تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا مانع من الزيادة عليه بنية التنزيه لله رب العالمين، قال الداني في تيسيره: اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دون غيره وذلك لموافقة الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقوله عز وجل لنبيه عليه السلام فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأما السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه، وبذلك قرأت وبه آخذ. اهـ.

قال الإمام الشاطبي: إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ * جهاراً من الشيطان بالله مسجلا

على ما أتى في النحل يسراً وإن تزد * لربك تنزيهاً فلست مجهلا

وظاهر اختيار الإمام الشاطبي الجهر لجميع القراء؛ إلا ما ذكر لحمزة ونافع من الإخفاء، وقد بين رحمه الله أن هذا الإخفاء أباه وعاة القراء والصحيح ما ذهب إليه المحققون: وهو التفصيل:

فيجهر بها في المحافل وإذا كان القارئ يقرأ جهراً وعنده من يستمع لقراءته وإذا كان القارئ يقرأ في وسط مجموعة وهو المبتدئ بالقراءة، ويُسر بها في الصلاة وعند القراءة سراً وإذا كان القارئ يقرأ في مجموعة وليس هو المبتدئ للقراءة، على ما فصله العلماء في مصنفاتهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا خلاف بين القراء العشرة على الإتيان بالبسملة بعد الاستعاذة عند بداية كل سورة، وإنما الاختلاف بين كل سورة وأخرى كما سيأتي بإذن الله تعالى.

قال الإمام الشاطبي: ........................ وعند براءة * لتنزيلها بالسيف لست مبسملا

ولا بد منها في ابتدائك سورة سواها * ........................................

الحمد لله رب العالمين.

اتفق القراء على قراءة هذه الآية؛ فتقرأ لقالون ويندرج معه جميع القراء العشرة، وليس لهم في العارض إلا السكون المحض.

الرحمن الرحيم.

هذه الآية أيضاً محل اتفاق بين القراء العشرة، ولهم في الوقف على الرحيم ثلاثة العارض بالسكون المحض، والقصر مع الروم.

مالك يوم الدين.

التوضيح: قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف العاشر مالك بإثبات ألف بعد الميم، والباقون بالحذف، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وأبو جعفر.

قال الشاطبي: ومالك يوم الدين راويه ناصر.

قال ابن الجزري: ومالك حز فز.وتؤخذ قراءة أبي جعفر من الوفاق لنافع.

الجمع:

1. قالون: بحذف الألف في مالك. (ملك) معه جميع من يقرأ بالحذف والذين ذكرناهم آنفاً في التوضيح.

2. عاصم: بإثبات الألف؛ معه الكسائي ويعقوب وخلف العاشر.

ولجميع القراء حال الوقف على الدين الأوجه الأربعة التي ذكرناها في الرحيم.

* إذا وصلنا الرحمن الرحيم بـ ملك يوم الدين فللسوسي الإدغام الكبير، على ما يأتي تفصيله بإذن الله تعالى في أول سورة البقرة.

إياك نعبد وإياك نستعين.

هذه الآية محل اتفاق بين القراء العشرة، ولهم في الوقف على نستعين؛ ثلاثة العارض بالسكون المحض، وثلاثة العارض بالإشمام، والقصر مع الروم.

اهدنا الصراط المستقيم.

التوضيح.

قرأ قنبل ورويس بالسين في لفظ الصراط حيثما وقع في القرآن الكريم معرفاً كان أو منكراً مضافاً أو غير مضاف.

وقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد صوت الزاي في جميع ما ورد من لفظ الصراط في القرآن الكريم، ووافقه خلاد في الموضع الأول من سورة الفاتحة خاصة، وقد خالف خلف العاشر أصله في الإشمام وقرأ بالصاد الخالصة.

قال الإمام الشاطبي: وعند سراط والسراط لقنبلا.

بحيث أتى والصاد زاياً أشمها * لدى خلف واشمم لخلاد الأولا

قال ابن الجزري: والصراط فه اسجلا

وبالسين طب.

ملحوظة: ظاهر كلام الشاطبي أن لخلاد الإشمام فقط في الموضع الأول من لفظ الصراط في سورة الفاتحة ولكن قال الشيخ الضباع في الإضاءة ما يلي: وروى خلف الصراط وصراط، حيث وقعا وكيف أتيا، بإشمام الصاد صوت زاي، ووافقه خلاد بخلف عنه في الحرف الأول من الفاتحة خاصة.

وبوجه الصاد الخالصة قرأ له الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وبالصاد المشمة صوت الزاي قرأ له على أبي الفتح فارس.

واقتصر على هذا الوجه (يقصد الإشمام لخلاد في الصراط فقط) في الحرز كالتيسير، والأولى الأخذ بالوجهين كما نبه عليه شيخ مشايخي العلامة المتولي في روضه أ. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير