لم يقنع في وصف المنزل بقوله (بسقط اللوى) حتى حده بحدود أربعة؛ قال الباقلاني: (---كأنه يريد بيع المنزل فيخشى إن أخل بحد منه أن يكون بيعه فاسداً أو شرطه باطلاً!). دراز.
(15) هذه الكلمة زيادة مني لظني أن السياق يقتضيها.
ـ[القابسي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 05:27 م]ـ
جازاك الله خيرا على هذه المشاركات القيمة
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - 05 - 08, 03:50 م]ـ
جزاك الله خيراً.
==============
(24)
قال ابن القيم في (الفوائد) (ص81 - 82):
(أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة:
تعلق القلب بغير الله؛ وطاعة القوة الغضبية، والقوة الشهوانية.
وهي الشرك، والظلم، والفواحش.
فغاية التعلق بغير الله [الـ]ـشرك وأن يدعى معه إله آخر.
وغاية طاعة القوة الغضبية القتل.
وغاية القوة الشهوانية الزنا.
ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ) [الفرقان 68].
وهذه الثلاثة يدعو بعضها إلى بعض.
فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش، كما أن الاخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه، قال تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف 24]؛ فالسوء: العشق، والفحشاء: الزنا.
وكذلك الظلم يدعو إلى الشرك والفاحشة، فإن الشرك أظلم الظلم، كما أن أعدل العدل التوحيد، فالعدل قرين التوحيد، والظلم قرين الشرك؛ ولهذا يجمع سبحانه بينهما.
أما الأول ففي قوله (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ) [آل عمران 18].
وأما الثاني فكقوله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان 13].
والفاحشة تدعو إلى الشرك والظلم، ولا سيما إذا قويت إرادتها ولم تحصل إلا بنوع من الظلم والاستعانة بالسحر والشيطان.
وقد جمع سبحانه بين الزنا والشرك في قوله (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [النور 3].
فهذه الثلاثة يجر بعضها إلى بعض ويأمر بعضها ببعض؛ ولهذا كلما كان القلب أضعف توحيداً وأعظم شركاً كان أكثر فاحشة وأعظم تعلقاً بالصور وعشقاً لها.
ونظير هذا قوله تعالى (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {36} وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ {37}) [الشورى 36 - 37].
فأخبر أن ما عنده خير لمن آمن به وتوكل عليه وهذا هو التوحيد، ثم قال: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ)، فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية، ثم قال: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)، فهذا مخالفة القوة الغضبية؛ فجمع بين التوحيد والعفة والعدل التي هي جماع الخير كله).
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 05 - 08, 04:51 م]ـ
(25)
(يشرب بها عباد الله) أبلغ من أن يقال: (يشرب منها عباد الله)
من أساليب العرب في خطاباتهم: التضمين، وهو أن يضمَّن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر ويشار إلى المعنى المضمَّن بذكر ما هو من متعلقاته، من حرف أو معمول، فيحصل في الجملة معنيان.
ففي التضمين تغيير حرف التعدي في جملة الفعل المتعدي أو زيادته في جملة الفعل اللازم، ومنه قوله تعالى (إن الظن لا يغني من الحق شيئاً) أي لا يدفع من الحق شيئاً؛ هكذا فسره المعلمي رحمه الله في (الأنوار الكاشفة).
قال ابن القيم في (التبيان في أقسام القرآن) ص95: (لكن الفعل إذا ضمن معنى فعل آخر لم يلزم إعطاؤه حكمه من جميع الوجوه، بل من جلالة هذه اللغة العظيمة الشأن وجزالتها أن يذكر المتكلم فعلاً وما يضمنه [لعلها: فعلاً ما ويضمنه] معنى فعل آخر ويُجري على المضمَّن أحكامه لفظاً وأحكام الفعل الآخر معنى، فيكون في قوة ذكر الفعلين مع غاية الاختصار؛ ومن تدبر هذا وجده كثيراً في كلام الله تعالى).
وقال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (20/ 474):
¥