والاسلام يحمل الى العالمين رسالته الخالدة بسمو رسالته وهدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بدين الحق ليظهره على الدين كله، والمعارف الانساية مهما كانت نزعاتها لا يمكن بأي صورة أن تجلي حقائق الوحي ولا أن تخوض في المطلق.
والحقائق العلمية البرهانية تؤكد وجود احساس ديني عميق في الانسان لا يمكن انكاره ويكون الجزء الأكبر من تكوينه النفسي وله أثر واضح على وعيه وادراكاته الحسية.
والمعارف الاسلامية وضحت المعالم المحيطة بالنفس البشرية وأجلت بعض الحقائق المثيرة فيما يخص سمو النفس البشرية وخلقتها الربانية.
والله تعالى العزيز الحكيم يقول في محكم كتابه العزيز (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) الآية، وما يحيط بالأنفس لهو عظيم حقا اذا علمنا أن علم القلب علم كبير، وهو من أسرار الله تعالى المودعة في الانسان وهو صلة الوصل بين العبد وربه والقلب من عالم الملكوت، فكل ملكة في الانسان لها مقام محدود بينما القلب له ميزة روحانية محاطة بأسرار ربانية عظيمة، وهذا العلم اخوة الايمان بعيد كل البعد عن تقييم أصحاب الجدل البرهاني ويختلف اختلافا جذريا عميقا عن كل التصانيف التجريبية في هذا الباب لأن سند هذا العلم رباني وهو فضل منه ورحمة يختص به من يشاء من عباده.
وهو سبحانه القائل في محكم كتابه: (واتقوا الله ويعلمكم الله) الآية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سلطان العارفين كان يقول صلى الله عليه وسلم (وقل رب زدني علما) الآية.
ومن ميزة هذا العلم أن صاحبه يتفقه من معين حقيقي بعد أن هذب ملكاته و كيانه ونشد التقرب الى مولاه، وهذا لأعده من أسمى المعارف لأن غايته معرفة الحق، وأن يكون الانسان عارفا ليس مخالفا للحق بل هذا بركة منه تعالى وفضائل ورحمات.
والعبد المؤمن هو من صفى سرائره وسعى الى اصلاح نفسه من آفاتها الذميمة وتوجه الى الله سبحانه وتعالى متقربا اليه بصالح الأعمال.
والعبد المؤمن التقي هو الذي أفنى حياته في معرفة ربه وسعى الى هذه المعارف بكل غال ونفيس مدركا أن الله يعلمه وهذا من كمالات النفس البشرية ان هي ارتقت في معارج الحقائق وسعت الى ربها قويمة وسديدة فطوبى لمن علمه الله من عنده علما فارتقى بمعارفه وألهم كرامات مغذيا روحه بكمالات الحق.
وهذا العلم أحبابي في الله ينشد الكمال ويدرك وحدة الكثرة ويسمو بالانسان التقي الموقن والمصدق بربه من مقام الى مقام أعلى وغايته معرفة الحق بالحق، وهذا لايكون الا بتهذيب الملكات والجوارح وتغذيتها بالكمالات لتتوافق وتتناغم وتتزكى لتتكامل في وحدة باهرة فترى ملكا وعجبا بما علمها الله تعالى وهذا فيه خير وصلاح للانسان.
وبلوغ هذه الكمالات ليعد شيء راق وبالغ الأهمية للنفس البشرية التي أكرمها الله من فضائله ورحمته وتفتح آفاقا معرفية كبرى في طمأنينة وسكينة النفس البشرية لبارئها فتهذبت لأحق خلافة في الأرض تتسم بالعدل والرحمة.
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 07:25 م]ـ
بوركت أخي
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ
لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا