ثم تطوف سبعة أشواط جاعلاً البيت عن يسارك؛ ترمل في الأشواط الثلاثة الأولى وتمشي في الباقي، وتضطبع في جميع الأشواط. (الرمل: سرعة المشي مع تقارب الخطى. والاضطباع: أن تجعل وسط ردائك تحت عاتقك الأيمن وطرفاه على عاتقك الأيسر. والرمل والاضطباع مختصان بالرجال ومختصّان بالطواف الأول؛ أي طواف العمرة أو طواف القدوم للقارن والمفرد في الحج).
فإذا وصلت إلى الركن اليماني فاستلمه بيدك - إن تيسّر ذلك - ولا تقبّله، فإن لم يتيسر فلا تشر إليه. ويستحب فيه كثرة الذكر والدعاء، وإن قرأت شيئاً من القرآن فحسن. وليس في الطواف ذكر مخصوص ثابت إلا قول «ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» بين الركن اليماني والحجر الأسود، وقد أخرجه أبو داود وأحمد وغيرهما من حديث عبدالله بن السائب _ بإسناد رجاله ثقات إلا عبيد مولى السائب فمختلف فيه. قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول، وذكر ابن مندة، و أبو نعيم، وابن قانع: أن له صحبة. فإذا ثبتت له الصحبة فالحديث صحيح، وإلا فهو ضعيف. وقد حسنه ابن حجر، وحسنه من المعاصرين الألباني رحمه الله، ولم يظهر لي وجه تحسينه مع ضعف عبيد، والله تعالى أعلم بالصواب.
رابعاً: إذا انتهيت من الشوط السابع [عند محاذاة الحجر الأسود] فغط كتفك الأيمن، واذهب إلى مقام إبراهيم إن تيسر، واقرأ قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}. واجعل المقام بينك وبين الكعبة إن تيسر، وصل ركعتين تقرأ في الأولى بعد الفاتحة: {قل يا أيها الكافرون} وفي الثانية: {قل هو الله أحد}.
خامساً: ثم اذهب إلى زمزم فاشرب من مائها، وادع الله، وصب على رأسك، ثم إن تيسر فارجع إلى الحجر الأسود، واستلمه.
سادساً: ثم توجه إلى الصفا فإذا دنوت منه فاقرأ قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}. وقل: "نبدأ بما بدأ الله به". واصعد الصفا، واستقبل الكعبة، وكبر ثلاثاً وقل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". كرر هذا الذكر ثلاث مرات، وادع بين كل مرة وأخرى بما شئت من الدعاء.
سابعاً: ثم انزل لتسعى بين الصفا والمروة، وإذا كنت بين العلمين الأخضرين فاسع بينهما سعياً شديداً (والسعي الشديد خاص بالرجال دون النساء)، فإذا وصلت إلى المروة فاصعد عليها واستقبل الكعبة، وقل كما قلت على الصفا، وهكذا تصنع في باقي الأشواط، الذهاب شوط والعودة شوط حتى تكمل سبعة أشواط؛ فيكون نهاية الشوط السابع بالمروة. وليس للسعي ذكر مخصوص، فأكثر مما شئت من الذكر والدعاء وقراءة القرآن.
ثامناً: إذا انتهيت من السعي فاحلق رأسك أو قصره، والحلق أفضل للمعتمر، إلا أن يكون الحج قريباً فالتقصير أفضل ليكون الحلق في الحج، ولا يكفي تقصير بعض الشعر من مقدمة الرأس ومؤخرته كما يفعله بعض الناس، بل لابد من تقصير جميع شعر الرأس أو أكثره.
أما المرأة فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر الأنملة، وإذا كان شعرها متفاوت الطول تأخذ من كل درجة. وبهذا تنتهي العمرة.
وأرجو بهذا أن تكون أحكام العمرة قد اتضحت، مع الإجابة على كثير من أسئلة الناس في العمرة، والتنبيه على الأخطاء والمخالفات. وبالله التوفيق.
يوسف بن عبدالله الأحمد
جامعة الإمام / كلية الشريعة بالرياض / قسم الفقه.
الرابط: http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1239
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 11 - 07, 02:26 م]ـ
الترغيب في الحج والعمرة
قد يعد كافياً في الترغيب في فعل هذه العبادة سرد ما يلي من الأحاديث النبوية:
- جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «أفضل الأعمال: إيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في سبيله، ثم حج مبرور»
وورد فيما أخرجه ابن ماجة في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج جهاد كل ضعيف»
وثبت عن أبي هريرة مرفوعاً: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة»
وورد: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»
وجاء فيما أخرجه البزّار عنه صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج».
¥