تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن جرير: فإن قال لنا قائل: فأين جواب قوله: ولما جاءهم الآية؟ قيل: قد اختلف أهل العربية في جوابه. فقال بعضهم: هو مما ترك جوابه استغناء بمعرفة المخاطبين به بمعناه .... وقد تفعل العرب ذلك إذا طال الكلام فتأتي بأشياء لها أجوبه فتحذف أجوبتها لاستغناء سامعيها بمعرفتهم لمعناها عن ذكر الأجوبة كما قال جل ثناءه: [ولو أنه قرآن سيّرت به الجبال] الرعد/31. فترك جوابه والمعنى: ولو أن قرآنا سوى هذا القرآن سيّرت به الجبال لسيرت بهذا القرآن استغناء بعلم السامعين بمعناه قاولا فكذلك قوله: [ولما جاءهم من عند الله] تفسير ابن جرير (2/ 336) وانظر تفسير الآيات التالية في نفس المصدر: البقرة (63) الفاتحة (1 - 4) البقرة (17).

قاعدة:

الغالب في كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه.

تطبيق: قال تعالى: [ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه] يوسف/24.

قال الشنقيطي رحمه الله: فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على براءته عليه السلام مما لا ينبغي في الآيات المتقدمة. ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى: (وهمّ بها)؟

فالجواب من وجهين:

الأول: أن المراد بهم يوسف بها: خاطر قلبي صَرَفَ عنه وازع التقوى ...

الثاني: وهو اختيار ابي حيان: أن يوسف لم يقع منه هم أصلاً. بل هو منفي عنهلوجود البرهان. قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على اللغة العربية لأن الغالب في القرءان وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه كقوله: [فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين] يونس/84.

أي: إن كنتم مسلمين فعليه توكلوا. فالأول دليل الجواب المحذوف لا نفس الجواب. لأن جواب الشروط وجواب (لولا) لا يتقدم ولكن يكون المذكور قبله دليلاً عليه. كالآية المذكورة وكقوله تعالى: [قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين] البقرة/111. أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم. وعلى هذا القول فمعنى الآية: وهم بها لولا أن رأى برهان ربه أي: لولا أن رآه لهمّ بها. فما قبل لولا دليل الجواب المحذوف كما هو الغالب في القرآن واللغة ونظير ذلك قوله تعالى: [إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها] القصص/10. فما قبل لولا دليل الجواب أي: لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به. أ. هـ. أضواء البيان (3/ 58).

قاعدة:

إذا جاءت (نعم) أو (بلى) بعد كلام يتعلق بها لكنها لا تصلح جواباً لما قبلها فاعلم أن هناك سؤالاً مقدراً.

تطبيق:

قال تعالى: [بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه] البقرة/112.

التقدير للسؤال هو: أليس من أسلم وجهه لله وهو محسن له أجره عند ربه؟

ومثله قوله تعالى: [بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته] البقرة/81.

قاعدة:

إذا كان ثبوت شيء أو نفيه يدل على ثبوت شيء آخر أو نفيه فالأولى هو الاقتصار على الدال منها. فإن ذُكرا معاً فالأولى تأخير الدال.

تطبيق:

قال تعالى: [وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض] آل عمران/133.

لم يذكر الطول، وذلك لأن العرض إذا ثبت ثبت الطول فكان الاقتصار عليه أولى. ومثله قوله تعالى: [أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ اجرامي وأنا بريء مما تجرمون] هود/35. أصل الكلام: إن افريته فعلي إجرامي وأنتم بريئون منه وعليكم إجرامكم وانا بريء مما تجرمون.

قاعدة:

حذف جواب لشرط في سياق الوعيد يدل على التعظيم.

تطبيق: قال تعالى: [ول ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم] السجدة/12. ومثله الآيات 51 سبأ – 165 القرة – 30 الأنعام – 37 الأنعام – 5 التكاثر.

فهذه من المواضع التي يستحسن فيها حذف جواب الشرط يدل على عظمة ذلك المقام وهوله وشدته بحيث لا يعبر عنه بلفظ ولا يوصف بوصف.

قاعدة:

قد يقتضي الكلام ذكر شيئين فيقتصر على أحدهما لأنه هو المقصود.

تطبيق: قال تعالى مخبرا عن قيل فرعون: [فمن ربكما يا موسى] طه/49. قال بعض أهل العلم: ولم يقل وهارون لأن موسى هو المقصود، وهو المتحمل أعباء الرسالة.

قاعدة:

إذا كان الشيئان متلازمين فقد يكتفي بذكر أحدهما.

توضيح: الفرق بين هذه القاعدة والتي قبلها هو أن السابقة تتعلق بالاقتصار على المقصود الأهم. أما هذه القاعدة فإن الاقتصار يقع على أحد الشيئين بغض النظر عن أيهما الأهم. لأنهما متلازمان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير