ولابن كثير يُرتضى وابن عامر وما اختلفوا فيه حَرّ أن يُفَصَّلا
أي روي عن نافع وأبي عمرو و عاصم وحمزة والكسائي الاعتناء بمتابعة صورة خط المصحف في الوقف، وفعل ذلك شيوخ الأداء لأبن كثير وأبن عامر اختياراً دون رواية، وليس هذا الكلام على عمومه بل يختص بالحرف الأخير.
والاختبار: إذا اختبروا بالوقف على كلمات ليست بموضع وقف ليعلم به معرفة القارئ بحقيقة تلك الكلمة، أو إذا انقطع نَفَسه على كلمات ليست بوضع وقف ليعلم به معرفة القارئ بحقيقة تلك الكلمة، أو إذا انقطع نفسه ويحتاج القارئ إلى معرفة الرسم في ذلك فيتفق بالحذف على ما رسم بالحذف والإثبات على ما رسم بالإثبات.
قال الإمام الشاطبي:
وقف ويكأنّهُ ويكأنّ برسمه وبالياء قِف رِفقَا وبالكافِ حُلِّلا
أمر بالوقف للجميع على النون في (ويكأن) وعلى الهاء في (ويكأنّه) برسمه لأنه كذلك رسم على ما لفظ به.
ثم أخرج الكسائي وأبا عمرو فقال: وبالياء قف رفقا، أمر بالوقف على الياء المشار إليه بالراء في قوله: رفقا، وهو الكسائي، ووقف أبو عمرو على (ويك) ويبتدئ (أن الله) وأن الكسائي يقف على قوله (وي) ويبتدئ بقوله (كأن الله) وأن الباقين يقفون على (ويكأنّ)، (ويكأنّه) ويبتدؤن بالكلمة بكاملها.
أما الزوائد فتنقسم إلى: متحرك، وساكن.
فالمتحرك: كله ثابت في الرسم موقوف عليه بالسكون.
والساكن: ينقسم إلى قسمين كثابت في المصحف، ومحذوف منه
فالثابت في الرسم ثابت في الوقف، والمحذوف في الرسم محذوف في الوقف.
وأما الألف: فإن كل ألف سقطت من اللفظ لساكن لقيها، فإنك إذا وقفت عليها وفصلتها من الساكن، أثبتها في الوقف لجميع القراء وذلك نحو (فإن كانتا اثنتين) و (دعوا الله ربهما) و (قالا الحمد لله) و (قيل ادخلا النار) و (استبقا الباب) وشبهه، وتثبت الألف في قوله تعالى (لكنّا هو الله ربي) في الوقف وفيها خلاف في الوصل، وتثبت الألف أيضاً في (وليكونا) و (لنسفعاً) في الوقف و (يا أيها) حيث وقع نحو (يا أيها الرسول، يا أيها الذين آمنوا) فجميع هذا مرسوم بالألف في المصاحف وأجمعوا على الوقف عليه بالألف [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn26) .
8- ومالِ وأيّا أو بما فيهما فقف لكل على التحقيق في وقف الابتلا
المراد بوقف الابتلا: الوقف الاختباري بالموحدة، وهو الوقف لسؤال ممتحن للعلم بمعرفة القارئ بحقيقة تلك الكلمة.
ومعنى البيت: إنك إذا وقفت اختباراً في قوله تعالى: (فمالِ هؤلاء) و (مال هذا) و (أيّاً ما تدعوا) فيجوز لك أن تقف على اللام في الأولين وعلى (أيّا) في الثاني على القول الحق في ذلك ولا عبرة بما ذكره الإمام الشاطبي.
قال في الإتحاف أثناء الكلام على (مال): والأصح جواز الوقف على (ما) لجميع القراء لأنها كلمة برأسها منفصلة لفظاً و حكماً نقال في النشر: وهو الذي اختاره وأخذ به.
وأما (اللام) فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطاً وهو قياساً، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جر، ولام الجر لا تقطع مما بعدها.
ثم إذا وقف على "ما " اضطراراً أو اختباراً أو على "اللام "كذلك فلا يجوز الابتداء بقوله تعالى "لهذا " ولا "هذا ".
وقال أثناء الكلام على (أيّاً ما): الأرجح والأقرب للصواب كما في النشر: جواز الوقف على كل من (أيّا) و (ما) لكل القراء اتباعاً للرسم لكونهما كلمتين انفصلتا رسماً،والى ذلك أشار في الطيبة بقوله: وعن كل كما الرسم أجل، أي القول باتباع الرسم الذي عليه الجمهور هنا أجلّ وأقوى مما قدَمَهُ، و (أيّا) هنا شرطية منصوبة بمجزومها وتنوينها عوض عن المضاف، و (ما) مؤكدة على حدّ قوله تعالى (فأينما تولوا) ولا يمكن رسمه موصولاً صورة لأجل الألف فيحتمل أن يكون موصولاً في المعنى على حد (يّما الأجلين) وأن يكون مفصولاً كـ (حيثما) وحدّ الظاهر التنوين
وقف ويكأنّه ويكأنّ برسمه لكلّ وباليا رض وبالكاف حلّلا
¥