تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: [وما كان الله ليضيع إيمانكم] فإن قال قائل: كيف أضاف الإيمان إلى الأحياء المخاطبين، والحال أن القوم المخاطبين أشفقوا على إخوانهم الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس وفي ذلك نزلت الآية! فالجواب: أن الله جل ثناؤه وجه الخطاب إلى الأحياء ودخل فيهم الموتى منهم لأن من شأن العرب إذا اجتمع في الخبر المخاطب والغائب أن يغلبوا المخاطب فيدخل الغائب في الخطاب.

قاعدة:

من شأن العرب أن تضيف الفعل إلى فاعله وإن لم يكن هو مسببه. أو تضيف الفعل إلى مسببه وإن لم يكن هو فاعله.

تطبيق:

ما أضيف فيه الفعل إلى فاعله وإن كان مسببه غيره:

قال تعالى: [حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم] فأضاف الجري إلى الفلك وهي لا تجري بنفسها، بل بإجراء غيرها لها. وهو كقولك: تحركت الشجرة، ونحو ذلك.

ما أضيف فيه الفعل إلى مسببه وإن كان فاعله غيره:

قال تعالى عن فرعون: [يذبح أبنائهم] فأضاف الفعل إلى المسبب وهو فرعون مع أن الفعل يقوم به غيره وهو جنوده وأعوانه. وهذا كقوله: [يا هامان ابن لي صرحاً] مع أن المباشرين للبناء هم جنوده واضافة إليه لأنه هو المسبب.

قاعدة: من شأن العرب تحويل الفعل عن موضعه إن كان المراد منه معلوماً.

توضيح: الأصل في كلام العرب أن يضاف الفعل إلى الفاعل. لكن لما كان العرب أكثر الأمم توسعاً في اللغة فإنهم قد يضيفون الفعل إلى المفعول، شريطة أن يكون المعنى العام للكلام معلوماً لدى السامع، وهذا كقولهم: دخل الخاتم في أصبعي. والواقع أن الأصبع هو الذي يدخل في الخاتم. لكن لما كان المعنى معلوماً جاز مثل هذا الاستعمال.

تطبيق:

قال تعالى: [قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من رب وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم] على قراءة (فعميت) بالتخفيف مبني للمعلوم لا المجهول. وهذه الكلمة مما حولت العرب الفعل عن موضعه. لأن الإنسان هو الذي يعمى عن إبصار الحق وليس الحق يعمى عن إبصار الإنسان إلا على هذا الاستعمال في هذه القاعدة.

هذا على هذه القراءة أما القراءة المشهورة عندنا فالآية ليست فيها موضع الشاهد.

قاعدة: من شأن العرب أن تخبر عن غير العاقل بصيغة العاقل إذا ثبت إليه شيئاً من أفعال العقلاء.

تطبيق:

قال تعالى: [والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين] قال ابن جرير: وقال ساجدين، والكواكب والشمس والقمر، إنما يخبر عنها بفاعله وفاعلان، لا بالواو والنون. التي هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم والجن والملائكة. وإنما قيل ذلك كذلك لأن السجود من أفعال من يجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون أو الواو والنون. فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك كما قيل: [يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم] التفسير (15/ 556). ومثله الآية: [فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين].

قاعدة:

من شأن العرب أن تدخل الألف واللام على خر [ما – الذي] إذا كان الخبر عن معهود لدى المخاطِب والمخاطَب.

تطبيق:

قال تعالى: [فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله].

ما: بمعنى الذي، وهو مبتدأ. والخبر هو السحر. فتكون معنى القراءة: الذي جئتم به هو السحر. وهناك قراءة أخرى ولما كان السحر خبراً معروفاً عند موسى وعند السحرة جاء خبر [ما] معرفاً بـ (أل) فقال لهم موسى عليه السلام: السحر الذي وصفتم به الآيات التي جئتكم بها أيها السحرة هو الذي جئتم به أنتم، لا ما جئتكم به أنا. أما إن كان الخبر عن شيء غير معهود فلا يقترن بـ (أل) كقولك: ما أعطاني أخوك ديناراٌ. أي: الذي أعطاني أخوك هو دينار.

قاعدة:

قد يرد اللفظ في القرآن متصلاً بالآخر والمعنى على خلافه.

شرح: هذه قاعدة مهمة من قواعد الوقف. وبها تنحل اشكالات كثيرة. فالعرب قد تضع الكلمة بجانب الكلمة فتصير في الظاهر كأنها معها، والحقيقة أنها غير متصلة بها.

تطبيق:

قال تعالى: [إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون] فقوله وكذلك يفعلون على قول كثير من المفسرين هو من قوله تعالى لا من قول المرأة.

وقال تعالى: [الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين * ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب]. فقوله ذلك ليعلم هو من قول يوسف على قول بعض المفسرين وما قبله من قول المرأة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير