تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تطبيق: قال تعالى: [سرابيل تقيكم الحر] النمل/81. أي والبرد. لكنه اكتفى بذكر الحر للتلازم. وقد علل بعضهم الاقتصار على ذكر الحر بأن الخطاب موجه للعرب، وبلادهم حارة، والوقاية عندهم من الحر أهم، والله أعلم. ويرى بعض أهل العلم أن البرد مشار إليه في الآية قبلها. البرهان/ (3/ 118)

وقال تعالى: [بيدك الخير] أي والشر: وقال تعالى: [الذين يؤمنون بالغيب] أي والشهادة.

قاعدة:

لا يتم تقدير من المحذوفات إلا أفصحها وأشدها ملائمة للمقصود.

تطبيق: قال تعالى: [جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس] المائدة/97.

في تقديرها قولان: الأول: جعل الله نصب الكعبة. الثاني: جعل الله حرمة الكعبة. والثاني أولى لأنه تقدير الحرمة يناسب الهدي و القلائد والشهر الحرام.

قاعدة:

الشيء المقدر يتم تقليله مهما أمكن لتقل مخالفة الأصل.

قال تعالى: [واللائي يئسن من المحيض من نسائكم أن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن] الطلاق/4. قال بعضهم تقديرها: واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر. وقال آخرون تقديرها: كذلك. وهذا أولى لأنه أكثر اختصاراً.

قاعدة:

الأصل في الكلام أن يحمل على أنه كلام واحد ولا يصرف إلى كونه كلامين إلا لسبب.

تطبيق: قال تعالى: [وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين أحساناً] البقرة/83. فيها قولان:

الأول: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا تعبدوا إ لا الله وبأن تحسنوا إلى الوالدين إحساناً.

الثاني: وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل أن لا تعبدوا إلا الله، وأحسنوا بالوالدين إحساناً. فعلى القول الأول الكلام كله كلام واحد. وعلى الثاني جعلوه من كلامين. والأول أولى لهذه القاعدة. تفسير ابن جرير (2/ 291 – 292)

التقديم والتأخير

قاعدة:

التقديم في الذكر لا يعني التقدم في الوقوع والحكم.

توضيح: هذه قاعدة مهمة تبين لك حال كلام كثير من المفسرين في هذا الموضوع حيث أنهم أولعوا بالتنقير عن علل التقديم والتأخير إلى حد أوقع الكثير منهم في التكلف والذي أظنه صواباً – والله أعلم – هو أن التقديم والتأخير في القرآن بل وفي لغة العرب لا يجري على قاعدة مطردة بل تارة يكون المتقدم هو المستقدم في الوقوع وتارة يقدم الأشرف وتارة يصعب التعليل. وعليه ينبغي الحذر عند الكلام في هذا الباب فيذكر ما ظهر وجهه من التعليل بدون تكلف.

تطبيق:

1 - قال تعالى: [وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة] ثم قال بعدها [وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها] البقرة/ 67 – 73. ومن المعلوم أن الخلاف والتدارؤ كان قبل أن يقول لهم موسى عليه السلام ذلك القول.

2 - قال تعالى: [إني متوفيك ورافعك إلي] آل عمران/85. فإذا حملنا الوفاة هنا على الموت الحقيقي فمعلوم أن الرفع واقع قبله.

3 - قال تعالى: [وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة] البقرة/58. وقال تعالى: [وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً] الأعراف/161. وقد تكلف بعضهم هنا.

قاعدة:

العرب لا يقدمون إلا الأهم في الغالب.

مثال: قال تعالى: [وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة] وقال: [وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول]

وانظر لهذا فتح الباري (7/ 102) البرهان (3/ 235).

الباب السادس

الأدوات التي يحتاج إليها الباحث

قاعدة:

كل حرف له معنى متبادر. ثم استعمل في غيره، فإنه لا ينسلخ من معناه الأول بالكلية. بل يبقى فيه رائحة من الأول.

مثال: قال تعالى: [هذا صراط علي مستقيم] الحجر/41. ومعناه: صراط إليّ مستقيم فإن قيل: لمَ لم يستعمل (إلى) التي هي للانتهاء، فالجواب: إن أدارة (على) فيها سر لطيف، وهو الاشعار بكون السالك على هذا الصراط على هذى كما قال تعالى: [أولئك على هدى من ربهم] البقرة4. فإن قلت: كيف يكون المؤمن مستعلياً على الحق وهو على الهدى؟ فالجواب: إن (على) تدل على الاستعلاء. والعلو. وثبوته واستقامته فالمؤمن قد استعلى قد استعلى بسبب الحق والهدى مع أنه ثابت عليه مستقيم. وهذا بخلاف الضلال والريب والكفر فإنه يؤتى معها بـ (في) التي تدل على الانغماس والدخول في الشيء كقوله تعالى: [فهم في ريبهم يترددون] التوبة/45. وقال: [والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات] الأنعام/39. وقال: [وإنهم لفي شك منه مريب] فصلت/45. وذلك لأنه طريق عالية، تعلوا بصاحبها، صاعدة إلى العلي الكبير،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير