تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: [ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا] الحج/78. اختلفوا في الضمير (هو) هل يرجع إلى الله أم إلى إبراهيم رجح الشنقيطي رحمه الله الأول بأمرين قال رحمه الله:

إحداهما: أن الله قال: [هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا] أي القرآن ومعلوم أن إبراهيم لم يسمهم المسلمين في القرآن لنزوله بعد وفاته بأزمان طويلة كما نبه على هذا ابن جرير.

القرينة الثانية: أن الأفعال كلها في السياق المذكور راجعة إلى الله لا إلى إبراهيم فقوله (هو اجتباكم) أي الله (وما جعل عليكم في الدين من حرج) أي الله (هو سماكم المسلمين) أي الله. فإن قيل: الضمير يرجع إلى أقرب مذكور وأقرب مذكور للضمير المذكور هو إبراهيم فالجواب: أن محل رجوع الضمير إلى أقرب مذكور محله ما لم يصرف عنه صارف. وهنا قد صرف عنه صارف. أضواء البيان (5/ 750).

قال تعالى: [ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي] يوسف/52 - 53. فقوله (وما أبرئ نفسي) قيل هو من قول يوسف عليه السلام وقيل هو من قول امرأة العزيز وهو الصواب لأن الضمائر كلها في نسق واحد تدل عليه وبخلافه يتم فصل الكلام باضمار شيء لا دليل عليه كما قال ابن القيم في روضة المحبين ص319.

توضيح: هذا الذي تقدم هو الأصل، لكن قد يتم التفكيك بين الضمائر حذراً من التنافر. مثال: قال تعالى: [ولا تستفت فيهم منهم أحداً] الكهف/22. فالأول لأصحاب الكهف والثاني لليهود.

قال تعالى: [إن عدة الشهور اثنا عشر شهراً إلى قوله منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم] التوبة/ 36. قوله (منها) يعود إلى الاثني عشر وقوله (فيهن) يعود إلى الأربعة الحرم.

الباب الثامن

الأسماء في القرآن

قاعدة:

إذا كان للاسم معان متعددة فإنه حمل في كل موضع على المعنى الذي يقتضيه السياق.

تطبيق: لفظ الصلاة ورد لعدة معان:

الصلاة المعروفة: قال تعالى: [الذين يقيمون الصلاة]

الثناء في الملأ الأعلى: قال تعالى: [إن الله وملائكته يصلون على النبي] الأحزاب/56

الدعاء والاستغفار: قال تعالى: [وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم] التوبة/103.

قاعدة:

من الأسماء في القرآن إذا ذكرا معاً اختلف معناهما، وإذا ذكر أحدهما اشتمل على الآخر.

تطبيق: مثل اسم الايمان والاسلام فإذا ذكرا معا دل الايمان على الباطن والإسلام على الظاهر. وإذا ذكر أحدهما دل على الباطن والظاهر. وأيضاً مثل الفقير والمسكين والاستغفار والتوبة والبر والتقوى. وانظر جامع العلوم والحكم شرح حديث جبريل. وكتاب الايمان لابن تيميه رحمه الله.

الباب التاسع

العطف

قاعدة:

عطف العام على الخاص يدل على التعميم وعلى أهمية الأول.

تطبيق: قال تعالى: [رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات] نوح/28. حيث عم بعد الخاص وقال تعالى: [فإن اله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير] التحريم/4. خص جبريل أولاً ثم عم الملائكة.

قاعدة:

عطف الخاص على العام ينبه على أهمية الخاص.

تطبيق: قال تعالى: [حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى] البقرة/238.

وقال تعالى: [من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال] القرة/157.

وقال تعالى: [فيهما فاكهة ونخل ورمان] الرحمن/68.

قاعدة:

الشيء الواحد إذا ذكر بصفتين مختلفتين جاز عطف إحداهما على الأخرى.

تزيلاً لتغاير الصفات بمنزلة تغاير الذوات.

1 - مثال ما ذكر فيه العطف مع كون الموصوف واحداً:

قال تعالى: [سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى] الأعلى/1 - 4.

2 - مثال ما ترك فيه العطف:

قال تعالى: [ولا تطع كل حلاّف مهين *همازٍ مشاءٍ بنميمٍ] القلم/10 - 11.

قاعدة:

عند عطف صفة على صفة كلاهما لموصوف واحد فالأفصح في كلام العرب ترك الواو. فإذا أريد بالوصف الثاني لموصوف آخر ذكرت الواو.

مثال:

قال تعالى: [الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا * والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس .... ] النساء/37 - 38.

وانظر كلام ابن جرير في تفسيره (8/ 357) حول هاتين الآيتين.

قاعدة:

العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه مع اشتراكهما في الحكم لهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير