يوسف بن عبد الله الأحمد
العناصر:
أخطاء المعتمرين في الإحرام والطواف والسعي والتقصير.
تبرج النساء.
بدع المعتمرين.
اصطفاف النساء مع الرجال.
وسائل مهمة في الدعوة والاحتساب في مكة.
مسائل الإحرام من جدة.
صلاة المسافر.
سترة المصلي في الحرم.
صفة صلاة الجنازة.
الإجابة على أسئلة المعتمرين المتكررة.
صفة العمرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد.
فمن مظاهر الخير كثرة إقبال الناس على العمرة في رمضان وفي الإجازة الصيفية و سائر السنة، وحق لهم فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما .. » متفق عليه من حديث أبي هريرة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته، قال لأم سنان الأنصارية: ما منعك من الحج؟ قالت: أبو فلان ــ تعني زوجها ــ له ناضحان (أي جملان) حجَّ على أحدهما، والآخر يسقي أرضاً لنا. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا جاء رمضان فاعتمري، فإن عمرة فيه تقضي حجة معي» متفق عليه.
وقد لحظت ولحظ غيري من طلاب العلم كثرة أسئلة الناس وإشكالتهم في العمرة، وتكثر كذلك المخالفات الشرعية في أدائهم للنسك أو أثناء بقائهم في مكة، فرأيت من المناسب إعداد هذه المطوية لتتضمن الإجابة على ما أمكن من أسئلة المعتمرين المتكررة، وكذلك التنبيه على كثير من الأخطاء والمخالفات الشرعية التي يقع فيها بعضهم، مع ذكر بعض الطرق والوسائل للدعاة وأهل الخير في كيفية الاحتساب عليها، ويمكن أن آتي عليها في النقاط الآتية:
1. يعتقد بعض الناس أن ثوب المرأة للإحرام محدد باللون الأخضر أو الأسود أو الأبيض؛ وهذا غير صحيح؛ فإنه لم يثبت في تحديد لون الثوب شيء.
2. التلفظ بالنية كأن يقول: (اللهم إني أريد، أو نويت نسك كذا فيسره لي) غير مشروع، والمشروع أن يلبي بنسكه فيقول: لبيك عمرة.
3. يجوز للمحرم أن يستعمل الصابون، ووسائل النظافة الأخرى، والمرهم؛ لأنها ليست من محظورات الإحرام، بشرط: ألا تكون معطرة.
4. يجوز للمحرم أيضاً أن يستعمل السواك و فرشاة و معجون الأسنان. أما النكهة الطيبة التي تصاحب معجون الأسنان كرائحة النعناع مثلاً فلا تضر؛ لأنها ليست طيباً.
5. التلبية الجماعية بصوت واحد - التي يفعلها بعض الحجاج - بدعة، لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه. والصواب أن يلبي كل معتمر بصوت منفرد.
6. لا يلزم أن يستمر المحرم (رجلاً كان أو امرأة) في الثوب الذي أحرم فيه طيلة النسك، بل يجوز أن يغيره متى شاء، ويجوز له أن يغتسل للتنظف؛ لأن ذلك ليس من محظورات الإحرام.
7. يجوز للمرأة أن تمشط شعرها، وأن تحك بدنها؛ بشرط أن لاتتعمد إزالة الشعر. لقول أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: «كنّا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام». أثر صحيح أخرجه الحاكم وغيره.
8. القادمون للعمرة بالطائرة إلى جدة: الواجب عليهم أن يحرموا في الطائرة إذا حاذوا الميقات. وإذا رغب القادم للعمرة أن يمكث في جدة يوماً أو يومين ثم ينزل إلى مكة، فالأفضل في حقه أن يبادر بالعمرة ثم يرجع إلى جدة، فإن لم يفعل مكث في جدة بإحرامه فإذا انتهى من عمله أكمل عمرته، أو أنه لا يحرم أصلا فإذا انتهى من عمله في جدة رجع إلى الميقات فأحرم منه.
9. من سافر إلى جدة وهو لم يرد العمرة، أو كان متردداً في العمرة، ثم عزم على العمرة وهو في جدة: أحرم من جدة لأنه لم يعزم على العمرة إلا منها، فأصبح حكمه حكم أهل جدة، وأهل جدة يحرمون منها لأنهم دون المواقيت كما ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذاك حتى أهل مكة يهلون منها» أخرجه البخاري ومسلم.
¥