توضيح: إذا وجدت القرينة الدالة على عود الضمير على أحدهما فلا إشكال في ما عليه القرينة.
وإنما القاعدة أعلاه إذا عند انعدام القرينة. وجعلناه يعود إلى المضاف لأن المضاف هو المتحدث عنه. وسياق الكلام وقع له. أما المضاف إليه فجاء ذكره ذكره بطريق التبع وهو تعريف المضاف أو تخصيصه.
تطبيق:
مثال عود الضمير إلى المضاف (وهو الأصل):
قال تعالى: [وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها] إبراهيم/34.
مثال عود الضمير إلى المضاف إليه:
قال تعالى: [فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً] غافر/37.
ج- مثال على مختلف في الضمير:
قال تعالى: [أو لحم خنزيرٍ فإنه رجس] الأنعام/145.
قاعدة:
قد يأتي الضمير متصلاً بشيء وهو يعود لغيره، أو يعود لأمرٍ ملابسٍ له.
تطبيق:
مثال مجيء الضمير متصلاً بشيء وهو لغيره:
قال تعالى: [ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين] المؤمنون/12. فالإنسان هنا آدم عليه السلام ثم قال تعالى بعد ذلك: [ثم جعلناه نطفة] المؤمنون/13. فهذه الآية لولده لأن آدم عليه السلام لم يخلق من نطفة.
قال تعالى: [لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم] المائدة/101. ثم قال: [قد سألها قومٌ من قبلكم] المائدة/102. فالضمير في قوله سألها يعود إلى أشياء أخرى.
قال تعالى: [ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين] الحج/78. ذهب بعض المفسرين إلى أن الضمير (هو) عائد إلى الله عز وجل والقرينة قوله (وفي هذا) أي القرآن مع أن إبراهيم هو أقرب مذكور ومعنى الآية أن الله تعالى سماكم المسلمين من قبل وذلك في الكتب السابقة المنزلة على الأنبياء وفي هذا القرآن المنزل عليكم.
وقال تعالى: [إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه] فاطر/10. فالضمير في قوله يرفعه يعود على العمل الصالح والمعنى: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب.
مثال عود الضمير على ملابس له: قال تعالى: [إلا عشية أو ضحاها] النازعات/46. أي ضحى يومها لا ضحى العشية نفسها لأنته لا ضحى لها.
قاعدة:
قد يذكر شيئان ويعود الضمير على أحدهما اكتفاء بذكره عن الآخر مع كون الجميع مقصود.
توضيح: أعلم أن للرب في هذا طرقاً أربعة:
إعادة الضمير إلى المذكورين جميعاً لفظاً ومعنىً.
إعادة الضمير إلى ألأول فقط.
إعادة الضمير إلى الثاني فقط.
أن تذكر شيئين ثم تفرد الضمير العائد إليها مع إرادة الجميع وهذه قاعدتنا.
تطبيق:
مثال الأول: قال تعالى: [إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما] النساء/135.
مثال الثاني: قال تعالى: [وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها] الجمعة/ 11.
ج- مثال الثالث: قال تعالى: [والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله] التوبة/35. فأعاد الضمير إلى الفضة وحدها. فاستغنى الخبر عن أحدهما عن الخبر عن الأخرى لدلالة الكلام على تماثلها. قال ابن جرير وذلك كثير موجود في كلام العرب وأشعارها. التفسير (14/ 228).
د- مثال الرابع: قال تعالى: [والله ورسوله أحق أن يرضوه] التوبة/62. وقال تعالى: [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة] البقرة/45. وقال تعالى: [والنخل والزرع مختلفا أكله] الأنعام/ 141.
قاعدة:
قد يثنى الضمير مع كونه عائدا إلى واحد.
تطبيق: قال تعالى: [نسيا حوتهما] الكهف/61. والناسي هو فتى موسى.
قاعدة:
ضمير الغائب قد يعود لشيء غير ملفوظ به لكنه يعرف من سياق الكلام.
تطبيق: قال تعالى: [كل من عليها فان] الرحمن/26. فالضمير عائد إلى الأرض ولم يرد لها ذكر قبل ذلك لكن هذا مفهوم من السياق.
قال تعالى: [حتى توارت بالحجاب] ص32. أي الشمس ولم يرد لها ذكر من قبل.
قال تعالى: [إنا أنزلناه في ليلة القدر] القدر/1 أي القرآن.
قال تعالى: [كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق] القيامة/26. أي الروح.
قاعدة:
إذا تعاقبت الضمائر فالأصل اتحاد مرجعها.
تطبيق: قال تعالى: [لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً] الفتح/9. اختلف المفسرون في مرجع الضمير في قوله (تعزروه وتوقروه) بعد اتفاقهم على أن مرجع الضمير في قوله (وتسبحوه) إلى الله تعالى. والصحيح أن الضمائر راجعة إلى الله تعالى وهذا مقتضى القاعدة.
¥