ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:17 ص]ـ
قال محمد بن أحمد بن جزي الأندلسي، في كتابه التسهيل لعلوم التنزيل:
قال تعالى:
" {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} لما رأت الملك الذي تمثل لها في صورة البشر، قد دخل عليها خافت أن يكون من بني آدم، فقالت له هذا الكلام، ومعناه: إن كنت ممن يتقي الله فابعد عني، فإني أعوذ بالله منك، وقيل إن " تقيا " اسم رجل معروف بالشر عندهم، وهذا ضعيف وبعيد.
والشاهد:"وقيل إن " تقيا " اسم رجل معروف بالشر عندهم، وهذا ضعيف وبعيد."
هل ترى أخي الفاضل، فالمعنى الذي ذكرته لم يكن بعيدا عن أذهان العلماء.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:22 ص]ـ
وما تجدر الإشارة إليه هو:
أن الشيخ الفاضل صالح بن عواد المغامسي قد ذكر توجيها لهذا الكلام من الناحية النحوية، لكني لم أحفظه، ولم أتمكن من كتابته، لأني أرسلت الورقة التي فيها السؤال إليه مع أحدهم، وكنت بين الجمهور، ولم استطع أن أطلب منه أن يعيد لأكتب.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[21 - 01 - 08, 07:06 ص]ـ
اخواني الأفاضل:
و إذا قلنا أن كتب التفسير التي بين أيدينا لم تشر إلى المعلومة السابقة، فهل يمكننا أن نؤكد أن ملايين المخطوطات التي لم تحقق تخلو من هذه المعلومة أو الإشارة أوالتفسير أو التوجيه.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 07:44 م]ـ
اخواني الأفاضل:
و إذا قلنا أن كتب التفسير التي بين أيدينا لم تشر إلى المعلومة السابقة، فهل يمكننا أن نؤكد أن ملايين المخطوطات التي لم تحقق تخلو من هذه المعلومة أو الإشارة أوالتفسير أو التوجيه.
الأخ الفاضل: طالب العلم عبدُ الله
بورك لي ولك.
أولاً:لا توجد ملايين المخطوطات في علوم الإسلام جميعها , فضلاً عن التفسير.
ثانياً: يمكننا أن نحقق ونجزم بخلو جميع كتب العلم من هذه المعلومة, وليس نفي صحة المعلومة لأجل خلو كتب التفسير منه ولكن لأن هذا التوجيه مخالف لمعنى الآية وظاهرها وقواعد العربية الواضحة التي لا تخفى.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[21 - 01 - 08, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في كتاب إعراب القرآن وبيانه:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18)
إن واسمها، وجملة (أَعُوذُ) خبرها، والجملة مقول القول، و (بِالرَّحْمَن) متعلقان بأعوذ، و (مِنكَ) متعلقان بأعوذ أيضا، وإن حرف شرط جازم، و (كُنتَ) فعل ماض ناقص، والتاء اسمها، و (تَقِيّاً) خبرها، وجواب الشرط محذوف، والمعنى: إن كان يرجى منك أن تتقي الله وتخشاه وتحفل بالاستعاذة به فإني عائذة بالله منك.
جملة: {كُنتَ تقيا} هل هي ماضي أم مضارع، يقول صحب كتاب إعراب القرآن ويانه: كنت فعل ماض ناقص، والتاء اسمها، وتقيا خبرها، وجواب الشرط محذوف.
ثم قال:
والمعنى: إن كان يرجى منك أن تتقي الله وتخشاه وتحفل بالاستعاذة به فإني عائذة بالله منك.
يعني لم تكن مريم عليها السلام تظن أنه كان تقيا في هذه اللحظة.
بل تظن انه يمكن أن يكون من أهل التقوى فيما مضى.
فيعرف معنى أنها تعوذ بالله تعالى منه.
وهذه الطريقة في الدعاء من الطرق المخيفة للذي عرف التقوى في يوم من الأيام، وكأنها تقول له إن كنت لا تخاف الله فإني أعوذ بالله منك.
وهذه الطريقة فيها حسن ظن بالله تعالى وتوكل شديد على الله تعالى وثقة بالله تعالى.
وتذكير لمن دعت عليه.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:00 م]ـ
انتظرت أن يمر علينا أحد علماء النحو ولما لم يحدث عرضت الموضوع علي أحد العلماء فقال لي
أما كون الفاء ضرورية لربط جملة الشرط بما قبلها فهو غير صحيح والدليل الآية 34 من سورة هود " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون " فليس فيها فاء لربط جملة الشرط الأولي بما قبلها ولا لربط جملة الشرط الثانية بها.
وأما تقدير ان تركت تقواك فهو تغيير للشرط نفسه
وقال لكي تفهم الآية أجب السؤال التالي
هل يحسن القول عند الاستعاذة من الشيطان " أعوذ بالرحمن من الشيطان "؟! فقلت لم أفكر في هذا من قبل،
قال: الرحمن صفة ربوبية
فقلت وصلت فكرتك
نعيد البحث من بدايته
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[22 - 01 - 08, 05:57 ص]ـ
وأما تقدير ان تركت تقواك فهو تغيير للشرط نفسه
أخي الفاضل: مصطفى سعيد، جزاك الله سبحانه كل خير، أرجوا توضيح هذه النقطة أكثر. إذا تيسر لك ذلك.
وقال لكي تفهم الآية أجب السؤال التالي
هل يحسن القول عند الاستعاذة من الشيطان " أعوذ بالرحمن من الشيطان "؟! فقلت لم أفكر في هذا من قبل،
قال: الرحمن صفة ربوبية
فقلت وصلت فكرتك
نعيد البحث من بدايته
قال تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
والسيدة مريم كانت استعاذتها على سبيل دعاء المضطر، وهنا تذكرت دعاء نبي الله أيوب عليه السلام عندما قال:
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء:83)، وعندما قالت السيدة مريم: {قَالَتْ
إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18)، فهي تدعوا الله تعالى بصفة من صفاته الذاتية، وهي الرحمة،
والرحمن اسم له سبحانه لا يسمى به غيره، فغيره سبحانه لا يستطيع حمايتها في هذه اللحظة، فهي في مكان لا
أحد فيه، وفي هذا الأسلوب من التذلل لله وصدق اللجأ إليه ما لا يخفى، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
: {لا يرحم الله من لا يرحم الناس}، فكان في دعاء السيدة مريم تذكير بذكرها للتقوى، فهي بذلك ترحم هذا
الشخص من فعل المعصية، لتحظى برحمة الله تعالى في هذه اللحظة، والرحمن: هو ذو الرحمة الشاملة لجميع
الخلائق في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، فكأنها لا تزكي نفسها في هذه اللحظة عليها السلام وهذا أيضا من أسباب
استجابة الدعاء.
والله أعلم وأحكم.
¥