 83).
قاعدة:
من شأن العرب كراهة الجمع بين تثنيتين.
تطبيق:
¥